رواية عودة عزيزالجزء الثالث3بقلم محمود الامين

رواية عودة عزيز

الجزء الثالث3

بقلم محمود الامين

شوفت وشها كانت واحده ست ملامحها عاديه، مش مسخ زي المره اللي فاتت.. كانت بصالي بصه مش مفهومه، بصه فاضيه
ورجعت تاني تبص للمرايه وتسرح شعرها، قومت من مكاني وانا بترعش خايف تقوم مره واحده وتعمل حاجه فيا، قربت من الباب وفتحته وطلعت اجري.. ووقتها سمعت صوت ضحكها كانت بتضحك ضحكة عاليا ومستفزه
ووقتها قررت اني مش هقعد في البيت ده تاني، انا لازم امشي من هنا.. نزلت من على السلم.. لكن وانا نازل لقيت بابا قاعد تحت ما اتكلمش معايا كان ساكت، قربت منه وقولتله
_ عاوز حاجه من بره بابا؟
=لأ
_ طيب انا هتاخر بره شويه، بعد ما اصلي الجمعه هروح البلد هشوف مكان اقعد فيه انا اعصابي تعبت من البيت ده
= براحتك
_ طيب حضرتك مش هتيجي تصلي معايا الجمعه، تعالى اخرج اتمشي معايا ونصلي بالمره
= لا روح انت انا تعبان ومش قادر اخرج
_ ماشي يا بابا براحتك
خرجت من البيت.. بس وانا ماشي في الجنينه لاحظت، ان في كلب واقف في مكانه وبيشمشم فيه، قولت اكيد جعان وانا من صغري بحب الكلاب قربت منه وحطيت ايدي عليه، بس الكلب كان بيحاول يحفر في المكان ده... وفعلا حفر شويه وساعتها شميت ريحه مقرفه أوي خارجه من الحفره بعدت عنها وانا بكح، وخرجت من البيت المقرف ده
فضلت ماشي لحد ما لقيت نفسي قدام نفس الجامع تاني، دخلت وصليت ركعتين لله وقعدت اقرا في المصحف لحد الصلاه، ولما الناس بدات تيجي شوفت نفس الراجل تاني اللي كان عنده فضول ولما عرف ان ابويا هو الحاج فوزي قلق وسابني ومشي، بس المره دي الراجل اول ما شافني دور وشه الناحيه التانيه وبدا يستغفر
ما كنتش فاهم الراجل ده بيعمل كده ليه؟.. لحد ما الخطبه بدات وبعد ما الشيخ خلص وصلينا، خرجت من الجامع وفضلت ماشي على الطريق لحد ما لقيت عربيه ورجعت على البلد من تاني.. فضلت ماشي فيها ومش عارف انا رايح فين؟
لحد ما لقيت في وشي عم رضا.. وده صاحب ابويا من زمان وبيشتغل غفير على ارض العمدة قربت منه وقولتله
_ ازيك يا عم رضا عامل ايه؟
= الحمد لله، انت عارفني؟
_ اه طبعا عم رضا عارفك، بس شكلك انت اللي مش عارفني؟
= معلش يا ولدي العتب على النظر، انت مين؟
_ انا عارف ان شكلي اتغير، وان في ناس كتير مش عارفاني انا واحد ابن حبيبك انا عزيز ابن الحاج فوزي يا عم رضا
الراجل وشه قلب وكاني قولتله اني ابن ابليس، وأتكلم وقال
_ ودلوقتي اللي افتكرت تزور ابوك يا عزيز؟
= ما انت عارف في عم رضا، انا كنت مسافر عشان لقمه العيش
_ انت ما سافرتش عشان لقمه العيش، انت واحد ندل ساب والده في عز مرضه واتغرب عشان واحده البلد كلها عارفه انها مش كويسه، انا نفسي اعرف قلبك كان فين وانت سايبه وماشي
= خلاص يا عم رضا ما تقلبش عليا المواجع، بابا طلع عنده حق وكلكم كنتوا شايفينها الا انا، خانتني وسابتني وبسببها اترحلت على مصر
_ لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يسامحك على اللي عملته في ابوك
= انا محظوظ اني قابلتك عم رضا، كنت عايز اسالك ايه اللي حصل لابويا، انا روحت البيت اللي هو ساكن فيه وشوفت حاجات صعبه، البيت ده مسكون يا عم رضا ومش عارف ازاي ابويا عايش فيه؟
_ يا نهار اسود، انت روحت بيت صابره؟
= مين صابره دي... انا مش فاهم حاجه يا عم رضا وتايه، ارجوك فهمني
_ دي حكايه كبيره.. تعالى معايا نشرب الشاي واحكيهالك
وروحت مع عم رضا على بيته، قعدنا وعلق على الشاي وبدا يحكي الحكايه
بعد ما حضرتك سبت ابوك وقررت تسافر، ابوك التعب زاد عليه.. ومن كتر العياط للاسف نظره راح، رغم كده هو كان مؤمن وموحد بالله وكنت بروحله كل يوم واسنده لحد الجامع نصلي وارجعه تاني على البيت، ما فيش حد في البلد معرفش الموضوع، لحد ما في يوم جاتلي صابره ودي واحده من اصول ليبيه وعايشه هنا في القريه من فتره، قالت انها عندها الحل لمشكله ابوك وانا فرحت، وأخدتها لابوك وما كنتش اعرف اللي فيها.. يوم واتنين وتلاتة والست دي بتروح لابوك وفي اليوم الرابع صحيت على خبر ان ابوك نظره رجعله كنت طاير من الفرحه بس كان عندي سؤال.. هي الست دي عملت ايه عشان يرجع يفتح تاني؟
روحتله في اليوم ده وكنت فرحان بيه واتكلمت معاه شويه فضل يشكر في الست دي وقال عليها ست مبروكه
بس بعد اليوم ده ابوك احواله اتشقلبت، ما بقاش يصلي ابوك اللي كان بيصلي فرض بفرض، ما كنتش فاهم في ايه فقررت اروحله، لكن لما شوفته اتصدمت
ابوك كان واقف على رجليه ولا شاب في العشرينات، ده غير انه اتجوز اللي اسمها صابره ما كنتش عارف امتى عمل كده؟
وحاولت اعاتبه انه ما عزمنيش وانه بطل يصلي، لكن اسلوبه معايا كان وحش واقدر اقولك انه طردني من البيت
وبعد اسبوع ابوك وصابره سابوا البيت والقريه كلها ومشيوا، وعرفت انهم سكنوا في بيتها اللي في القريه اللي جنبنا
كان عندي فضول اعرف الحكايه؟!
وعرفت حاجات ما كانش المفروض اعرفها، عرفت ان صابره دي دجالة ومش اي دجالة دي كانت من قبائل الغجر في ليبيا درست علوم محرمه واسحار مؤذيه، ولما راحت سكنت في البيت ده لوحدها وبدات تعمل اعمال للناس اللي هناك، الناس كانت هتخلص عليها فهربت وجت على هنا، وعرفت انها لازم تحضر الجن في جسم بشري عشان لو حد حاول يقرب منها الجن ينتقم منه
= قصدك ايه؟.. قصدك ان ابويا هو اللي...
_ ايوه، صابرة حضرت الجن ده على ابوك، وانت لازم تتصرف ابوك عامل زي الوحش وما حدش قادر عليه، وعشان تكون عارف انا روحت لابوك هناك وكان هيقتلني ومن يومها قررت ابعد عن الموضوع واخبار ابوك اتقطعت عني، بس انت تقدر تعمل حاجه حاول تنقذ ابوك من ايد الشيطانه دي
كنت بسمع كلام عم رضا وانا مصدوم، وقومت من مكاني وانا مش عارف اتصرف ازاي؟.. فضلت قاعد شويه في البلد من شارع لشارع بتمشى وبفكر لحد ما قررت اروح لشيخ الجامع اللي صليت في الجمعه واكيد هو عنده معلومات عن الشيطانة اللي اسمها صابره.. فضلت مستني عربيه على الطريق لحد ما جت عربيه وركبت ونزلت عند الجامع كان خلاص الناس صلت المغرب وخارجين من الجامع.. وقتها دخلت عشان الشيخ كان لسه جوه كان قاعد وبيسبح، قربت منه عشان اتكلم معاه
_ السلام عليكم يا مولانا.. انا اسف بس كنت عايز حضرتك في موضوع مهم؟
= وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، خير يا استاذ موضوع ايه؟
_ حضرتك ما تعرفنيش، انا مش من اهل البلد انا من البلد اللي جنبكم... حضرتك تعرف واحده اسمها صابره؟
= انت جبت الاسم ده منين؟
_ ما اهو انا اللي ابويا متجوزها؟.. وعاوز افهم يا شيخ انا روحت وعشت معاهم في البيت ده، بس اللي شوفته هناك ده مش طبيعي
= معلش يبني، انا مضطر اقوم امشي عشان انا مش عاوز اتجنن
_ يا مولانا فهمني بس، انا عاوز اساعد ابويا عايز انقذه من الشيطانه دي
= انت بتقول انك كنت عايش معاهم؟
_ ايوه عشت معاهم الايام اللي فاتت؟
= ومش عاوزني اقول عليك مجنون، هو في حد يبني بيعيش مع اموات
الكلمه نزلت عليا كأن حد مسك جردل تلج وحدفه عليا كنت لسه هرد عليه لكن في اللحظه دي تليفوني رن.. ده رقم عم رضا هو اخد رقمي قبل ما امشي رديت لكن

   الجزء الرابع من هنا

للانتقال إلى باقي الاجزاء وعيش تفاصيل الرواية لحظة بلحظة، اضغط هنا