
قصة هدية عيد الام
الجزء الاول1الاخير
بقلم وليد محمود
21 مارس، اليوم اللي بيحتفل فيه العالم بعيد الأم...أغلبكم أكيد مجهّز هدية لوالدته، مستني اللحظة المناسبه اللي تفرحها بيها…
لكن الهديّة اللي عندي انا مختلفة تمامًا.
هدية ماحدش يقدر يجيب زيها…
لأن المناسبة دي ليها معنى خاص جدًا لعيلتي… ومعنى مظلم كمان.
أنا عارف إنكم متشوقين تعرفوا…
بس صدّقوني، لما القصة دي تخلص… مش هتناموا الليلة.
كنت صغير، يمكن سبع او تمن سنين، صحيت فجأة علي دخان كتير وصوت كسر إزاز عالي وصوت أمي وهي بتصرخ… نار مالية الشقة… دخان خانق بيغطي كل حاجة.
خرجت من أوضتي وأنا بعيط، بصرخ:
"ماماااااااااا"
وسط اللهيب شُفت ظلّها… جسم أسود بيتلوّى في النار، بتحاول توصلّي… لكن فجأة باب الشقة اتكسر، ودخل راجل ملفوف ببطانية، شالني وخرج بيّا.
آخر حاجة شفتها قبل ما أخرج… كانت أمي، محاصرة بالنار… والناس واقفة تحت في الشارع، بيتفرجوا بس…نظراتهم ماكنتش طبيعية… فيها حاجة شريرة… كأنهم مبسوطين.
بعد ما أنقذني الراجل، الناس حاولوا يهجموا علينا، عيونهم كانت بتبرق… شرار كأنهم وحوش مش بشر.
جريت… جريت بأقصى قوة لحد ما رميت نفسي في عربية نقل، بين كراتين مقفولة، ونمت من التعب، صحيت تاني يوم في مكان غريب، مدينة جديدة… وحياة جديدة.
في الشارع عشت أسوأ أيام عمري… لحد ما قابلت "فارس"، صبي قريب من سني، ساعدني وأكلني… وبقى صاحبي الوحيد.
لكن أهله كرهوا علاقتي بيه… وحطوني في دار أيتام اسمها: "دار الطفل السعيد"
سعيد اي… ده كان سجن… جحيم حقيقي.
'دار الطفل السعيد'
المبنى كان 3 طوابق محاط بسور عالي… وابتسامة الطفل المرسومة على اليفطة عند الباب، ابتسامة مش طبيعية… شبه ابتسامة شيطان.
جوا… شفت كل أشكال العذاب والإهانة…
المشرفين كانوا وحوش… بيدّعوا الرحمة قدام الزوّار وبس…
والأطفال منقسمين… ضعاف بيتسحقوا… وكبار بيتحولوا لجلادين زي باهر وشلّته.
أنا… كنت من الضعاف.
في ليلة معينة… وأنا نايم، سمعت نفس غريب جاي من تحت سريري، بصيت… شُفت عينين حمرا بتلمع وسط الضلمة.
اتجمدت… قلبي هيقف…
لكن لما النور اتفتح… كان باهر واقف، بيضحك عليا…
ضربني هو والعيال التانية لحد ما اتكسرت… والكل اتفرج من غير ما يساعد.
في الليلة دي… اتمنيت موتهم كلهم…
واللي حصل بعد كده… خلاني أشك إن أمنيتي كانت أقوى من مجرد حلم.
بدأت أحلم بالانتقام… لكن الأحلام كانت حقيقية أكتر من اللازم…
شفت نفسي في المرايات… مش بني آدم… كيان أسود ضخم، بقرون من نار وعيون حمرا.
كنت بدخل عليهم واحد واحد… أقتلهم بطرق بشعة…
رأس في الحوض… جمجمة متكسرة… دم مالي الحمامات.
ولما صحيت تاني يوم بعد الحلم دا…
لقيت باهر ميت فعلًا، جسمه متخرم وملقى في الساحة.
العساكر حاصروا المكان… المشرفين مرعوبين… بس محدش قادر يقول إيه اللي حصل.
الشرطة دخلت… قفلوا علينا… بدأوا يسألوا كل طفل.
لكن الغريب...؟
كل طفل كان بيبصلي بخوف… وكأنهم عارفين إني السبب وخايفين يتكلموا…
وأنا ماكنتش فاهم ولا متأكد إذا كنت بحلم… ولا حقيقة.
التحقيق انتهى بإنهم قالوا: "حادث غامض"
بس الليلة دي… وأنا في سريري… رجع الصوت من تحت السرير… وكان صوت أمي.
أمي...؟
سمعت صوتها… نفس الصرخات بتاعتها وهي بتتحرق في النار…
لكن المرة دي… ظهرت قدامي.
جسمها متفحم، عيونها سودا… بتبصلي وبتقول:
"أنا اللي خليتك كده… أنا اللي رجعتك ليا… انت هديتي يا ابني… هديتي في عيد الأم"
لمست وشي إيدها برده… والدار كله اتهز…
الأطفال صرخوا… الجدران نزفت دم… والمشرفين وقعوا واحد ورا التاني.
تاني يوم… مافضلش حد حي في "دار الطفل السعيد"
غيري أنا.
الشرطة لما دخلت… لقوني قاعد في وسط الخراب… مبتسم…
مفيش أي جروح في جسمي… ولا أي أثر لليلة اللي حصلت.
سألوني:
"إيه اللي حصل هنا"
بصيت لهم وقلت بابتسامة:
"قدمت لماما هدية عيد الأم… هدية عمرها ما تنساها"
القصة انتهت… لكن اسمعوا نصيحتي:
لو لقيتوا يوم 21 مارس ولد واقف بيضحك… وبيقول إنه عنده "هدية لأمه"… اهربوا…
اهربوا قبل ما يبقى أنتم الهدية.
النهاية
تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد