القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة مروه الفصل الاول1الاخير بقلم aşkım

 قصة مروه 
الفصل الاول1الاخير
 بقلم aşkım
الموضوع بدأ من إمتى؟

خليني أفتكر كدا.. أعتقِد بدأ يوم عيد ميلادها الخامِس!
ثواني أتأكِّد بس..
مظبوط.. كان يوم عيد ميلادها الخامس، شوف الصورة دي، دي قبل ما تُنفخ شمع التورتة بثواني، زي ما إنت شايف في الصورة كُلنا مبسوطين، أنا وهي ومامتها، بس لو ركّزت شوية هتاخُد بالك من المُشكلة.
مش شايفها؟
شوف كدا مامتها واقفة جنبها من ناحية اليمين وحاضناها إزاي؟
وأنا واقف بيني وبينها مكان فاضي، مش لأنها واخدة مني موقِف لا سمح الله ولا حاجة، لا يومها عيَّطِت كتير عشان أوسَّع مكان لمروة تُقف جنبها، وزي ما إنت شايف في الصورة.. مفيش مروة!
بس دا اليوم اللي بدأ فيه كُل حاجة، من بعدها وإحنا لازِم نسيب كُرسي فاضي لمروة على ترابيزة السُفرة وإحنا بنتغدى، لازِم مامتها تسيب طبق مروة - الفاضي - أدامها لحَد ما مروة تخلَّص أكل وتقولها تطلُب مننا نشيل الطبق.
والدتها ست مُثقفة، دخلِت على النت ودوَّرت على الموضوع وسألت أكتر من أخصائي اجتماعي عن الموضوع، قالولها إن دا طبيعي في السن دا، وإننا لازِم نحترم خيالها عشان ميحصلش عندها مشاكِل نفسية، ومن هنا.. بدأت حياتي تتدمَّر!
مروة دي مكانِتش صديقتها الخيالية بس.. دي كمان كانِت الكابوس اللي بدأ يطاردني عشان يبوَّظ كُل حاجة بنيتها.
معلش.. أنا عارِف إني مُنفعِل شوية!
أنا نومي خفيف، فعادةً بقوم من النوم بالليل أكتر من مرة، ساعات عشان أشرب، ساعات عشان أدخُل الحمَّام، ساعات بدون سبب مفهوم، ومتعوِّد إني أروح أوضة نهى - بنتي - عشان أتطمِّن عليها وهي نايمة، بس في يوم كُنت قايم أروح الحمَّام وعدِّيت من جنب أوضتها فسمعت صوت همس، بصيت على ساعة الحائط بتاعة البيت، الساعة كانت بعد ٣ الفجر، فتحت الباب وشُفتها، نهى كانِت قاعدة على سريرها وباصّة ناحية دولابها، دولابها اللي كان بابه موارِب.
طبعًا زي أي أب بيحترم نفسه سألتها: " إنتِ صاحية ليه دلوقتي؟ وكُنتِ بتكلمي مين؟ "
وبمُنتهى البراءة اللي في الدنيا، شاورِت على الدولاب وهي بتقول: " مروة هي اللي صحّتني، قالتلي إنها حلمت بكابوس "
أنا مش والدتها، ومعنديش استعداد أسمَع الكلام الفاضي دا خصوصًا في وقت متأخَّر من الليل زي دلوقتي، قُلتلها بضيق: " نامي طيب وبُكرة نشوف مروة دي عايزة إيه "
قفلت النور وكُنت على وشك أخرُج من الأوضة لمَّا سمعت نهى بتهمس: " لا طبعًا مش هقوله على موضوع مرسى مطروح.. متخافيش! "
الدم نشف في عروقي، ولو النور منوَّر كانِت نهى شافِت الرعشة اللي مشت في جسمي!
منمتش ليلتها، قعدت في الصالة أشرب سجاير لحَد ما مراتي صحت من النوم، قُلتلها بجدية إنها لازِم تحُط حد لموضوع مروة دا، مش معقول أصحى بالليل ألاقي البنت سهرانة تكلّم نفسها في الضلمة، قُلتلها إن دي علامات جنان رسمي، والموضوع مالوش علاقة بنفسية البنت.
حاولت تهدّيني، فطرت وجهزت ورُحت شُغلي، مكُنتش مركّز في حاجة فأخدت إذن وروَّحت بدري، في ميعاد خروجهم من الشُغل ومن المدرسة، مراتي عدّت على البنت وجابتها وجت.
يومها على الغدا، نهى طلبت مننا نفضي كُرسي وطبق لمروة، طبعًا انفجرت فيها وقلبت الأكل، كُنت عصبي جدًا، قلة النوم والخوف حولوني لشخص تاني معرفوش، مراتي حاولت تهديني والبنت كانت مرعوبة، شكل بنتي وهي بتترعش ودموعها نازلة هو اللي طفى نار الغضب اللي جوا صدري، حاولت أحضنها لكنها كانت خايفة مني، هربت مني وجرت على حضن والدتها، قالتلي من بين دموعها: " أنا مكُنتش بحب مروة تقول إنها مش بتحبّك، بس دلوقتي أنا كمان مش بحبك يا بابي "
دا رد فعل طبيعي من الأطفال عمومًا، هي مشاعرهم بسيطة وتعبيرهم عنها بيكون ساذِج ساعات، بس دا مكانش هو اللي فارِق معايا، اللي فارِق معايا كان حاجة تانية خالِص، سبتها لمَّا هدت وبعدين جبتلها شوكولاتة وصالحتها، قعدت معاها وبدأت أسألها عن مروة، كُنت عايز أعرف كُل حاجة عنها.
قعدت جنبي وقالتلي الكلام اللي أنا بسببه قاعد معاك النهاردة، الكلام اللي غيَّر حياتي للأبد!
مروة دي صاحبتها اللي ساكنة في الدولاب بتاعها، جسمها وارِم، وشها أزرق، شفايفها زرقاء، ومش بتعرَف تتنفِّس، بتقولها إنها مش بتحبني بسبب اللي حَصَل في مرسى مطروح، وإنها هنا عشان تعاقبني على غلطتي.
طبعًا أنا سمعت الكلمتين دول ومبقيتش عارِف أعمل إيه.. كُنت عامِل زي المجنون، قاعِد لوحدي في أوضة ضلمة، السجاير مبتقفش، مفيش أكل ولا نوم، في الآخر.. كان لازِم أتكلِّم مع حد وإلا هتجنّن من كُتر الضغط النفسي اللي كُنت حاسِس بيه، دوَّرت على النت لحَد ما لقيتك، دكتور نفسي شاب وشاطِر رغم إنك مش مشهور، عيادتك في حتة بعيدة ومحدّش يعرفني فيها.
أنا لازِم أعترفلك بحاجة يا دكتور..
أنا كُنت متجوِّز قبل مراتي، بس هي متعرفش الموضوع دا، كانت واحدة قريبتي أرملة ومعاها بنت صُغيَّرة، وكُنا متعوّدين نقضي المصيف في مرسى مطروح كُل سنة، بعد جوازنا بسنتين تقريبًا، عرفت إنها بتخونني، ومع مين؟
مع خطيبها الأولاني اللي رماها زي الكلبة وراح خطب وإتجوّز، دلوقتي هي راجعاله وبتخوني معاه! إنت مُتخيِّل أنا كُنت حاسِس بإيه؟
كان لازِم أنتقم منها وأحرق قلبها زي ما حرقِت قلبي، عشان كدا خدت بنتها وغرقتها في البحر، والموضوع كان كله قضاء وقدر.. بنت صُغيَّرة طايشة دخلت المية وهي مبتعرفش تعوم وغرقت قبل ما أهلها ياخدوا بالهم.
وسبتها بعدها.. بعد ما انتقمت منها!
عارِف يا دكتور البنت اللي ماتِت دي كان اسمها إيه؟
برافو عليك.. كان اسمها مروة.
محدِّش يعرف تفاصيل الحكاية دي غيري أنا، مراتي متعرفش عنها حاجة، وبالتالي.. طبيعي جدًا إن بنتي متعرفش عنها أي حاجة.
دلوقتي.. تقدر تفسرلي بنتي عرفت منين موضوع مروة؟ ومرسى مطروح؟ والبنت الغرقانة؟
صُدفة؟
أنا عارِف إنك مش هترُد عليا، محدش بيرُد بعد ١٦ طعنة، بس إنت فاهم أنا عملت كدا ليه.. صح؟
كان لازِم ألاقي حد يسمعني وأنا متطمِّن إن سري هيفضل في بير، أنا لسَّه خايف ومش قادِر أشيل الموضوع من دماغي.. أنا خايف الموضوع يطلع صح ومروة تكون جاية تنتقم مني!
سامحني.. أنا لازِم أمشي، وهستأذنك هاخُد السكينة دي لسببين..
أولًا: عشان البصمات، وثانيًا: عشان عندي ميعاد مع دكتور تاني كمان ساعة، ولازِم أبقى مُتأكِّد إنه هيحافِظ على السر..
سلام يا دكتور!
      النهاية

تعليقات