رواية عودة الجنرال
الفصل التاسع عشر19
بقلم stoo stoo
جلس كل من لينغ وجونكوك بجانب آن التي فاقدة للوعي...
أعطاها لينغ بعض الدواء من صنع الأعشاب وحرص على أن تشرب منه ببطء.
مرت ساعات طويلة وجونكوك لا يتحرك من مكانه يراقب وجهها وخوف وكل لحظة تمر عليه كانت كالعمر كله.
لكن لم يظهر شيء...
ظلت آن ساكنة عيناها مغمضتان وجهها شاحب وأنفاسها بطيئة جداً كانها لا تُسمع.
لينغ: هيا ابني قم بفرك يدها قليلًا هذا سيساعد الدم على الدوران.
بينما جونكوك كان شاردآ مع آن..
نظر لينغ إلى جونكوك، فرأى الخوف والقلق العميق في عينيه كأن قلبه سينفطر فقال له بنبرة هادئة..
لينغ: لا تقلق ابني جونكوك... سوف تستيقظ آن قوية... أقوى مما تظن .
هز جونكوك راسه واقترب أكثر وأمسك يدها بين يديه بحرارة يمرر إبهامه على راحتها بخفة وكان يهمس لها: عودي لي حبيبتي لا تتركيني هكذا.
لينغ: ابني كن مطمئن انا سأعالجها... لأنني أعلم تماماً ماذا تناولت آن.
نظر جونكوك إليه بدهشة ودموعه تملأ عينيه وضم آن بقوة بين ذراعيه.
جونكوك: أقسم لك إن حدث لها شيء لن أسامح نفسي أبداً.
وضع لينغ يده على كتف جونكوك ليطمئن..
لينغ: آن لم تكن لتؤذي نفسهاإنها فقط أخذت جرعة مركبة من الأعشاب التي تصنعها من اجل بعض الامرض ... هذه الأعشاب تجعلها تفقد الوعي وتخرج قليلًا من الدم لكن سرعان ما سيتعافى جسدها.
نظر إليه جونكوك غير مصدق وقلبه يرفض أن يهدأ.
جونكوك: مالذي دفعكي لفعل ذلك لا تثقين بي؟..
لينغ: انت لا تعلم شيء جونكوك آن عانت كثيراً بسبب ذلك الاحمق هي فقط أرادت أن تهرب من ضغط كاي لكنها لم تكن تنوي الموت.
ثق بها هي أقوى مما تتخيل.
في تلك اللحظة تحركت أصابع آن ببطء فامسك جونكوك يدها يقبلها بحرارة ودموعه تتساقط.
جونكوك: حبيبتي آن أرجوكِ عودي لي لا تتركيني.
فتحت آن عينيها بصعوبة فابتسمت لهما ابتسامة خفيفه.
آن: كنت... أعلم أنكما ستنقذاني...
عانقها جونكوك بقوة كانه لم يصدق انها استعاد وعيها..
آن: اعتذر جونكوك ثم نظرت الي والدها واعتزت له
اقترب لينغ ووضع يده على رأسها قائلآ بنبرة مليئه بالدفء: عزيزتي آن انتي دائماً قويه تعلمين جيدآ كيف تختارين طريقك لست منزعج.
والآن دعينا نعيدكِ إلى غرفتك لترتاحي قليلآ..
........ ..........
نظر جونكوك إلى لينغ هذه المرة بامتنان عميق ثم حمل آن بين ذراعيه كأنها أثمن ما يملك وسار بها إلى الداخل، بينما قلبه يهمس: لن أسمح لشيء أن يؤذيكِ بعد اليوم... حتى لو اضطررت أن أقاتل العالم كله.
مرّت ساعات وجونكوك يجلس بجانبها لم يتركها لحظة واحدة وكأن حياته معلقة بأنفاسها.
دخل عليه لينغ اقترب منه وقال بهدوء
لينغ: ابني اذهب لترتاح قليلًا أنا سأعتني بها.
لكن جونكوك رفض قائلآ إنه لا يريد الابتعاد عنها أبدًا.
فهم لينغ حالته وتركه على راحته.
وضع جونكوك رأسه بجانبها وأغمض عينيه من شدة التعب حتى غفا على نفسه.
استيقظت آن بعد وقت لتجده نائمًا بجانبها فمررت يدها بخفة على شعره.
فتح جونكوك عينيه من لمستها ليتفاجأ بها جالسة على السرير تنظر إليه بابتسامة ضعيفة.
دون أن ينتظر ثانية عانقها بقوة حتى كاد يحطمها بين ذراعيه ويعاتبها بحرقة على ما فعلته.
عانقته آن أيضًا وهمست له بأنها فعلت الصواب لأنها لم تكن لتسمح لنفسها أبدًا أن تكون لغيره.
هدأ جونكوك قليلآ وظل يحدق فيها للحظات كأنه يحفظ ملامحها من جديد.
نظرت آن إليه فرأت حزنه وتعبه فاقتربت منه أكثر وقبلته وربتت على رأسه..
آن: اعلم ما فعلته جعلك تتالم
اعتذرت له لأنها جعلته يعيش هذا الألم بما فعلته.
تقبل جونكوك اعتذارها وضمها إلى صدره مرة أخرى وكأنه لا يريد أن يتركها أبدآ...
جونكوك: حسنآ ساذهب الان لدي ما فعله وساعود..
ودعها وذهب ليخبر لينغ أيضاً بمغادرته..
لينغ: حسنآ ابني اذهب لترتاح يبدو عليك التعب
غادره جونكوك وفي طريقه كان يفكر بماسيفعله.
أما لينغ فدخل إلى غرفة آن وجلس بجانبها نظر إليها و ابتسم ابتسامة حزينة..
لينغ: لقد كان جونكوك سيفقد عقله... رأيت فيه الآن طفلًا صغيرًا يفقد والدته وليس رجلًا.
ابتسمت آن وعانقت والدها قائلة: لهذا أحبه يا أبي فعلت ذلك من أجله حتى لا أكسر قلبه مجددًا.
ربت لينغ على ظهرها قائلآ: لقد فعلتي الصواب ابنتي.
بعد مرور شهر من ذلك اليوم...
كان جونكوك قد رتّب كل شيء في قصره وتم تزيين القصر بطريقة جميلة أضفت عليه لمسات سحريه تليق بفرحة العمر.
وفي جهة أخرى في الغرفة التي بجانب غرفته كانت آن ترتدي فستان زفافها الأبيض بدت كأميرة حقيقية... أميرة قلبه التي أحبها وسيكمل حياته معها.
وقف جونكوك بين الحضور يرتدي بدلته الأنيقة ينتظر بفارغ الصبر أميرة قلبه آن.
ثم نظر إلى الدرج فإذا بآن تظهر برفقة والدها لينغ الذي سيسلمها إليه بنفسه.
اقترب لينغ من جونكوك ممسك بيد ابنته..
لينغ: ابني جونكوك... لقد أعطيتك قطعة من قلبي ولا أريد توصيتك عليها لأنني أعلم مدى حبك لها. أعلم جيدآ أنك ستحافظ عليها وأنا أثق بك ابني.. لازلت أقول إنك تستحقها بالفعل.
شكره جونكوك بحرارة وأخبره أنه سيفديها بحياته ولن يسمح لأي شيء في الدنيا أن يمسها بسوء.
بدأت مراسم الزواج وسط سعادة الجميع فيما كان جنود جونكوك يطلقون الطلق النارية في الهواء احتفالًا بفرح قائدهم.
انتهت المراسم ورقص الجميع وكأن السعادة طرقت أبوابهم لأول مرة منذ زمن طويل.
وبعد انتهاء كل شيء تقدم لينغ وعانق ابنته آن ثم عانق جونكوك أيضاً..
لينغ: سأذهب الآن إلى منزلي في الريف حتى أساعد أهل القرية وأقدّم لهم ما يحتاجونه أنا مطمئن لانني تركت ابنتي بين يدي رجل حقيقي.
ودعهم وسط دموع آن التي اختلطت بفرحتها الكبيرة.
ثم غادر بهدوء تاركًا ابنته في عهدة رجل آخر يحبها ويقدرها وكأنها ملكة على عرش قلبه.
نظر اليها جونكوك عانقها بلطف ليخفف عنها..
جونكوك: لا تقلقي كل فترة سنذهب إلى القرية ونزوره معآ.
ابتسمت آن ورفعت عينيها إليه قائلة: أحبك جونكوك...
اقترب منها أكثر وهمس في أذنها بصوت دافئ مليء بالحنان..
جونكوك: وأنا أعشقكِ أميرتي.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد