رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الثاني عشر12
بقلم stoo stoo
جلسو ثلاثتهم في الحديقة بهدوء على أنفاس الغروب الأخيرة يحتسون الشاي الأخضر بنكهة الزنجبيل... النكهة المفضلة لدى الجد.
كان الجوه هادئآ ودافئآ كأن الغروب ذاته يستمع لضحكاتهم وهي تتعالى وسط الجو البرتقالي الناعم.
نظر الجد إلى بيلا قائلآ: هل ستذهبين وتتركينني وحدي؟..
بيلا: لن أذهب سأبقى لن أرحل حتى تقوم بطردي بنفسك هههه.
ابتسم كل من الجد وتاي كانوا يحتسون الشاي والراحة تغمر وجوههم وكأن كل الجراح السابقة تلاشت في دفء تلك اللحظة.
وفجأة... رنّ هاتف تاي.
نهض من مكانه بهدوء وابتعد قليلآ ليجيب كانت مكالمة من الشركة.
أخبره السكرتير الذي كان قد عينه بشكل مؤقت أن المستثمِرين يطالبون برؤيته شخصيآ وأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة.
تاي: سآتي غدآ فقط جهز كل شيء حتى أصل.
أنهى المكالمة وعاد إلى مكانه بينما كانت بيلا قد دخلت إلى المنزل لبعض الوقت.
تاي: حسنآ جدي سأعود الي المدينه غدآ هناك
الكثير من العمل ينتظرني.
الجد: حسنآ اذهب ابني لا تؤخر أعمالك..
وماذا عن بيلا؟...
تاي: سأتركها معك لبعض الوقت سأنهي بعض الأمور ثم أعود لأخذها..
ربت الجد على كتفه بلطف وقال بابتسامة دافئة هذا رائع سأعتني بها جيدآ.
في هدوء الليل وسكونه خرج تاي من غرفته
بخطوات مترددة متجهآ نحو غرفة بيلا أراد أن يخبرها بالعودة إلى المدينة صباحآ قبل أن يرحل دون وداع.
فتح الباب بهدوء...
وكانت بيلا نائمة وجهها البريء غارق في نور القمر المتسلل من النافذة.
اقترب منها جلس بجانبها يتامل ملامحها بلحظة صامتة تحمل آلاف الكلمات التي لم تُقال ثم مال نحوها وطبع قبلة عميقة على جبينها..
فتحت بيلا عينيها قائله: تاي هذا نت؟..
لما لم تنام بعد؟...
تاي: اتيت لأخبرك أنني سأعود إلى المدينة غدآ هناك الكثير من العمل ينتظرني.
بيلا: ماذا غدآ؟.. حسنآ سآتي معك أيضاً.
تاي: ولكن ماذا عن الجد؟... لقد أخبرته أنكي ستبقين معه.
اقتربت منه أكثر وعانقته بقوة كأنها تخشى فراقه قائله: أعلم ذلك لكنني لا أريد البقاء بعيدآ عنك.
أنهم أيضاً اتصلوا بي كثيراً من أجل جلسات التصوير وكنت أؤجل كل شيء أعتقد أن الوقت قد حان لأعود.
ابتسم تاي وهو ينظر إليها ثم قائلآ بنبرة دافئة:حسنآ إذاً قومي بجمع أغراضك..
في صباح اليوم التالي وقف تاي يودّع الجد
استعدادآ للرحيل.
قال الجد بابتسامة ماكرة: هل أقنعتها بالذهاب؟.. أم انها تفضل البقاء معي؟...
تاي: لا صدقني لم أُقنعها بشيء هي من قررت أن تذهب من أجل عملها أيضاً..
وفي تلك اللحظة خرجت بيلا من الباب تحمل حقيبتها خطواتها حذرة ونظراتها ممتلئة بالحزن.
اقتربت من جدها عانقته بقوة..
بيلا: جدي آسفة يجب أن أذهب.
ابتسم الجد بخفة ومسح على رأسها قائلآ:
لقد باعتني حفيدتي في لحظات هههه لكن
لا بأس صغيرتي اذهبي..
بيلا: أحتاج للعودة من أجل عملي أيضآ..
ضمّها الجد إليه مرة أخيرة قائلآ اعلم ذلك..
ثم عانق تاي وهمس له قائلآ: اعتني بها ولا تجرحها مجددآ ولا تنسى دعوتي إلى زفافكما هااا؟..
تاي: أعدك انني سأحميها ولن أنسى دعوتك.
ثم غادرا القرية معآ تاركين خلفهما ذكريات كثيرة..
في طريقهم الي المدينه كان الطريق طويل وسكون الليل يلف المسافة بينهما.
شعر تاي بالتعب فتوقف في طريق هادئ تحيط به الأشجار كأنها تحرس أسرار العشاق.
جلسا يرتاحان قليلآ بينما بيلا كانت تنظرت حولها بتوتر.
تاي: ما بكي حبيبتي لما تبدين خائفه هكذا؟...
بيلا: تاي مماذا لو خرج حيوان وحش وهجم علينا؟..
تاي: ههه ما كل هذا الخيال حبيبتي..
بيلا: لا ليس خيال انا حقآ خائفه..
نظر اليها تاي وفتح ذراعيه قائلآ تعالي سأخفيك هنا.
اقتربت بيلا وعانقته بشدة فضمها إليه وطبع قبلة دافئة على رأسها.
وفي لحظة سكينة غفيا معآ تحت ظل الطبيعة وحماية قلوبهما لبعض.
بعد وقت قصير استيقظ تاي أولاً وكان يمرّر أصابعه بلطف بين خصلات شعر بيلا التي
لا تزال نائمة على صدره.
فتحت عينيها ببطء لتجد عينيه تراقبانها بحب لا يوصف بالكلمات.
تاي: نمتي جيدآ؟..
بيلا: اجل.. ثم استعدلت لتنهض سحبها تاي مره اخرى وقبلها برقة..
نظرت اليه بيلا وابتسمت بسعادة وعانقته
تاي: هيا لنذهب حبيبتي.
نهضو وصعدا إلى السيارة لينطلقا مجددآ نحو المدينة ونحو حياة قد تكون مليئة بالعقبات لكنها بالتأكيد مليئة بالحب.
وبعد مرور ساعات...
وصلوا إلى المدينة توقف تاي على باب منزل بيلا..
نزلت بيلا من السيارة ودّعته لكنها تفاجأت حين نزل تاي أيضاً.
بيلا:ألا تريد الذهاب إلى منزلك؟...
أجابها بابتسامة مرهقة قائلآ: لا أشعر بالتعب قليلآ أريد قضاء الليلة هنا.
بيلا: اممم حسنآ..
دخلا إلى المنزل وكان مرتبآ كما تركته بيلا.
بيلا: اجلس سأقوم بإعداد عشاء خفيف.
جلس تاي على الأريكة في الصالة الصغيرة
بينما أسرعت بيلا بتحضير العشاء ثم توجهت إليه.
جلسا معآ وتناولا الطعام بهدوء.
بعد أن انهاء العشاء نهضت بيلا قائله: حسنآ تصبح على خير أشعر بالنعاس.
تاي: تصبحين على خير سأنام هنا على الأريكة..
بيلا: لكنها ليست مريحة...
نظر إليها تاي قائلًا بابتسامة خفيفة: حسنآ سأنام معكي في غرفتك.
بيلا: لااا.. لا أقصد ذلك أنا سأنام هنا وأنت اذهب إلى غرفتي لأنك متعب..
ذهب تاي إلى غرفتها ونام دون أن يقول شيئآ...
بينما كانت بيلا تتقلب على الأريكة غير مرتاحة.
وبعد لحظات تسللت بهدوء وذهبت لتتأكد منه ان كان نائمآ.
جلست بجانبه تتأمل ملامحه بصمت...
وفجأة فتح تاي عينيه.
فزعت بيلا ونهضت مسرعه لكنه سحبها إلى حضنه قائلآ بهدوء: كنت أعلم أنكي لن تستطيعي النوم تعالي نامي بجانبي أخذها في حضنه وكان يطبطب على ظهرها رغم تعبه وناما معآ..

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد