القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية المغتربات الفصل الثالث3الاخير بقلم حمادة زهران

 

رواية المغتربات 
الفصل الثالث
بقلم حمادة زهران 
="مين اللي دربك..مين اللي خلاك كده".
-"أنت بتسأل عشان العدالة،ولا عشان ضميرك تعبك..أنا كنت في زنزانة، اتعلمت أبتسم وأضحك وأغري وأكذب..اتعلمت أحول نفسي لوهم..مارينا لويس كانت المعلمة،وكل بنت خرجت من عندها كانت يا إما شريكة،يا إما ضحية". 
="ايوااااا..مارينا لويس،هي اللي بتمضي م.ل..مش كده". 
قالت بكل برود:
-"بالظبط كده". 
في نفس الوقت..فريق البحث كان شغال على تتبع رقم المرسل،واللوكيشن جاب نتيجة مفاجئة..فيلا مهجورة في طريق مصر إسكندرية الصحراوي، كانت زمان تبع سفارة أجنبية،واتقفلت بعد حادثة اختفاء غامضة سنة ٩٨.
جهزنا حملة،وطلعت مع الفريق، قلبي بيخبط بسرعة..وأنا داخل حسيت إن المكان مش بس مهجور..ده متساب عن عمد.
دخلنا من الباب الخلفي،ورايحين نفتح الدور الأرضي..لقينا أوضة مقفولة بـ ثلاث أقفال،وكل قفل شكله مختلف..بس الغريب إن كان في ظرف صغير متعلق في الباب،مكتوب عليه اسمي. 
فتحته..ولقيت ورقة مطبقة، مكتوب فيها بخط إيد واضح:
"ما تدورش كتير..أنا اللي هاجيلك..م.ل".
قفلت الظرف،وقلبي بدأ يدق جامد… بصيت للي حواليا،الفريق كانوا بيبصولي مستنيين إشارة..قولتلهم:
-"انسحبوا دلوقتي..ده مش اقتحام، ده مجرد استدراج".
رجعنا على القسم، وأنا قاعد في مكتبي، عقلي شغال زي المتور.."مارينا لويس" دي مش مجرد اسم فاعل، دي اسم مؤسسة..اسم ليه أثر تقيل في كل قضية بنت فيها اختفت واتسجلت ضد مجهول..بس فيه حاجة كانت ناقصة،الخيط الأخير..وبعد نص ساعة،جالي الخيط.
تقرير الطب الشرعي وصل..الجثة اللي لقيناها في بير العمارة مش "دعاء"..دي جثة بنت تانية،"بسمة محسن"،من الشرقية،اختفت من ٣ شهور، وكان أهلها فاكرين إنها سافرت الخليج.
بس الحاجة اللي قلبت دماغي فعلاً،إن البصمات اللي كانت على السلسلة المربوطة في الحيطة في شقة وجيه،كانت بصمة شيرين.
رجعتلها تاني، فتحت الباب ودخلت عليها وقولت بكل برود:
-"شكلك كنتي بتدربي البنات بنفسك،مش كده يا مارينا". 
رفعت عينيها وبإبتسامة ميتة قالت:
-"مكنتش ناوية تعرف كده بدري..بس طالما عرفت،خليني أقولك الحقيقة كلها".
="قولي،انا سامعك". 
-"وجيه كان مجرد صاحب العمارة،مكانش بيعرف بيتعامل مع البنات،كان بس بيأمن السكن ويوصل الفلوس،مراد اللي كان بيراقب البنات، والمهندس هو اللي بيخطف..لكن السيطرة والتدريب كان شغلي أنا..أنا اللي كنت بحدد مين تتباع ومين تتحرر..أنا اللي كنت باختار البنات اللي عندهم حاجة مميزة..وأنا اللي علمت دعاء إنها لازم تبقى نسخة مني،بس ماتت". 
="يعني قتلتيها". 
-"لأ..هي اللي خذلتني،هربت من تحت إيدي،وكانت ناوية تفضح الكل..بس في اللحظة اللي فكرت فيها اخلص عليها،حد تاني سبقني وقتلها..حد أنا مش قادرة أوصله لحد دلوقتي". 
سكت لحظة،وبصيت في عينيها وسألتها:
-"يعني هيكون مين اللي قتل دعاء". 
ابتسمت وقالت:
-"ممكن اللي اشتراها..واللي غالباً هيشتريك إنت كمان،لو فضلت تكشف في اللعب". 
خرجت من عندها بشفرة جديدة..اليوم اللي بعده،جاتلي مكالمة من رقم مش متسجل..أول ما رديت، جالي صوت رايق بس فيه نبرة تهديد متغلفة بشياكة:
-"قالولي انك قبضت على شرين النجار،وإنك مهتم زيادة عن اللزوم..وإحنا بصراحه مبنحبش الناس الفضوليين يا باشا". 
="قصدك مارينا مش شرين..مشكلتكم وقعتوا مع واحد بيعاند نفسه،أنا محبش أبيع بني آدمين زي كيلو فراخ..بس قولي، اشتريت دعاء بكام". 
ضحك ضحكة خفيفة، وقال:
-"أنت فاكرني تاجر بشر..أنا مستثمر،والمستثمر مابيهموش الأسماء، بس اهم حاجة الجودة".
="وإنت دلوقتي في خطر، لأن الجودة فضحتك". 
قفل السكة في وشي،وبعد دقيقة، جالي لينك على إيميلي الشخصي، من غير اسم..فيه صور لبنات كتير..فيهم دعاء، وفيهم بسمة، وفيهم بنات لسه محدش بلغ عنهم إنهم اختفوا..وآخر صورة،كانت صورة ليا وأنا خارج من العمارة..يعني المشتري مش بس بيبيع ويشتري، طلع بيراقب كمان. 
قررت أواجههم في وكرهم..اتحركنا على العنوان من تتبع تحويلات مالية خارجية كانت جاية بإسم"وجيه قنديل"و"مراد الشيمي"،وجهة التحويل،كانت فيلا منعزلة على طريق مصر إسكندرية الصحراوي..فيلا كأنها فاضية من برة،لكن لما دخلناها بإذن نيابة،لقينا الدور التحتاني معموله معمل كامل..استايل أوروبي،وفيه تلات بنات مربوطين بسلاسل ناعمة كأنها ديكور، والجو كله ريحة عطر تقيلة وهدوء مرعب..وفجأة ظهر. 
راجل خمسيني أنيق جداً، لابس بدلة سودة،وعلامة على كفة ايده..لابس خاتم ماس عليه كلمة بالعربي.."العهد"..اتكلم وقال:
-"حمدالله بسلامتك،كنت متأكد إنك هتوصل يا حضرة الضابط، وكنت مستنيك". 
="باسم القانون،إنت متهم بتكوين شبكة لتجارة البشر،وإنت المسؤول الأول عن مقتل دعاء وغيرها من البنات". 
-"لا يا باشا..أنا لا قتلت،ولا أجبرت..أنا مجرد وسيط،بنقدم فرصة للي اتنسوا من العالم..بنحولهم لمنتج مرغوب فيه،وصدقني في بنات بترجعلي برجليها..لأن الشارع أوسخ".
="مفيش وسخ غيرك،انت اللي زيك مكانه مش المحكمة..اللي زيك مكانه الجحيم". 
ابتسم، وقبل ما يرد،العملية بدأت..رجالتي اقتحموا الفيلا،وفي أقل من دقيقتين كنا مأمنين المكان كله،بس المشتري..اختفى.
لقيناه بعد ٤ أيام، في مركب خاص على ساحل مرسى مطروح..لكن ماقدرناش نمسكه،لأنه كان معاه جواز سفر دبلوماسي،وخرج من البلد في طيارة خاصة..أعضاء الشبكة في ايدينا، بس الراس الكبيرة طارت.
بعد ٣ شهور..وصل ظرف تاني للمكتب،كان جواه صورة لبنت جديدة،وعليها نفس الختم.."العهد"،وتحتها مكتوب:
"مازال العرض مستمر"
            النهاية

تعليقات