القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية انتقام تحت مسمي الحب الفصل الرابع4بقلم stoo

رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الرابع4
بقلم stoo stoo
بين الهدوء والسكينة كان تاي يجلس في مكتبه وأصوات الأوراق التي تعبث بها يده من وقت لآخر.
كانت عيناه معلقتين بصمت على صورة يون الموضوعة أمامه لا تفارقه مهما مرّ الزمن...
تاي:أخي يون مرّت سبعة شهور على رحيلك وما زلت أشعر وكأنك غادرت بالامس..
كيف للحياة أن تستمر دونك؟... وكيف لي أن أعتاد غيابك؟...
وفجأة قطع حديثه الداخلي بدخول أحد الموظفين.
وضع بعض الملفات على المكتب وانحنى قبل أن يخرج .
عاد تاي للعمل رأسه مثقل بالتفكير وقلبه متعب.
استمر لساعات طويلة أمام الأوراق والشاشات دون توقف.
تاي:ااه حقآ أحتاج إلى مساعد ذكي يعينني على كل هذا العبء.
ثم خرج من الشركة متجهآ إلى منزله يحاول ترك الضجيج خلفه.
في الجهة الأخرى كانت بيلا تنهي آخر جلسة تصوير لها لليوم.
والتعب ظاهر على وجهها لكنها رغم ذلك كانت مجتهدة حتى اللحظة الأخيرة.
جمعت أغراضها وعدلت حقيبتها على كتفها ثم بدأت بقطع الطريق متجهة نحو منزلها.
لكن لم تكن تعلم أن مصيرها سيتقاطع في لحظة واحدة مع شخص لم يكن بالحسبان...
تاي كان يقود سيارته بسرعة و ذهنه شارد وعيناه مثقلتان بالتعب.
وفي لحظة عابرة ظهرت بيلا أمامه فجأة...
ضغط على الفرامل بكل قوته يحاول تفاديها لكن الوقت لم يكن كافي.
صدمة خفيفة وسقطت بيلا على الأرض..
تجمّد كل شيء لثواني..
فتح تاي الباب وركض نحوها وصوته مرتبك..
تاي:آه أعتذر هل أنتي بخير؟..
بينما كانت بيلا تتأوه قائله: ااه ذراعي ذراعي..
تاي:لا تتحركي سآخذك للمشفى حالآ لن أتركك هكذا.
وقبل ان ترى وجه تاي اغمي عليها من الصدمه..
حملها تاي و فتح باب السيارة ووضعها بهدوء..
لم يعلم أن تلك اللحظة الصغيرة ستقوده إلى أكبر تغيير في حياته.
وصل تاي إلى المشفى وهو يحملها بين ذراعيه لا يعرف من تكون... لكنها سقطت بين يديه كأن القدر اختار هذه اللحظة ليجمع بين غريبين.
دخل بها إلى غرفة الطوارئ ووقف خارجا ينتظر النتيجة بينما لا يعلم لماذا يشعر بانقباض غريب في صدره.
هو لا يعرفها... فلماذا يشعر بالخوف؟.. بالخسارة؟..
ربما لانه خسره شقيقه منذ فترة؟..
خرج الطبيب بعد دقائق وهو يمسك بملف الأشعة.
الطبيب: لا تقلق الفتاة بخير مجرد شق بسيط في ذراعها لا شيء خطير.
فقدت وعيها من الإجهاد والخوف فقط.
تاي: هل يمكنني رؤيتها؟.. فقط لأطمئن...
الطبيب: بالطبع الغرفة الثالثة على اليسار.
توجه تاي بخطوات مترددة لا يعرف ما سيقوله ولا يعرف حتى اسمها...
لكنه فتح الباب بهدوء ودخل.
بيمنا كانت بيلا مستلقيه على السرير..
اقترب بخفة وجلس على طرف الكرسي المجاور يراقبها بصمت.
وفجأة تحركت جفونها...
ثم انفتحت عيناها ببطء نظرت في السقف للحظة ثم التفتت إليه...
وعندما التقت عيناها بعينيه ساد الصمت للحظه..
اندهشت بيلا ونسيت الم ذراعها..
بيلا: يا إلهي إنه هو ذلك الشاب الذي التقطت له صورة عند البحر دون أن ينتبه... لم أكن أعلم أنني سأراه مجددآ بل وأنه سيكون أول من يراني في هذا الوضع انه جذاب أكثر مما كنت أتخيل.
اقترب منها بصمت ينظر نحو يدها الملفوفة
بالضماض...
تاي: كيف تشعرين الآن؟...
بيلا: أنا... أنا بخير أعني الطبيب قال إن الشق
بسيط فقط لا أستطيع تحريك ذراعي كثيرآ..
تاي: جيد لا تقلقي ستتعافين خلال شهر.
لكن في المرة القادمة حاولي ألا تسيري في الطريق وكأنك لا ترين السيارات.
بيلا: ماذا؟.. أنت تلومني؟.. أنا المصابة هنا..
تاي: لم أقل أنك لستي المصابة ان اخبركي فقط كوني أكثر حرصآ.
بيلا: كيف لي أن أنتظر شهرا كامل؟.. أنا معتادة على ممارسة عملي وشغفي حقآ...
تاي: سيمر الوقت بسرعة وعندما تتحسنين كل شيء سيكون بخير والآن دعيني أوصلك إلى منزلك.
وأعدك أنني سوف أزورك حتى تتعافي.
بيلا: أشكرك... لا داعي للتعب.
تاي: هذا واجبي..
ثم أخذها تاي إلى منزلها الذي يبدو صغيرآ من الخارج لكن ما إن دخله حتى تفاجأ تماماً...
المنزل لم يكن يشبه منازل السكن المعتادة بل كأنه استوديو تصوير.
نظر حوله بدهشة...
الجدران مغطاة بصور ملونة لأطفال يضحكون ويلعبون وإلى جانبها صور للطبيعة الخلابة جبال غروب شمس ورود وبحيرات ساكنة وكلها ملتقطة بعدسة فنانة عاشقة للتفاصيل.
توقف تاي للحظة يتأمل إحدى الصور ثم ابتسم بخفة قائلآ: يا لها من فتاة..
ثم استدار واستأذن منها بلطف وخرج متجهآ إلى منزله ولا تزال نظرات الدهشة تلازمه..
ومن هنا تبدأ رحلة بيلا التي ستواجه فيها الكثير من الألم.
ولكن...
هل سيكون الألم نهايتها؟...
أم بداية لشيء أعظم مما توقعت؟

تعليقات