القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية انتقام تحت مسمي الحب الفصل الثالث3بقلم stoo

رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الثالث3
بقلم stoo stoo
ركض تاي خارج مكتبه كالمجنون لا يرى أمامه بعد تلك المكالمة التي هزت كيانه..
أنفاسه متقطعة وخطواته متعثرة كأن الأرض
تنسحب من تحته حتى وجد نفسه أمام البحروسط ازدحم الناس حولهم كرسي متحرك فارغ.
تاي: ابتعدوا أين أخي؟.. أين يون؟..
تقدم رجل من بينهم قائلآ: أنا من اتصل بك اتصلت على آخر رقم في هاتف ذلك شاب هل هو يقربك؟.. تاي:اجل إنه أخي... أخبرني م. م. ماذا حدث؟...
أعطاه الرجل الهاتف قائلًا بأسف: رأيته يرمى نفسه في البحر كنت على بعد ميل لم استطع ايقافه لذا ركضت مسرعآ نزلت خلفه محاوله انقاذه لكني لم أستطع إنقاذه... فأخذت هاتفه لأخبر أحداً من عائلته.
لم يتردد تاي اندفع نحو الماء يبحث عنه لكن أمسكه من حوله يمنعونه على ذات المصير.
بعد لحظات اتى فريق الانقاذ...
مرّت عشر ساعات ثقيلة من البحث على يون وأخيرا أخرج فريق الإنقاذ جثمان يون البارد على حافة البحر كأن الأمواج تبكي على فراقه.
جلس تاي بجانبه مصدومآ يحدق في وجهه بصمت موجوع..
انهار تاي على الرمال يصرخ..
تاي: اخي يون،يون ارجوك استيغظ لا لا..
لا تفعلها يون هياا تحدث ...
لماذا يا أخي؟...
لماذا فعلت هذا بي؟... لماذا يون؟... مالذي دفعك لفعل ذلك؟...
الا يهمك امري؟.. لقد كنت كل عائلتي أردت أن أُسعدك أن أُرمم ما كُسر فيك لماذا لم تفكر بي ولو لحظة واحدة؟...
نزلت دموعه كأنها تُغسل قلبه ورغم ذلك ظل صامت ومتماسك كأنه يخبئ وجعه في صدره كي لا ينهار.
مع حلول المساء وكان الغروب داكن يغمره الحزن في المقبرة حضر الجميع مراسم الدفن بصمت ثقيل ثم انصرفوا جلس تاي وحده أمام القبر يتحدث مع شقيقه وكأنه يسمعه...
كان يبتسم أحيانآ ثم يغرق في البكاء يضع يده على الحجر وكأن لمسة من أخيه ستعود إليه.
وبعد وقت طويل... غادر المقبرة بخطى متثاقلة وعاد إلى المنزل الذي بدا كقبر آخر صامت كئيب موحش.
كل زاوية في المنزل كانت تنطق باسم يون كل تفصيلة تذكره بحضوره... وبرحيله.
مرت الأيام... والأسابيع...
وما يزال تاي حزين حابس نفسه لا يخرج لا يأكل ولا يتحدث كثيراً وكأن جزء منه دُفن مع يون.
مرّ شهرٌ كامل على رحيل يون لكن الزمن بالنسبة لـ تاي ظلّ متوقف عند لحظة فقد يون ما زال الحزن يسكن عينيه وما زال الصمت رفيقه الوحيد في كل زاوية من المنزل.
ورغم ذلك...
في أحد الأيام وقف تاي أمام مرآته نظر إلى انعكاس وجهه الشاحب..
تاي: يجب أن أُكمل طريقي.. أخي اختار الرحيل دون أن يفكر بي وإن لم أدفن هذا الألم سيبتلعني بالكامل
في صباح اليوم التالي ارتدى تاي بدلته السوداء وتوجه نحو الشركة.
حاول العمل بتركيز حاول التظاهر بالقوة لكن كل شيء بدا فارغ الكلمات، الأوراق، المكاتب، وحتى الناس حوله كانه يعيش في العالم وحده.
لم يمضي وقت طويل حتى غادر المكتب بهدوء وأخذ طريقه المعتاد نحو البحر...
ذلك المكان الذي ما زال يشعر فيه بأن شقيقه لم يغادره بعد.
وقف هناك على الرمال الباردة والنسيم يعبث بخصلات شعره أغمض عينيه...
مر عليه شريط الذكريات.
صوت و ضحكة يون تلك الخطوات المتناثرة فوق الموج لحظاتهم وحكاياتهم التي نسجتها الأمواج...
كان البحر ذكرى لحياتهم والآن اصبح ذكرى لألمه.
وعلى بعد أمتار كانت بيلا تجلس وحدها تحمل كاميرتها كعادتها تتأمل البحر بصمت...
ثم وقع بصرها على تاي.
اسرتها ملامحه الجذابة مظهره الوقور ونظراته الحزينة...
تجمدت بيلا لحظة ثم ابتسمت قائله: أحيانآ توجد كائنات أجمل من الطبيعة ذاتها...
رفعت كاميرتها والتقطت له صوره دون أن يشعر وظلت تنظر إليه بدهشة وكأنها تشاهد لوحة تنبض بالألم والجمال في آن واحد.
لم يلحظ تاي وجودها فقد كان غارق في موجة الذكريات...
وبعد وقت قصير استدار تاي وغادر المكان بصمت.
لكن تلك اللحظة...
أُضيفت إلى حياة بيلا كأول مشهد حقيقي يهزّ شيئ في قلبها منذ زمن

تعليقات