رواية عودة الجنرال
الفصل العشرون20الاخير
بقلم stoo stoo
في قصر جونكوك الذي يفيض بالدفء والحب لم يكن هناك يوم يمر دون أن يترك فيه لمسة حنان على قلب آن.
كان يدللها كطفلته المدللة يحتضنها حين تحزن ويمازحها حتى يسمع ضحكتها في أرجاء القصر.
بينما آن كانت أحياناً تراه أبآ حنونآ يمسح على رأسها بحنان واحيانآ أخ وسند يقف خلفها في كل موقف.
لكنه قبل كل شيء كان حبيبها الذي يحمل عنها أوجاعها وزوجها العاشق الذي يذوب في ادق تفاصيلها..
معآ بنوا حياة مثالية حوّلوها إلى لوحة نابضة بالسعادة حتى في بساطة أيامهم.
كانت آن لا تتركه لحظة ترافقه في أعماله وتدعمه بابتسامتها التي كانت وحدها تكفي لتهوّن عليه متاعب الدنيا.
وفي ذلك صباح ...
اقترب منها جونكوك وعانقها قائلآ: أميرتي آن
اليوم سيصدر الحكم على كاي هل تودين المجيء معي؟..
آن: اجل خذني معك أريد أن أرى الانكسار في عينيه بنفسي.
ابتسم جونكوك وربت على راسها قائلآ: حسنآ إذاً هيا جهزي نفسك...
ارتدى جونكوك بدلته السوداء الأنيقة وسرح شعره بعناية، بينما آن ارتدت فستان ساحر يبرز جمالها.
في قاعة المحكمة اجتمع الجميع.
وهناك في منتصف القاعة كان كاي مقيدآ بالسلاسل نظراته شاردة وشاحبة،كأنها تبحث عن مخرج لا وجود له.
تردد صوت القاضي في القاعة قائلآ:
بناءً على الأدلة والشهادات يُحكم على المتهم كاي بالسجن المؤبد على جميع جرائمه.
ابتسمت آن وكأن النصر نصرها
رفعت رأسها عالياً، يدها متشابكة مع يد جونكوك الذي اقترب أكثر من كاي.
جونكوك: لو لا أفعالك القذارة لما كنت اليوم هنا مقيدآ مكسورآ.
آن:ااه اتعلم شيء كاي كل شر يرتكبه الإنسان يعود إليه مضاعف أتمنى لك حياة سجينة تليق بما فعلته.
لم يجد كاي في نفسه القدرة حتى على الرد كان صوت داخله يصرخ يندم ينهار ولكن لا أحد يعلم.
حين خرجا من قاعة المحكمة شد جونكوك على يد آن وهمس لها بابتسامة مطمئنة قائلآ: دائمآ الخير سينتصر حتى لو تأخر.
آن: اجل معك كل الحق كاي يستحق كل شيء ما فعله لن يغفر بسهوله..
وهنا انتهت حكاية الشر التي انطفأت في ظلمة السجن.
بينما آن بقيت قصتهما تزداد دفئآ ونقاءً تثبت أن الحب والصدق وحدهما من يستحقان البقاء.
في احدى الليالى بينما كانت آن مستلقية على السرير شاردة الفكر تتأمل السقف وكأنها تبحث فيه عن حلم جديد
اتى جونكوك بهدوء واستلقى بجانبها.
سحبها إلى صدره برفق وهمس قرب أذنها بصوته العميق الدافئ.
جونكوك: ما بها أميرتي؟...
آن:ما رأيك أن نذهب لزيارة أبي؟.. اشتقت له كثيرآ
ابتسم جونكوك قائلآ: هذا بالضبط ما كنت أفكر به.
آن: حقآ!؟...
جونكوك: اممم اجل وغدآ سنسافر معآ.
عانقته بقوة وكأنها تحتضن العالم كله بين ذراعيه
آن: أحبك جونكوك.
ضمها أكثر وقبّلها برقة وهمس في أذنها قائلآ: وأنا أعشقكِ أميرتي
بعد مرور ثلاثة أيام...
وصل جونكوك وآن إلى القرية.
وما إن لمحهم لينغ ترك كل ما بيده وذهبه إليهما يحيطهما بذراعيه في عناق دافئ يفيض شوقًا.
قال بصوته المرتعش من الفرح:
لينغ: اشتقت لكما حقآ..
التفت جونكوك حوله يتأمل الطبيعة الساحرة والهواء النقي، والهدوء الذي يعانق الأرواح.
ثم تنهد قائلاً: حقآ للطبيعة نكهة خاصة وراحة لا توصف.
ابتسم لينغ قائلآ: أظنك أصبحت تعشقها.
جونكوك: ههه اجل اعشقها حقآ عمي..
نظرت آن إليه بحدّة مرحة فأدرك جونكوك تلك النظره اقترب منها، أمسك يدها، وهمس في أذنها..
جونكوك: أنتي عشقي الأول والأخير..
مرت الأيام في القرية بنكهة مختلفة...
كانو يتجولون معآ بين الحقول، يلاحقون ضحكات الرياح وجمال الزهور، وحين تشرق الشمس كل صباح بشعاعها الذهبي، يشعرون وكأن الدنيا ولدت من جديد لأجلهم.
وفي أحد تلك الصباحات جلسوا ثلاثتهم على طاولة خشبية صغيرة يحتسون الشاي، يتبادلون الحديث والضحكات.
نظرت آن إليهما إلى والدها الذي كان لها بمثابه أب وام معآ وإلى زوجها الذي كان لها الحياة باكملها
ابتسمت قائله في سرها..
أنتما أجمل واغلى ما املك في هذي الحياة..
حينها ادركت آن أن كل التضحيات التي قدمتها يومآ كانت تستحق فعلآ ان تقدمها.
لم تندم لأن تضحياتها من أجل من يستحقون جعلت حاضرها مشرقآ ومستقبلها آمنآ.
وجدت سعادتها بين أب حنون يخشى عليها من قسوة الحياة وزوج عاشق يخاف أن تختطفها الحياة منه.
نظر لينغ الي آن ليرى السعادة في وجهها ابتسم ثم نهض وتوجها الي الداخل..
جونكوك: في ماذا تفكر اميرتي الجميله..
آن: لا افكر في شيء اشعر بالسعادة وايضآ لأننا معآ
ابتسم جونكوك قبلها وضمها اليه قائلآ: سنكون دائمآ معآ...
بينما كان لينغ يراقب تلك السعادة عن بعد ابتسم
قائلآ: أحياناً الحياة تقسى علينا ولكنها تهب لنا السعادة من جديد..
ام آن كانت تهمس وهي في حضن جونكوك..
آن: حتى لو عاده الزمن بي يومآ سوف اضحي من اجلكما ولن اندم على ذلك.
العبرة من قصته آن..
هي التضحية..
التضحية جميلة إلا إذا كانت لمن يستحقها حقآ.
قد تضحي لأجل عائلتك، او لأجل قلبك ا و لأجل سعادة إنسان غالي عليك لكن تأكد دوما أن من ضحّيت لأجله، يستحق أن تهدي له قطعة من عمرك.
آن ضحت من أجل والدها، وتزوجت كاي حتى تحميه..
ثم واجهت الحياة بقوة لتبقى إلى جوار جونكوك لأنها كانت تعلم جيدآ أنها خلفها رجلان عظيمان..
أب يخاف عليها من ظُلم الحياة، وزوج يخاف أن تسلبه الحياة منه حتى لو للحظه
النهاية

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد