رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الحادي عشر11
بقلم stoo stoo
تسلل الحزن في ملامح تاي وهو يدخل إلى الجد بعد لقائه مع بيلا قلبه ما زال يرتجف من نظرتها من صمتها الذي خذله بعد كل ما باح به.
جلس قرب الجد بصمت إلى أن قطع الجد السكون قائلاً: أخبرني ابني ما الذي حدث؟...
خفض تاي رأسه وهو يتذكر كيف حاول كيف
تحدث من قلبه كيف اعترف وكم انتظر أن تنطق بكلمه أن تعانق ألمه لكنها لم تفعل.
تاي: بيلا عنيدة جداً لكنني أعلم الأمور ستتحسن فقط تحتاج وقت.
ربت الجد على كتفه قائلآ: لا طالما قلبك يحبها فستعود إليك كل شيء مسألة وقت.
تاي: أجل معك حق.
الجد: هل تريد الذهاب معي إلى الحقول؟...
الجو جميل اليوم.
تاي: بالطبع سأذهب معك.
في الحقول كانت الشمس تنعكس على أوراق الخضروات بلمعان لطيف.
الجد ينحني ليجمع بعض النباتات وتاي بجانبه يحاول تقليده بابتسامة خفيفة.
ضحك الجد قائلآ: أنت جيد حقآ لم أتوقع هذا منك.
ابتسم تاي ابتسامة دافئة قائلآ: عندما كنت صغيراً كنت أذهب مع جدي أيضاً كانت أياماً جميلة.
وفجأة... لمح تاي نبتة بلون فاتح بين الأعشاب تذكّرها في الحال
نبتة سامه لا تُسبب أذى قاتل لكنها تُسبب ألم طفيف في البطن وسوء هضم..
تمتم تاي في سره وعينيه تلمع بفكرة مجنونة.
تناول قطعة صغيرة من النبتة دون أن يراه الجد وبعد لحظات بدأت علامات الألم تظهر على وجهه قبض على معدته وهو يئن بخفوت.
الجد ابني تاي ما بك؟...
تاي: أعتقد أن تلك النبته فعلت بي ذلك وكان
يتظاهر بالضعف.
نظر الجد الي النبته قائلآ يالك من احمق ثم اخذه بسرعة إلى المنزل وجهه شاحب من القلق بينما تاي رغم ألمه الحقيقي كان قلبه يتمتم بنداء واحد فقط...
ارجوكي بيلا اشعري بي هذه المرة فقط.
بعد أن ساعد الجد تاي على العودة للمنزل
بدأ يشعر بالألم ينتشر في جسده...
لكنّه كان مستعدًا لكل شيء فقط ليشعر قلب بيلا به مرة أخرى.
وضع الجد بعض الأعشاب الطبيعية في كوب ماء دافئ قد تساعد في تخفيف الأعراض
الجد: هياا انهض تاي خذ هذا سيساعدك.
أخذ تاي الأعشاب لكنه استمر في التظاهر بالألم مغمض العينين يتنفس بصعوبة كأنه يحتضر.
نظر إليه الجد بدهشة قائلآ: ما الذي تفعله تاي؟... أنت تمثل الموت وكأنك في مسرحية..
ثم نهض الجد واتجه مباشرة إلى غرفة بيلا طرق الباب بخفة قائلآ بنبرة قلقة: بيلا تعالي بسرعة تاي تناول نبتة سامة وهو الآن في حاله سيئة.
ارتعش قلب بيلا نهضت من مكانها وركضت خلف جدها بخوف دخلت الغرفة لتجده مستلقياً على السرير وجهه شاحب وجسده بلا حراك.
جلست بجانبه تهزه بخفة..
بيلا: تاي... تاي استيقظ أنا هنا..
الجد: لا تقلقي سيكون بخير أعطيته أعشابآ
ستخفف الأعراض.
بيلا: لكن لماذا تركته يتناول تلك النبتة؟..
أنت تعلم أنها سامة جدي.
الجد: ولما تلومييني هو ليس طفل وانا لم لم أنتبه له عندما تناولها..
بيلا: اسفه جدي حسنآ اذهب أنت الآن سأبقى بجانبه.
نظر الجد الي تاي نظرة طويلة ثم ابتسم بخفه وكأنه فهم اللعبة الصغيرة قائلآ: يا لك من مشاكس وعاشق ثم خرج وأغلق الباب خلفه بهدوء.
جلست بيلا قربه يداها لا تتوقف عن التوتر عيناها تراقبان كل نفس يخرج منه.
مرّت ساعة ولا يزال مستلقيآ بلا حراكه..
اقتربت أكثر وضعت رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه لكن لا شيء لا نبض لا صوت.
شعرت بالرعب هزته بلهفة..
بيلا: تاي هيا استيقظ ماذا يحدث لك؟...
لكن لا جواب ولا حركه..
صوتها بدأ يرتعش كانت تبكي وهي تضرب صدره بضعف وانهيار في انٍ واحد.
بيلا: أرجوك تاي لا تفعل هذا بي لقد سامحتك حقآ لا تتركني وحدي أنا أحتاجك أحتاجك بقربي.
هيا استيقظ أرجوك تاي..
وفجأة... فتح تاي عينيه ببطء رفع يده ولمس خدها ثم همس بصوته العميق الذي يسبقه الحنان..
تاي: لن أذهب إلى أي مكان حبيبتي بيلا.
انفجرت دموعها من جديد لكن هذه المرة لم تكن دموع حزن بل راحة وامتنان وشيء من الحب كان يتسلل ببطء.
نهض تاي بهدوء جلس أمامها يده تلامس خدها بحنان وعيناه تراقب وجهها..
ثم همس بصوت مبحوح مليء بالأسف والصدق
قائلآ: أنا آسف حبيبتي بيلا سامحيني على كل ما سببته لكي من ألم.
لم ترد بكلمات بل وعانقته بقو كأنها تخشى أن يختفي من بين ذراعيها.
كان حضنها دافئ وصادق..
كانت تبكي لكن قلبها كان يهدأ بين يديه.
همس لها تاي وهو يربت على ظهرها بلطف..
تاي: أنا بخير الآن لا تبكي لا شيء سيؤذيني طالما أنتي بقربي.
ابتعدت عنه قليلآ نظرت في عينيه ويدها تمسح آثار التعب عن وجهه..
بيلا: سامحتك تاي سامحتك من قلبي.
ابتسم تاي بخفة عيناه امتلأتا بالدموع لكنه لم يسمح لها بالسقوط ثم احتضنها من جديد هذه المرة بهدوء أكثر كأن قلبه أخيراً وجد موطنه.
نظر في عينيها بصدق.. قائلآ بصوت خافت لكنه عميق كأعماق قلبه أحبك بيلا.
ثم اقترب منها وطبَع قبلة عميقة على شفاها قبلة لم تكن فقط من رجل يحب بل من قلب اعتذر اشتاق وتمنى أن يبدأ من جديد.
قبلة جمعت كل ما تبعثر وهمس لا يُنسى ترك في صدرها أثرا لا يمحوه الزمن.
انفتح الباب بهدوء. ودخل الجد يحمل كوب من الماء لكنه توقف في مكانه وقد اتسعت عيناه ثم قال بنبرة ما بين الصدمة والمزاح وكان يغطي جذء من وجهه..
الجد: أوه.. يبدو أنني جئت في الوقت الخطأ.
تجمدت بيلا في مكانها ابتعدت عن تاي بسرعة..
بيلا: جدي؟...
تاي: انا ااسف تفضل جدي..
ضحك الجد وهو يهز رأسه قائلاً: لا سأعود لاحقًا ابني تاي فقط حتى اتأكد أنك لن تتناول تلك النبته سامة مرة أخرى وغمره له كانه يخبره انه يلعم بلعبته..
ثم خرج علي وجهه ابتسامة عميقة.
بعد مرور لحظات...
اجتمع الثلاثة على طاولة الطعام.
كانت الأجواء هادئة لا صوت إلا صوت أدوات
المائدة.
نهضت بيلا لتجلب أحد الأطباق من المطبخ.
في تلك اللحظة نظر الجد إلى تاي بابتسامة خفيفة
قائلآ: بنبرة ماكرة..
أخبرني الحقيقة تاي كنت تعلم جيدا أن تلك النبتة سامة أليس كذلك؟... تناولتها عن قصد لتجعل بيلا تخاف عليك وتسامحك صحيح؟.. لقد كشفت لعبتك.
ابتسم تاي بهدوء قائلآ: أووه جدي أنت ذكي كما توقعت.
معك حق فعلت ذلك لأني لم أكن أملك خيارآ آخر فعلت ذلك فقط لأجعلها تخاف عليّ ولتكسر ذلك الجدار الذي بيننا...
لأني لا أستطيع أن أراها صامتة ومبتعدة هكذا.
كان الأمر يقتلني ببطء.
لكن تاي لم يكن يعلم أن بيلا كانت تقف خلفه تحمل الطبق وقد سمعت كل شيء.
تقدمت ببطء قائله بصوت غاضب..
إذاً خدعتني مرة أخرى؟..
التفت تاي نحوها بدهشة وقبل أن يتحدث وضعت بيلا الطبق بقوة على الطاولة ثم استدارت وغادرت مباشرة إلى غرفتها.
تنهد تاي وهو ينظر إلى جده بيأس..
تاي: ما العمل الآن؟ هذه المرة ستطردني من القرية بالتأكيد.
ابتسم الجد قائلآ وهو يلوح بيده..
اذهب إليها أسرع قبل أن تغلق قلبها مجددآ.
شعر تاي بالخوف وركض خلفها ووجدها واقفة قرب النافذة تنظر إلى الشجرة التي كانت تحب الجلوس تحتها.
اقترب منها ببطء تحدث إليها بلطف لكنها
لم ترد.
فجأة أمسكها من معصمها وسحبها إلى صدره بقوة كأنه يخاف أن تفلت منه مرة أخرى.
تاي: حبيبتي بيلا فعلت ذلك لأني اشتقت إليكِ اشتقت لصوتك لعنادك لنظرتك حين تغضبين لم أعد أتحمل صمتك لذا كان علي أن أفعل شيئآ حتى لو كان ثمن ذلك حياتي..
لكن ما فاجأه لم يكن صمتها... بل رد فعلها.
عانقته بيلا بقوة دفنت وجهها في صدره وهمست بصوت يختنق بالدموع..
بيلا: أحبك تاي رغم كل شيء فعلته لا أستطيع التوقف عن حبك.
ابتسم تاي براحة كأن قلبه قد عاد ينبض من جديد رفع راسها بيده وطبع قبله على جبينها ثم همسه في اذنها قائلآ: حبيبتي بيلا احبك حد الجنون..
هيا تعالي لتناول الطعام ثم عادا معآ إلى الطاولة بينما كان الجد بانتظارهما.
نظر إليهما الجد قائلآ: أنتما مثل الفأر والقط تمامآ لكن على طريقتكما الخاصة.
ابتسمو ثلاثتهم وهم يتناولون الطعام في سعادة.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد