رواية من الجاني
الفصل الاول1
بقلم محمود الامين
كنت قاعد في مكتبي في الوقت اللي وصلنا فيه بلاغ عن جريمة قتل في طريق مصر إسكندرية الصحراوي.. عامل بنزين بعد ما خلص شغله الساعة 6 الصبح وقف على الطريق عشان يشوف أي عربية ترجعه بيته، لكن وقتها لاحظ بطانية ملفوفة ومرمية على جنب الطريق.. ولما قرب منها شاف دم نازل منها وباين منها الرجلين، وهنا كان الموضوع واضح ولازم يبلغ.. وأول ما وصلنا البلاغ اتحركنا فورًا، ولما وصلنا المكان لقينا الراجل اللي بلغ اسمه إبراهيم كان واقف ومستني.. قربت من الجثة اللي على الأرض ونزلت نحيتها وكشفت البطانية.. ومن النظرة الأولى لقيت جثة شاب في العشرينات لابس لبس عمال الدليفري، مدبوح من رقبته.. وبعد شوية وصل رجالة المعمل الجنائي عشان يشوفوا شغلهم.
وأنا قربت من الراجل اللي بلغ ودردشت معاه شوية.. والراجل قال نفس الكلام تاني، لكن لاحظت عليه إنه متوتر.. قولت جايز من اللي شافه.
رجالة المعمل الجنائي وهي شغالة لقوا المحفظة الخاصة بالمجني عليه.. فتحتها وكان مكتوب فيها:
عمر سعيد محمد.. مواليد سنة 1998.
يعني عنده 27 سنة.. من المرج، وكان موجود معاه رخصة قيادة لموتوسيكل وفلوس قليلة.
طلعت تليفوني ورنيت على أيمن ومليته كل التفاصيل، وطلبت منه تحريات مفصلة عنه.. وخلص رجالة المعمل الجنائي شغلهم واتنقلت الجثة على المشرحة ورجعت على مكتبي.. وبعد 24 ساعة طلعت التحريات ولقيت أيمن جايلي المكتب واتكلم وقال:
_ ده عمر ده حكايته حكاية.. اتفضل يا باشا التحريات أهي.
فتحت ملف التحريات وابتديت أقرأ:
عمر سعيد.. 27 سنة.. كان متهم قبل كده في قضية اعتداء على جوز أخته وسببله عاهة.. ده غير قضية حيازة مواد مخدرة واتحبس في القضيتين 7 سنين ولسه خارج من 6 شهور.. شغال دليفري في محل مشويات في منطقة المرج.. الخلافات مع جوز أخته واسمه توفيق، وكان هدد عمر قبل كده بالقتل بعد موضوع العاهة.
والتاني هو بلطجي ومحبوس دلوقتي واسمه طلعت، وكان عمر اتسبب في دخول طلعت السجن في قضية المواد المخدرة.
والتالت، وده اللي كان مفاجأة..
إبراهيم الراجل اللي بلغ أصلًا.. وسبب الخلاف هي أخت إبراهيم واللي كان عايز عمر يتجوزها لكنه رفض وحصلت مشكلة كبيرة وقتها.
قفلت ملف التحريات، وطلبت استدعاء التلاتة للتحقيق، وطبعًا في واحد أنا هروحله السجن.. بس قررت أبدأ بإبراهيم اللي وراه لغز كبير.. وبعد ساعات حضر قدامي إبراهيم وبدأت التحقيق معاه:
_ ده انت طلعت مش ساهل يا هيما! بقى يا راجل تبلغ عن الجريمة وانت اللي عاملها؟
= عامل إيه يا فندم؟.. أنا ماعملتش حاجة!
_ التحريات أثبتت إنك كنت على خلاف مع عمر بسبب إنك رفضت تجوزه أختك.
= فعلًا يا فندم بس ده مش مبرر للقتل!
_ آه بس أنا عرفت إن الموضوع قلب بمشكلة كبيرة.
= ده العادي بتاع عمر، هو شخص عصبي بطبعه.
_ طيب ليه ماقولتش من الأول إن في سابق معرفة بالمجني عليه؟
= بصراحة خوفت ألبس الحوار.
_ طيب استناني بره شوية.
ووقتها كان وصل توفيق وبدأت التحقيق معاه:
_ إيه؟ أقولك فيما هو منسوب إليك إنك قتلت شقيق أختك عمر؟
= محصلش.. أنا آه بكرهه بسبب إنه خلاني أشوف بعين واحدة بس، مش لدرجة إني أقتله.
_ أظن ده سبب كافي.. يعني عشان تنتقم منه.
= لا يا فندم مستحيل.. وتهديدي ليه كان ساعة شيطان.
_ تمام، استناني بره شوية.
ماكنش عندي دليل على اتهام حد فيهم، فأخليت سبيلهم.. وتاني يوم اتحركت على السجن اللي فيه طلعت وقابلته:
_ إزيك يا طلعت؟
= أهلا يا باشا، أؤمر.
_ أنا جايلك بخصوص عمر سعيد.
= قطعوه وقطعت سيرته.. الجبان ده.
_ عمر اتقتل امبارح.. وأنا جاي أحقق معاك.
= تحقق معايا ليه عدم المؤاخذة؟.. أنا في السجن، هقتله إزاي؟
_ ممكن تكون زقيت عليه حد.
= في دليل على الكلام ده؟
_ حتى الآن لا.. بس ممكن يظهر.
= طيب لما يظهر ابقى تعالي حقق معايا.
رجعت مكتبي وكان تقرير الطب الشرعي وصل:
(مفيش أي آثار مقاومة على الجثة.. المجني عليه اتدبح بآلة حادة، وكان في عنف في طريقة القتل.. ولكن كان في آثار لمواد مخدرة في الدم.. والمرجح إن الوفاة حصلت من 10 ساعات من وقت البلاغ)
قفلت التقرير على صوت أيمن اللي دخل بسرعة وقال:
_ في معلومة مهمة جدًا ظهرت يا فندم.
= خير.
_ في فرد أمن كان عامل بلاغ في عمر.. الفرد ده أمن مستشفى، قال إن عمر كان جاي المستشفى ومعاه واحدة واللي اتعرف إنها كانت حامل.. حاولت أعرف مين الواحدة دي، طلعت واحدة اسمها سلمى، ودي تبقى أخت إبراهيم.
وفي حاجة كمان.. إبراهيم راح السجن عشان يزور حد، بس الزيارة اترفضت، بس معرفتش هو كان عايز يزور مين؟
تفتكر يا فندم إبراهيم اللي عاملها؟
كل شئ جايز.. بس لسه أنا شاكك في طلعت.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد