رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الخامس5
بقلم stoo stoo
في منزل صغير تتناثر فيه رائحة الصمت...
كانت بيلا مستلقية على فراشها تنظر إلى ذراعها الذي لم تستطع تحريكه.
بيلا: ااه أنا جائعة حقآ لا بأس سأحاول طهي بعض الراميون...
لكن قبل أن تنهض قطع تفكيرها صوت طرقات خفيفة على الباب.
نهضت بخفة وسحبت الباب بهدوء... لتتفاجأ بتاي يقف أمامها بملامح جامدة ونظرات هادئة..
تاي: مرحبا...
بيلا:مرحبا تفضل بالدخول..
دخل وجلس على الأريكة دون أن ينظر حوله كثيراً ثم وضع كيسآ على الطاولة أمامها.
تاي:أحضرت بعض الطعام اظن أنكي لم تتناولي شيئ بعد.
بيلا:أجل...
تاي: حسنآ تناولي الطعام... سأذهب الآن.
بيلا: هل لي بسؤال؟..
تاي: اجل تفضلي..
بيلا: لم تخبرني باسمك بعد؟...
تاي: وهل هذا ضروري؟...
همست بيلا في سرها قائلآ: يا له من متكبر..
تاي: ماذا؟...
بيلا: لاا أقصد.. لا بأس إن لم ترغب بإخباري ليس مهم.
اقترب منها بخطوات هادئة قائلآ: اسمي تايهونغ
بيلا: تشرفت بيك أنا بيلا..
استدتر ليغادر اوقفته بيلا قائله: ما رأيك أن تتناول الطعام معي؟..
تاي: لا تناولي وحدك لست جائع
بيلا: أممم... لست جائع؟.. أم أن الطعام مسموم ؟..
تجمّدت نظرات تاي للحظه... كأن عبارة بيلا أعادت له صوت أخيه يون وهو يردد نفس العبارة ساخرآ
ثم ابتسم ابتسامة صغيرة شقّت ملامحه الجامدة.
تاي: حسنآ... سأشاركك.
جلسا على الطاولة يتناولان الطعام في صمت يتبعه القليل من الراحة..
تاي: أين تعملين؟..
بيلا: في الحقيقة لا أعمل بمكان محدد أتنقل بين الشركات حسب الطلب... لا أريد أن أكون مقيدة. التصوير جزء من حياتي قبل أن يكون عملي.
تاي: اممم جيد أعجبتني ثقتك بنفسك.
بيلا:شكرآ
تاي: حسنآ ما رايك بالعمل في شركتي كمساعدتي؟..
احتاج لمساعد حقآ..
بيلا: اممم حسنآ ولكن لدي شرط.
تاي: وما هو؟..
بيلا: أن أحتفظ بمساحتي الشخصية وأواصل عملي في التصوير وأن أكون حرّة في قبول عروض من الشركات أخرى.
تاي: حسنآ ولكن لدي شرط أيضآ..
بيلا: ما هو؟..
تاي: لا تتركي أي مهمة قبل أن تنجزيها كاملة
الوقت بعدها سيكون ملكك.
بيلا: اتفقنا انا لا اهمل في عملي..
تاي: إذآ عندما تتعافين ستاتي إلى الشركة.
بيلا: سأفعل...
تاي: حسنآ عليا المغادرة الان..
خرج تاي وتوجه الي عمله كالمعتاد..
مرّت الأيام بسرعة وكان تاي لا يغيب عن زيارة منزل بيلا وكان يحمل لها الطعام والفواكه يوميآ حتى شُفي ذراعها تمامآ وعاد كما كان.
- ---وبعد مرور شهرين ----
كانت بيلا تقف في مكتب تاي تستمع إليه وهو يشرح لها المهام التي ستقوم بها بالتفصيل.
أُعجبت بيلا بطريقة عمله وشعرت بسعادة حقيقية لكونها تعمل معه.
توجهت بعدها إلى مكتبها الصغير المجاور لمكتبه وجلست على الكرسي وهي تنظر إليه بإعجاب خفي.
بيلا :لا أصدق أنني أعمل الآن مع الشخص الذي كنت أحدق في صورته كل ليلة يبدو وكأنه حلم تحول إلى واقع حقآ..
كانت الايام تمضي بسرعه بينما كانت بيلا تعمل بجد واهتمام تحرص على الوقت وتنجز مهامها بدقة .
لاحظ تاي ذلك ولم يستطع إخفاء إعجابه بها كانت تلفت نظره دون أن تحاول وتثير دهشته ببساطتها وتركيزها.
أحيانآ كان يبتسم دون أن يشعر وكأن وجودها أصبح جزء من يومه.
وفي أحد الأيام وبينما كان تاي في منزله يتفقد أشياء شقيقه الراحل يون وقعت عيناه على مزكراته
أخذها وفتحه دون توقعات ولكن ما إن قرأ الأسطر الأولى حتى اتسعت عيناه.
تجمد في مكانه وقلبه خفق بقوة.أمسك تاي المذكرات وجلس على الأريكة بهدوء وكأن قلبه بدأ يسبق أنفاسه.
بدأ يقرأ رساله يون...
يون: أخي تاي..
عندما تقرأ هذه الكلمات ربما أكون قد غادرت هذا العالم لكن صدقني... لم أبتعد عنك يوماً.
أنا دائماً بقربك أراك في كل لحظة واشعر بك حتى ولو لم تراني انت .
أعلم أن رحيل شخص تحبه يترك فراغآ كبيرا
لكن أرجوك لا تدع ذلك يحطمك.
أنت الأقوى دائماً وأنا كنت أستمد قوتي منك.
إذا بكيت فابكي قليلًا فقط... ثم ابتسم لأجلي.
كن بخير لأني حتى بعد رحيلي سأظل أحبك من بعيد.
أعلم أنك الآن غاضب وربما مكسور لكنني أكتب إليك اعتزاري.
أعتذر لأنني لم أستطع الاستمرار لأنني لم أتحمل ضعفي...
لم أعد أحتمل أن أعيش جسد بلا روح بعد أن فقدت الفتاة التي شاركتني أحلامي وتركتني حين كنتُ بأمسّ الحاجة لها.
كنت أبتسم أمامك لكنني كنتُ أنكسر في داخلي كل يوم..
لم أكن أريدك أن ترى انكساري لذا اخترت أن أرحل.
بصمت لا تجعل ما فعلتُه يكسرك.
اجتهد في عملك وحقق أحلامك وامضي في طريقك وساظل أراقبك من بعيد..
أحبك أكثر مما تتخيل وأكثر من أي شيء أخي تاي..
عش حياتك بسعادة وستجدني دائماً معك في كل خطوة.
لا تدع الذكريات التي بنيناها تتلاشى ففي كل زاوية عشنا فيها ستجدني حاضرآ.
وكلما شعرت أنك بحاجة للتحدث معي افتح هذا الدفتر... لقد تركته لك ستجدني بين صفحاته.
لقد رحل جسدي لكن روحي معك وحولك إلى الأبد
يون.....
أغلق تاي الدفتر ببطء والدموع تسيل بهدوء
على وجنتيه.
ثم قائلآ بحزن عميق: بالتاكيد سأعيش لأجلي اخي يون... وسأحقق كل شيء من أجلك.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد