القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قضية راي عام الجزء الثاني2بقلم محمود الامين

رواية قضية راي عام 
الجزء الثاني2
بقلم محمود الامين
إزيك يا شيخ أبو المكارم؟

= أهلا يا باشا
_ إيه ده، إنت مش عارفني ولا إيه؟
= لا كيف، عارف سيادتك زين
_ ولسه شغال في الآثار زي ما إنت ولا توبت؟
= حدا الله بيني وبين الحرام يا باشا، حضرتك عارف إن القضية دي كانت متلفقالي وإني ما عملتش حاجة
_ طيب سيبك دلوقتي من موضوع الآثار وخلينا في موضوع ابنك، إيه اللي حصل؟
= ما فيش، الواد كان متعود يطلع يلعب مع الجيران كل يوم، بس المرة دي خرج وما رجعش، ولما سألنا عليه العيال اللي كان بيلعب معاها في الشارع قالوا إنه زهق وروّح وما يعرفوش عنه حاجة تاني.
قلبنا الدنيا عليه ولما ملقينهوش عملنا المحضر، جايز الحكومة تعرف تلاقيه
_ اممم... طيب ابنك ده عنده كام سنة؟
= عنده 10 سنين يا باشا
_ طيب يا شيخ أبو المكارم، إحنا لقينا جثة الطفل مرمية على الطريق، المكان اللي كان فيه السوق القديم، بس الجثة اللي لقيناها للأسف عدى عليها كام يوم يعني الملامح مش ظاهرة أوي، بس يعني ممكن تتعرف عليها
= إن شاء الله ما يكونش ابني، أنا متأكد إن ابني عايش
_ إن شاء الله ما يكونش ابنك، اتفضل معايا عشان نروح المشرحة ونشوف الجثة
أبو المكارم جه على صوت صرختي، وسألني مالك في إيه بتصرخي ليه؟
= في وجع في بطني، مش عارفة في إيه؟.. وحاسة إني دايخة وعاوزة أرجع
_ أوعي تكوني يا بت حامل؟
= ودي حاجة تزعلك يعني ولا إيه مش فاهمة؟
_ لا ما تزعلنيش، بس أنا عارف حظي الهباب، خلفتي كلها بنات، والمشرحة مش ناقصة قتلة بصراحة
= دي حاجة ربنا أعلم بيها، ربنا اللي بيكون كاتب الرزق يا شيخ أبو المكارم
_ ونِعِم بالله يا أختي، بس يكون في معلومك لو طلعت بنت هتسقطيها، أنا قرفت من الموال ده، أنا أصلا متجوزك عشان تجيبيلي الواد
= وقتها يبقى يحلها حلال، أنا هقوم أغير هدومي عشان توديني للدكتور
_ طيب بس يلا بسرعة
معاملة أبو المكارم ليا كانت وحشة، ما كنتش بطيقه، بس خلاص هو بقى جوزي والموضوع ما بقاش بإيدي. لبست وخرجت معاه ورحنا عند دكتور، وهناك قال إني حامل بس لسه مش هنقدر نعرف نوع الجنين دلوقتي. يومها رجعت البيت وأنا مرهقة جدا وتعبانة، رميت جسمي على السرير ونمت.
وحلمت حلم غريب.. حلمت بالشارع اللي أنا ساكنة فيه، كان في فرح والناس بترقص وفرحانة، بس اللي كان في الكوشة كان أبو المكارم وواحدة ما أعرفهاش، والناس كلها كانت بتباركلهم. وبعد ما الفرح خلص ودخلوا البيت المشهد اتبدل، وشوفت الست دي بتحاول تفتح الأوضة المقفولة، ووقتها شافها أبو المكارم واتكلم وقال:
_ إنتي بتعملي إيه هنا يا حسنة؟ أنا مش حذرتك إنك تحاولي تفتحي الأوضة دي؟
الست كانت خايفة وبتترعش، لكنه كمل كلامه وقال:
_ عاوزة تعرفي إيه اللي في الأوضة؟ من عينيّا الاتنين.
وجاب مفتاح الأوضة وفتحها ومسكها من هدومها وزقها جوه الأوضة. وقتها شافت الحفرة اللي أنا شفتها قبل كده، وكمل كلامه وقال:
_ قربي يا حسنة من الحفرة، وشوفي إيه اللي جواها.
وأول ما قربت حسنة، خرج أبو المكارم سكينة من جيبه ودبحها ورماها جوه الحفرة، وفضل واقف مستني حاجة تحصل، لكن ما فيش حاجة حصلت. وخرج أبو المكارم من الأوضة وهو متعصب.
صحيت من النوم، ما كنتش عارفة تفسير الحلم اللي شوفته إيه، اللي أعرفه إن أبو المكارم متجوز اتنين والاتنين دول عايشين، أومال حسنة دي تبقى مين؟
_ جاهز يا شيخ أبو المكارم تشوف الجثة؟
= جاهز يا باشا
_ أنا عاوزك تتماسك، المنظر مش سهل بس حاول تركز
= تمام يا باشا
كشفت الجثة قدام أبو المكارم، اللي أول ما شافها فضل يعيط زي العيال الصغيرة وقرب من الجثة وحضنها وهو بيقول:
ليه كده يا ابني؟ ليه كده يا حبيبي؟ ده إنت اللي كنت بترجاه من الدنيا دي، ليه كده سبتني ليه؟
.. قربت من الشيخ أبو المكارم وطبطبت عليه، وقلتله:
_ إنت متأكد إن ده ابنك؟
= أيوه هو، أنا مش هتوه عن ابني.. بس مين اللي عمل فيه كده؟
_ كل حاجة هتبان في التحقيقات إن شاء الله، بس أنا عايزك تهدي كده وتمسك نفسك، إحنا معانا مشوار طويل عشان نعرف مين اللي قتل ابنك
= غصب عني، أنا خلفتي كلها كانت بنات وده الواد الحيلة واهو راح
_ شد حيلك يا شيخ أبو المكارم، البقاء لله
وفي الوقت اللي كنت بفكر فيه مين الست اللي أنا حلمت بيها دي، لقيت في خبط على باب البيت. قومت من مكاني ورحت عند الباب وفتحت، لقيت اتنين ستات واقفين قدامي كنت أول مرة أشوفهم، فسألتهم:
_ أيوه مين حضراتكم؟
= إنتي عزيزة؟
_ أيوه أنا، إنتوا مين؟
= ما إحنا جايين عشان نتعرف يا حبيبتي، أنا هدى ودي عواطف، أنا مراته الأولى وعواطف مراته التانية، وإنتي التالتة
_ طيب وبعدين؟ إنتوا جايين هنا عشان تقولولي الكلام ده؟
= أكيد لا، بس إحنا عرفنا من الشيخ أبو المكارم إنك حامل، وهو أكيد بلغك إنك لو حامل في بنت تسقطيها، بس إحنا جايين نقولك لو كان واد برضه تسقطيه
_ سواء كان ولد أو بنت مش هسقط، وأظن لو الشيخ عرف إنكم جيتوا لحد هنا وقلتوا الكلام ده مش هيحصلكم طيب
= إنتي شكلك لسه غلبانة وما تعرفيش حاجة، وإحنا هنسيبك على عماكي لحد ما تحصلي اللي قبلك
_ قصدك إيه؟ أنا مش فاهمة حاجة
= بكرة تفهمي يا أمورة
... خرجوا من عندي وأنا مش فاهمة أي حاجة، وكنت لسه هقفل الباب لكن لمحت ست كبيرة واقفة في البيت اللي قصادي وكانت بتبص عليا. قربت منها وكنت لسه هكلمها، بس هي قالت جملة واحدة ودخلت وقفلت الباب:
: امشي من هنا يا بنتي قبل ما تحصلي اللي قبلك.
ما كنتش فاهمة، رحت على البيت وفضلت أخبط لكن الست ما فتحتش. رجعت تاني على البيت، كنت مستنية أبو المكارم يرجع عشان أسأله.
فضلت قاعدة دماغي بتودي وتجيب ساعة، لحد ما لقيته بيفتح الباب وداخل، وقتها سألته:
_ إنت بلغت الجماعة عندك إني حامل مش كده؟
= أيوه، بس إنتي عرفتي إزاي؟
_ هدى وعواطف جوني هنا وهددوني إني أسقط الجنين سواء كان ولد أو بنت، وقالوا إني أحسنلي أمشي من هنا قبل ما أحصل اللي قبلي. ممكن تفهمني مين اللي قبلي وحصلهم إيه؟
= إيه الكلام ده؟ تخاريف طبعاً.. والمفروض إنك ست متجوزة وعارفة كيد النسوان ممكن يعمل إيه؟.. أما بالنسبة لجيتهم هنا عندك فأنا هربيهم على الموضوع ده، بس أنا مش عايزك تفكري في الكلام ده تاني
_ هي الأوضة المقفولة دي فيها إيه يا أبو المكارم؟
= شوية كراكيب، حاجات ما تخصكيش. وإياكي تقربي منها أو أشوفك بتحاولي تفتحيها
_ وأنا هفتحها ليه؟ مليش دعوة
_ ياه.. نادر باشا عبد الرحمن بيكلمني بنفسه.. إزيك يا راجل، عامل إيه وأيه أخبارك؟
= الحمد لله بخير والله يا باشا، إنت عامل إيه؟
_ والله مسحول في قضية جديدة، ما إنت كنت في البلد دي وعارف الحوارات فيها ما بتخلصش
= ما هو بصراحة أنا بكلمك عشان كده. إنت عارف دلوقتي إن النت بقى أسرع من الجرايد، وعرفت إنه الطفل اللي إنتوا لقتوه طلع ابن الشيخ أبو المكارم
_ آه فعلاً
= طيب أنا بقولك دور ورا الراجل ده، في حاجة مش طبيعية. إنت عارف الراجل ده متقدم فيه كام بلاغ بسبب إنه كان يتجوز وبعدين مراته تختفي وأهلها يبلغوا باختفائها، وبعدين القضية تتقفل عشان ما حدش بيقدر يوصل لحاجة.. أنا فاكر آخر قضية حضرتها قبل النقل كانت واحدة اسمها حسنة كان متجوزها الشيخ أبو المكارم واختفت، ولحد دلوقتي ماحدش عارف الست دي راحت فين؟
_ طيب كنتوا بتفتشوا بيته؟
= أكيد طبعاً، بس ما كناش بنوصل لحاجة. المهم أنا بقولك دور ورا الراجل ده وإنت هتوصل لمين اللي قتل الولد
أبو المكارم خلص كلامه معايا ودخل أوضة الشغل، وبعد ما دخل وقعد فيها شوية سمعته بيتكلم في التليفون بس كان بصوت واطي وكان بيقول:
_ حارس المقبرة ده مش راضي يقبل أي قربان، على حسب الكلام اللي موجود في البردية إن القربان واحدة ست، وأنا لحد دلوقتي مقدم ست قرابين والمقبرة مش بتتفتح.. وأنا بصراحة بدأت أقلق خصوصاً إن الحكومة حاطة عينيها عليا اليومين دول من ساعة ما البت حسنة اختفت. حاول تتصرف، لازم نتقابل عشان نشوف حل الموضوع المقبرة دي.
... كنت بسمع الكلام وأنا مش مصدقة، ودلوقتي فهمت إيه اللي بيعمله الراجل اللي جوه ده. بس قبل ما أفكر، الباب خبط، رحت وفتحت الباب ولقيت..

تعليقات