
قصة فقدان
الفصل السابع7الاخير
بقلم هنا عادل
فعلا هو ده اللى حصل، رجعنا البيت واتغدينا وقضينا مع بعض وقت حلو جدا، حاولنا انا وهي بيه نطلع من كل التفكير السلبي اللى مأثر علينا، مش عارف فات وقت قد ايه، لكن فجأة الكهربا قطعت، وبصيت جنبي على الكنبة لأننا كنا فى الصالون مش فى اوضة النوم وكانت ليلى حاطة رأسها على رجلي لقيتها لسه على حالها وبتتكلم بصوت باين عليا المرح:
- اهو قطع تاني، لما نشوف هيحصل ايه النهاردة.
وقبل ما ارد عليها وانا ببص قدامي ومش شايف حاجة خالص بسبب انعدام اي ضوء حسيت بسخونية او دفا انفاس فى وشي بالظبط، وقفت بسرعة وانا ناسي ان ليلى ساندة على رجلي وانا بقول:
- ليلى الحقى في حد معانا.
ليلى قعدت على الكنبة وعدلت نفسها وهي بتقولي بصوت هادي وواثق:
- استهدى بالله يا عبدالله متخافش، اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وهنا جه الصوت من اللي واقفة قدامي ومش شايفها وهي بتقول:
- اسمع كلامها يا عبدالله، انا مش هأذيكم، انا بس عايزة حقي، عايزة اللى يساعدني، وصدقني انا هساعدك وهوفرلك اللى انت محتاجه.
حاولت اظبط انفاسي اللى طالعة كأنها نار من صدري بسبب قلقي واتكلمت وانا بقول:
- طيب انتي مين؟ وعايزة ايه؟ ايه المساعدة اللى محتاجاها؟
رديت وهي بتقول من غير ما اشوفها، لكن حاسس بأيد ليلى اللى ماسكة ايدي وبتطبطب عليها علشان تقلل من توتري:
- أنا صاحبة البيت ده، انا اللى اتغدر بيا، انا اللى ليا حق ومش هرتاح غير لما حقي يرجع...
قاطعتها وانا بقول بفضول:
- صاحبة البيت؟ ازاي؟ البيت ده صاحبه عايش برة، انا مش فاهم حاجة...
وهنا النور رجع، بس مكانش راجع الضوء المعتاد بتاع الشقة..لاء ده كان ضوء خافت ومش قوي مجرد اننا نقدر نشوف بعض من غير تفاصيل للملامح بسبب ضعف الأضاءة، كانت لابسة فستان ابيض باهت وشعرها الطويل باين عليه منكوش، عنيها مطفية على عكس عين ليلى اللى كانت واقفة بصالها بتركيز، اما ملامحها اللى مخدتش بالي منها اوي محسيتش منها برهبة او خوف، مش عارف ده كان علشان ليلى جنبي وبتطمني ولا علشان هي فعلا مش عايزة تأذيني، قطع السكوت ده صوت ليلى وهي بتقول:
- نقدر نساعدك ازاي؟ وايه اللى حصل ضيع حقك؟
رديت بصوت حزين بس مش بيرن زى صوتنا، صوت شبه الصدى كده:
- ارجع يا عبدلله للمكان اللى شوفتني واقفة فيه، دور هناك وهتعرف بداية الحكاية، متخافش يا عبدالله من انك ترجع حقي...مش هتخسر.
قبل ما اتكلم ولا اقول اي حاجة كانت ليلى بتسحبني من ايدي علشان ننزل من البيت وكانت هي اختفيت من قدامنا، نزلنا فعلا وشاورت لليلى على المكان اللى كانت واقفة فيه فى الليلة اللى فاتت، لكن المشكلة ان احنا كان لازم نعدي المصرف ده علشان نروح المكان بالظبط، وعلشان نعمل كده كنا محتاجين نمشي شوية بعيد عن البيت لأن المعدية بعيد شوية مش كتير، كنت ماشي وانا ماسك ايد ليلى اللى اتكلمت وهي بتقول:
- على فكرة انا خايفة، تفتكر احنا ممكن نلاقي ايه؟
ولأن دى اول مرة احس من صوتها انها فعلا خايفة حبيت اطمنها برغم خوفي انا كمان:
- احنا مع بعض، وربنا عالم اننا بنحاول نعمل خير يعني اكيد مش هيأذينا ولا يوقعنا فى حاجة تضرنا...متقلقيش انا معاكي وجنبك.
فضلنا ماشيين لحد ما عدينا ووصلنا للمكان المقصود...مكان فاضي مفيش فيه اي حاجة غير اشجار وزرع واصوات الضفادع المستخبية.
ليلى:
- هي كانت فين بالظبط يا عبدالله؟
رديت وانا بقف فى نفس المكان اللى كانت واقفة فيه:
- هنا بالظبط، كانت واقفة هنا ياليلى.
وقفت ليلى تبص للمكان بتركيز، الدنيا ضلمة لكن اللى مساعدنا الكشاف اللى خدناه معانا واحنا نازلين، مفيش اي حاجة توصلنا لأى حاجة، بقينا بنلف حوالين نفسنا يمكن نلاقي اي دليل لكن مفيش، لحد ما لقيت نفسي وكأن فكرة خارقة جاتلي بقول لليلى:
- احنا بنبص فوق ليه؟ اعتقد اننا لازم ندور فى الارض.
مش عارف ليه قولت كده، بس لقيت ليلى بتقول:
- قصدك انها مدفونة هنا؟
رديت وانا ببص على الارض:
- وارد، اصل دي مش بني ادمة علشان نبقى بندور فوق الارض، وانتي شايفة المكان فاضي ازاي، اكيد هي كان قصدها ندور هنا فى الارض.
وفعلا ابتديت انا وليلى نحفر فى الارض بأيدينا وكأننا بندور على كنز مثلا، حسيت فى الوقت ده ان جوايا طاقة رهيبة ضيعت كل الخوف والتوتر اللى جوايا، حسيت بالشجاعة بتزيد جوايا وبتزيد جوة ليلى كمان اللى كانت بتحفر بحماس وطاقة رهيبة برضو، فضلنا نحفر بأيدينا وقت طويل مش لاقيين حاجة بس ميأسناش واستمرينا فى نفس المكان اللى كانت ظهرالي فيه، لحد ما لقيناه...طرف قماش...مسكته بأيدي وانا بقول لليلى بحماس:
- اهو يا ليلى، وصلنا.
ليلى بسرعة:
- طيب كمل خلينا نشوف ايه ده؟
فعلا كملنا بمنتهى السرعة والطاقة لحد ما بقيت قطعة القماش دي بتكبر معانا وبتظهر اكتر واكتر...كانت ملايا كلها تراب ملفوفة اكتر من لفة، كملنا حفر لحد ما قدرنا نطلع الملايا دى واخيرااااااااااااااااا...فكينا لفات الملايا اللى كانت بتتقطع فى ايدينا ومتأكلة جدا كان ملفوف جواها مشمع كمان بقى بيتقطع فى ايدينا مجرد ما بنلمسه مع اجزاء كتير متأكله منه...ولقيناها...هيكل عظمي مجرد هيكل ومش كامل كمان، فيه اجزاء منه مش موجودة، الريحة والمنظر كانو صعب على اي حد يتحملهم..خاصة اللى مالهوش فى المواقف الصعبة دي، انا مش بتحمل اشوف جثة شخص ميت فى التليفزيون بفتكر اهلي وبتعب مبالكم بقى لما تشوفوا قدام عنيكم هيكل عظمي لبني ادم؟؟ رعب وعرق وتوتر وخوف مفاجئ وجع قلوبنا، كانت ليلى بتتكلم بخوف:
- مش ممكن، بني ادم؟؟ دى مصيبة يا عبدالله، احنا فى مصيبة.
حاولت مزودش خوفها برغم خوفي:
- احنا لازم نبلغ البوليس يا ليلى، مينفعش نتصرف لواحدنا احنا مش عارفين ايه اللى ممكن يجرالنا من ورا حاجة بالشكل ده.
ليلى بخوف:
- طيب هنعمل ايه دلوقتي؟ هنسيب البتاع ده كده لحد ما نبلغ ولا هنرجع ندفنه تاني ونروح نبلغ؟
عبدالله بتوتر:
- لاء احنا نحط عليه تراب من تاني علشان مفيش كلاب ولا حاجة تيجي تسحبه ويبقى بلاغنا على الفاضي، والحكومة بقى تيجي معانا وتطلعه تاني بنفسها.
فعلا رجعنا الهيكل ده فى بواقي الملايا اللى كان ملفوف فيها ودفناه من تاني واحنا ضربات قلبنا عمالة تزيد وتعلى من القلق، جرينا بعد ما خلصنا على القسم من غير تفكير واتكلمنا مع الظابط اللى الحقيقة كان محترم جدا، اه هو شوية كان بيبص لينا على اننا مجانين واوقات تانية بيتحمس للوصول للحقيقة، كنت بتكلم انا وليلى تقريبا مع بعض كل ما حد مننا يحس ان نفسه بيتقطع من الكلام والخوف التاني يكمل بنفس الحماس والسرعة فى الكلام، الظابط سابنا نخلص كلامنا وقال بمنتهى الهدوء والجدية:
- استاذ عبدالله، واضح ان حضرتك شخص محترم ومش بتاع بهدلة، خليك عارف ان الكلام اللى بتقوله ده لو طالع مش حقيقي هيكون فيها مُسألة قانونية ليك انت والمدام بتاعتك.
رديت بأنفعال شوية:
- حضرتك اعمل اللى انت عايزه لو لقيت ان كلامنا غلط، احنا طلعنا من مكان الهيكل ده على هنا علطول حتى مطلعناش غيرنا هدومنا من اثر الحفر والتراب.
الظابط:
- طيب تقدر تنتظرني شوية برة.
طلعت انا وليلى واحنا بنمسك ايد بعض علشان اعصابنا تهدا، وقفنا قدام باب مكتب الظابط لحد ما لقيته طالع وهو بيقولي هنطلع مع قوة دلوقتي يا استاذ عبدالله للموقع اللى حضرتك قولت عليه، بس راجع نفسك...متأكد من كل اللى انت قولته؟
عبدالله:
- ومستعد لأي عقاب فى حالة انه طلع كدب.
فعلا اتحركنا مع الظابط اللى طلع مع عربيتين مليانين قوات الامن الملثمين دول والمنظر بتاعهم كان يخض، مكنتش عارف فى الاخر ممكن نطلع انا وليلى مجانين ولا ايه؟ وفى دماغي لو روحنا وملقناش حاجة هيعملوا فينا ايه ولا ايه؟ قلقان بصراحة لكن برضو عندي يقين اننا قاصدين نعمل خير، وصلنا عند المكان اللى اتملى بقوات الامن وابتدى الحفر مع كشافات كتير معاهم فى المكان اللى قولنا عليه ومن غير ما ياخدوا الوقت اللى اخدته انا وليلى فى الحفر كانوا وصلوا للي قولنا عليه، الريحة بشعة جدا برغم ان الجسم متحلل اصلا، الموضوع كان مخيف ومُقبض، عملوا شغلهم اللى انا مفهمتش منه حاجة واتحفظوا على كل حاجة كانت فى الحفرة دي، ولقوا فى نفس المكان اللى كان مدفون فيه الجثة دي دبلة ومع فحصها شافوا اسمين مكتوبين عليها (ليلى...حسين) 1990...ودي كانت بداية البحث، اتحركت عربيات الشرطة وطلعت بيتي انا وليلى واحنا مش عارفين ولا فاهمين ايه اللى هيحصل، لكن كنا مستنيينها تظهرلنا تاني وتفيدنا بأي حاجة، لكن محصلش فى الليلة دي ولا ظهرت ولا حصل حاجة غريبة، كانت ليلة طويلة تانية مقدرناش ننام فيها لحد ما طلع النهار..كنا من التفكير والفضول هنموت ونعرف اي حاجة، فات يوم والتاني والتالت واحنا تقريبا حياتنا مفيش فيها حاجة غير التفكير وايه الجديد فى الموضوع ده لحد ما قررنا انا وليلى نروح للظابط ونفهم ايه اللى حصل خاصة ان الطيف ده مظهرلناش مرة تانية من اخر مرة، طلع النهار غيرت هدومي انا وليلى وطلعنا على القسم وروحنا للظابط اللى كنا عنده وبلغناه بالموضوع، وفعلا لقيناه موجود وعرفنا منه انه قدر يوصل لمعلومات عن الهيكل ده في نفس اليوم مع طلوع الفجر بسبب سرعة البحث، ومع اهتمامي بالموضوع واحترامه لفضولي بسبب اللى حصل معانا علشان نوصل لحاجة زي دي قرر يفيدني ويرضي فضولنا وهو بيقولي:
- دي جريمة قتل يا استاذ عبدالله حصلت من كذة سنة، قدرنا نوصل ان صاحبة الهيكل العظمي دى هي ليلى كانت صاحبة البيت اللى انتم عايشين فيه ومن الواضح ان جوزها هو اللى قتلها وهرب ولحد دلوقتي محدش يعرف مكانه فين.
ليلى بمقاطعة:
- طيب وازاي محدش سأل عنها ولا بلغ ولا حس بغيابها يعني؟ هي مالهاش اهل؟
الظابط:
- كانت يتيمة الام والاب، وحسين ده ابن عمها واتجوزها غصب عنها علشان يستولوا على ميراثها، اجبروها على الجواز منه بشهادة جيرانها فى البيت اللى كانت عايشة فيه قبل ما ياخدوها منه بالعافية وكانت هربانة منهم فيه لأنها مقدرتش تعيش في بيتها خوفا منهم لكن هما وصلولها برضو...ومن بعد الجواز اختفيت تماما ومحدش عرف عنها حاجة، حتى جوزها نفسه اختفى واتقال من بعض الناس انه سافر بعد الجواز بفترة بسيطة واهله نقلوا محافظة تانية، ولما سألناهم عن مراته قالوا اللى سمعوه انها سافرت معاه...
عبدالله:
- حسين ده صاحب البيت مش ليلى على فكرة، انا فعلا لما اشتريت البيت كنت بشتريه بتوكيل من صاحبه اللى اسمه حسين للمحامي اللى دفعت عنده الفلوس.
الظابط:
- حلو جدا، يبقى انت تدينا اسم المحامي واحنا هنكمل البحث، لأن الطب الشرعى نتيجته قالت انها ماتت عن طريق النحر...جوزها دبحها وهرب واضح ان اهله عارفين وعلشان كده هربوه وقدروا بكل مكر يخفوا الجثة وهما عارفين ان محدش هيسأل عنها ولا حد هيلاحظ غيابها...
فعلا عطيتله اسم المحامي وكملوا شغلهم ومع وضع خطط مع المحامي اللى كان عارف مكان وتليفونات اهل حسين ده قدروا يوصلوا لكل حاجة بعد التحفظ على افراد من الاسرة بتاعته، وعرفوا ان ليلى دي كانت بنت واحدة مالهاش اخوات وابوها كتبلها ورثه كله بسبب خوفه من اخواته لأنه عارف طمعهم فيه، ولأنهم مكانوش يعرفوا ده ويأسوا من انهم يقدروا يستولوا على فلوسه او ياخدوا منه اللى هما عايزينه دبروا لموته عن طريق فرامل عربيته، ووقتها محدش اكتشف انه مات ع طريق جريمة مدبرة لكن مع التحقيقات وتضييق الخناق على الاشخاص اللى اتحفظوا عليهم كل حاجة ابتديت تتكشف بالتدريج، وبعد موت ابو ليلى وامها اللى كانت معاه فى العربية فى الوقت ده اكتشفوا ان كل حاجة كانت مكتوبة بأسم ليلى ومش هيقدروا ياخدوا اي حاجة من ورث اخوهم، حاولوا معاها كتير بالعافية انهم يخلوها تتنازل عن ورثها وحقها لكن هي رفضت، ومع المشاكل الكتير والضرب اللى كانت بتتعرضله قدرت فى مرة تهرب منهم ومراحتش اي مكان من اللى هما عارفينه يخص ابوها، لكن راحت بيت امها القديم عاشت هناك فترة خايفة من كل حاجة، خايفة تطلع خايفة تكلم حد لحد ما اخيرا وصلولها وبالعافية اخدوها واجبروها انها تتجوز واحد من ولاد عمامها وبرغم انها كانت رافضة الا انهم بالفلوس قدروا يخلوا المأذون يكتب الكتاب من غير ما يسمع موافقتها، اكتفى بأن عمها هو وكيلها وكتب الكتاب، اتجوز حسين ليلى وبعد تعذيبه وضربه ليها بأستمرار فى البيت اللى احنا عيشنا فيه وافقت انها تمضي التنازل عن كل حاجة فى سبيل انه يسيبها لحال سبيلها، لكن هو مكتفاش بالتنازل، بعد ما سجل التنازل فى الشهر العقاري قرر يخلص منها خالص لأنه مكانش عايزها من البداية ولا بيحبها، وفى نفس الوقت مش عايزين فضايح ولا شوشرة من ناحيتها تاني، اتفق مع اهله انهم يخلصوا عليها...فعلا حبسها فى البيت لحد ما جهز ورق السفر واهله ابتدوا يصفوا كل الورث بتاعها وهو كل ده سايبها محبوسة فى البيت لواحدها، خلصوا كل حاجة لدرجة انهم باعوا املاكهم اصلا ونقلوا محافظة تانية، ومعرضش حسين البيت للبيع غير بعد فترة طويلة من سفره بعد ما اتأكد ان مفيش اي حد اتكلم ولا لقى جثة ليلى اللى دبحها بمساعدة ابوه اللى هو عمها ودفنوها سواف ى المكان اللى لقيناها فيه، هنا قرر يبيع البيت ولأن المحامي اللى اتعمله التوكيل معروف ومحترم فكان هو اللى وقع عليه الاختيار وكل الاتصالات كانت عن طريق اهل حسين بالمحامي، وبرضو بعد ما اتأكدوا ان جريمتهم خلاص مالهاش اثر...مكانوش يعرفوا ان ليلى مش مرتاحة ولا هترتاح غير برجوع حقها اللى اخدوه غصب، نحروها وقتلوها طمع فى المال برغم انها سابته واتنازلت عنه، لكن مكانش كفايا بالنسبالهم...بعد الاعتراف من الأشخاص اللى قالوا كل ده وصلوا للبلد اللى فيها حسين، اتحفظوا على كل اللى له يد فى الجريمة وحتى اللى يعرف حاجة عنها واتستر عليها، وبلغوا عن حسين فى البلد اللى عايش فيها وطلبوا تسليمه وفعلا تمت الاجراءات بسرعة ولأنه مكانش عنده معلومات عن اللى حصل كله معملش حساب ان ممكن يتقبض عليه...لكن ربنا كبير ومهما مرت سنين الحق مش بيضيع عنده ابدا ولا فى الدنيا ولا فى الاخرة...
ليلى:
- انت مصدق يا عبدالله ان احنا كنا سبب فى ان جريمة زي دي تتكشف؟
عبدالله:
- أنا مش مصدق اصلا اننا عيشنا موضوع زى ده.
ليلى:
- تفتكر انت شوفتها انا بسبب ان اسمها ليلى؟
عبدالله:
- وبسبب ان ظروفك تقريبا شبه ظروفها، بس الحمد لله انا جيت وخدتك قبلهم..
ضحكنا وقبل ما نكمل كلامنا رن جرس الباب، فتحت الباب كانت الست ام خديجة جاية وهي بتضحك وماسكة فى ايديها شنطة كبيرة:
- انا عايزة الحلاوة بتاعتي بقى..
رحبنا بيها وانا وليلى بنبص لبعض، لكن هي كملت كلامها ومن قبل ما تقعد حتى حطيت الشنطة على ترابيزة السفرة وفتحتها وهي بتقول:
- الحق مش بيضيع، ربك مع المظلوم دايما، الفلوس دى بتاعتك يا ليلى.
ليلى، عبدالله:
- فلوس ايه؟
ام خديجة بفرحة:
- فلوسك يابت، ورث ابوكي، لقيت واحدة ست جاية وجايباها معاها وبتقول انها عمتك، قالتلي بعد ما عرفت اني اعرف مكانك اقولك تسامحيهم على اللى عملوه، وان ده نصيبك فى ورث ابوكي، عطيتهولي بعد ما مضيتلها ورقة بأني استلمته، خوفت ياختي اعرفهم مكانك...قولت احسن يعملوا فيكي زي اهل الست اللى لقيتوا جتتها.
كنت بسمع انا وليلى الكلام ومصدومين من سرعة العوض، فرحانين ومتلغبطين، مش لاقيين تبرير ولا تفسير تاني غير ان ربنا بيردلنا مساعدتنا فى كشف الظلم عن واحدة اتدفنت من سنين، فرحة ليلى بحقها كانت كبيرة جدا كبيرة لدرجة انه وقعت من طولها، ومع فرحتي انا كمان بفرحتها قلبي ارتجف على وقعتها دي ومع خبرة الست ام خديجة ومحاولاتنا فى اننا نفوق ليلى قالت الست ام خديجة:
- مبروك يا عبدالله، مبروك البت حامل.
مكنتش مصدق، فاقت ليلى وبسبب كلام ام خديجة مترددناش فى اننا نروح اقرب مستشفى، وهناك كانت معانا ام خديجة وماسكة لسه فى ايديها الشنطة اللى خافت تسيبها فى البيت، وهناك اتأكدنا من ان ليلى فعلا حامل...فرحة الدنيا كلها حسيت بيها فى الوقت ده، اخيراااااااااااااا هبقى اب، اخيرا بكون عيلة، اخيرا هيبقى ليا حتة مني بعد ما خسرت اهلي...الحمد لله يارب، فرحتنا كانت قد الدنيا، ليلى رجعلها حقها بس برضو اللى حصل خلاها تخاف توصل لأهلها او تحاول تدور عليهم، لكن هي طيبة وعلشان كده سامحتهم بينها وبين ربنا، اما انا كنت مستني شهور الحمل تعدي وبحسبهم بالساعة تقريبا، لكن كرم ربنا موقفش على كده...وفي شغلي اترقيت ومرتبي زاد ووصلت لمكان فيه كان يمكن يبقى لسه قدامي وقت اطول شوية علشان اوصله، كل ده حصل فى فترة تتعد على صوابع الايد مش شهور ولا سنين، كل ده حصل فى اسابيع تقريبا، ربنا اكرمني جدا وفلوسي على فلوس من ليلى قدرنا ناخد بيت فى مكان عمار شوية لكن خدنا قرار بأننا منبعش البيت ده لأن وشه كان حلو علينا، ومع اخر قشاية نقلناها من البيت ظهرتلنا مرة تانية بكل وضوح...كانت طيف واضح الملامح، فستان ابيض بينور وبشرة بيضا جميلة، شعر اسود طويل وعيون صافية وبتلمع، شفايف وردي جميلة جمالها كلها على بعضها ميختلفش كتير عن جمال ليلى مراتي اللى بطنها ابتديت تبان وتظهر، ابتسمنا اول ما شوفناها قدامنا ومحسناش بخوف وهي ابتسمت وقالت:
- ساعدتني يا عبدالله وحاولت اساعدك، رجعتلي حقي وربنا جعلك سبب فى رجوعه، وجعلني سبب فى انه يكرمك بشكل اسرع من اللى كان فى خيالك، متظلمش يا عبدالله، حافظ على مراتك والطفل اللى جاي، اخيرا انا ارتاحت واخيرا الظالم اخد جزائه، واخيرا يا ليلى اهلك اتعظوا من اللى حصل...متخافوش من حاجة، انتم دايما هتكونوا سبب للخير، ودايما هتلاقوا الخير اللى بتقدموه بيرجعلكم فى نفس الوقت مش هتستنوا عليه كتير.
قالت الكلام ده وابتسمت ابتسامة عريضة وابتديت تختفي من قدامنا، مش خايفين منها ولا حاسين بأى رهبة، فرحانين اننا قدرنا نريح روح اتظلمت فى الدنيا، فرحانين ان ربنا اختار اننا احنا اللى نساعدها فى رجوع حقها، ربنا بيسبب الاسباب ومن حبه فينا اختار اننا نكون اسباب لراحتها ورجوع حقها...عوضنا بأضعاف اضعاف اللى عملناه ومن وقتها واحنا مش بنلاقي شر ابدا فى حياتنا، وحتى لو واجهتنا اي مشكلة بنقدر نعديها بسهولة من غير ما نقف عندها، ومن وقت للتاني كنا نحس اننا شايفينها او سامعين همسها برغم انها مظهرتش مرة تانية لكن كنا بنحس بوجودها حوالينا.
اعملوا الخير هتلاقوه...الظُلم ظُلُمات
تمت بحمد الله
تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد