القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية انتقام تحت مسمي الحب الفصل العاشر10بقلم stoo

رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل العاشر10
بقلم stoo stoo
في صباح يوم جديد مشرق...
خرج تاي من المدينة تارك وراءه كل شيء
عمله حياته اليومية.
كان يقود سيارته بسرعة كأن قلبه هو من يتحكم بالمقود وليس رجليه.
الطريق إلى القرية كان طويلًا رغم الشوق لكنه لم يتردد لحظة.
في جهة أخرى...
كانت بيلا تجلس مع جدها في شرفة المنزل البسيط أشعة الشمس تداعب وجهها الحزين وصوت العصافير يملأ المكان بهدوء مطمئن.
الجد: هل كل هذا الحزن من اجل ذلك الشاب؟..
بيلا: لقد أحببته يا جدي وصدقته حين قال إنه يحبني لكنه كان يخدعني.
اقترب مني ليؤذيني ليجعلني أدفع ثمن خطأ لم أرتكبه.
تنهد الجد ونظر في عينيها بحنان قائلآ:
صغيرتي بيلا هذا العالم قاسي أحياناً.
وأحياناً أيضاً نحن من نزيد قسوته.
ربما أخطأ تاي نعم لكنه قد يكون نادمآ لا تحكمي على قلب لم تسمعيه بعد.
بيلا: لكنه كسرني يا جدي..
الجد: حتى الزجاج المكسور يمكن إعادة تشكيله إن كانت النية صادقة...
اسمعيه فقط ليس من أجل الماضي بل من أجل قلبكِ بيلا.
بيلا: جدي أنا تائهة لا أعلم ما الذي يجب أن أفعله أشعر أنني ضائعة قلبي لا يمنحني قرارآ وعقلي يحاول أن يقنعني بالنسيان لكنني لا أستطيع.
نظر الجد إليها قائلآ بهدوء: أخبريني هل ما زلتي تحبينه؟...
صمتت بيلا للحظة وكأنها تخشى من الإجابة
بيلا: اجل أحبه لم أستطع إزالته من حياتي لم
أستطع اقتلاع ذكرياته حتى عندما حاولت أن أكرهه وكان قلبي يخونني.
ثم نهضت بعدها من مكانها بخفة كأنها تهرب من مشاعرها قبل كلماتها واتجهت نحو الحديقة الخلفية وكان النسيم يُداعب الزهور والهدوء يحاور قلبها فجلست ترسم الطبيعه
التي حولها بهدؤء.
في الجهة الأخرى كان تاي يقترب من القرية
الصغيرة يقود سيارته بتوتر يتبع وصف تلك الخالة التي أخبرته بتفاصيل الطريق.
لكن البيوت في القرية تشبه بعضها وهذا جعله يقف حائراً وسط الطريق.
خرج من السيارة وسأل أحد كبار السن الذين مروا بجانبه فأشار الرجل إلى منزل مكسوّ بنبات الياسمين.
شكر تاي الرجل ثم اتجه نحو الباب قلبه يخفق بشدة وعقله يردد: لا تترد: قد تكون هذه فرصتك الأخيرة.
وقف أمام الباب الخشبي وتردد للحظة ثم طرقه ببطء.
فتح الجد الباب ليتفاجاة بشخصية وقورة بعينين حادتين ونظرة ملامسة للروح.
الجد: تفضل ابني يبدو انك لست من هنا؟...
تاي: اشكرك.. اجل انا لست من هنا...
الجد: من أنت يا بني؟.. وماذا تفعل في هذه القرية الصغيرة؟..
نهض تاي انحنى للجد احتراما وقال بصوت هادئ..
أنا تاي جئت من المدينة من أجل بيلا حفيدتك لقد أخطأت في حقها وجرحتها
دون أن أستمع لها ولكنني نادم...
أنا أحبها بصدق ولم أعد أستطيع العيش بدونها.
تأمل الجد ملامحه لدقائق ثم ابتسم بخفة وأشار له بالجلوس.
جلسا معآ وقدم له الجد شاي أخضر بنكهة الزنجبيل كان ساخن كدفء اللقاء ومرّا كندم تاي.
الجد: لقد جرحت حفيدتي كثيرآ رايت ذلك في نظراتها ودموعها الصامتة.
لكن رغم كل شيء أرى الحب في عينيك لا يمكن إخفاؤه يا ابني.
بيلا فتاة حساسة إن كنت تحبها حقآ فعليك أن تحافظ عليها أن تكون أمانها وليس سبب ألمها.
ثم اشاره له الجد نحو الحديقه قائلآ: ستجدها هناك وسط الزهور التي تحبها...
اذهب واعتذر منها ولكن لا تقل شيئآ لا تستطيع إثباته.
وقف تاي للحظة قبل أن يتجه نحو الحديقة خطواته كانت بطيئة كأنه يخشى أن تُقابلها نظرات بيلا بالحزن أو بالرفض.
لكنه كان مصمم لن يهرب هذه المرة لن يترك الحب يضيع منه مجدداً.
توجه تاي بخطوات مترددة نحو الحديقة
كان يتاملها وهي ترسم..
كانت بيلا جالسة على الارض تنظر حولها بعينين شاردتين شعرها منسدل على كتفيها
والنسيم يحركه بخفة وتتامل لوحتها التي امامها.
لم تشعر بوجوده في البداية استدارت ببطء وعندما التقت نظراتهما تجمد الزمن لثواني
كانت عيناها تحملان دموع لم تسقط بعد وملامحها لا تزال متعبة من البكاء والألم.
بيلا: اااانت كيف اتيتي الي هنا؟... لماذا أتيت؟.. ألم تكتفي بكسر قلبي؟...
تاي: أتيت لأكون بجانبك حتى إن رفضني قلبك سأبقى أحاول بيلا لن أهرب هذه المرة.
بيلا: ما الذي تريده مني تاي؟...
تاي: فرصة واحدة فقط فرصة لأثبت لك أن حبي لك لم يكن كذبة.
فرصة لأكفر عن خطئي لأجعلكِ تبتسمين من جديد.
بيلا: قلبي لا يصدقك لكنه أيضاً لا يستطيع كرهك.
اقترب تاي أكثر وجلس على ركبتيه أمامها
رفع نظره نحوها قائلًا: أحبك بيلا أحبك من أعماقي وسأنتظرك حتى تسامحيني وإن لم تفعلي سأبقى أحبك أيضاً.
لم تقل شيئآ لكنها هذه المرة لم تطلب منه المغادرة وهذا بالنسبة لتاي كبداية جديدة.

تعليقات