رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل الثامن8
بقلم stoo stoo
وقف للحظة يضغط على صدره وكأنه يمنع قلبه من الانفجار
ثم نظر إليها بعينين حادتين..
تاي: اعتقدت أنكي النور الذي يضيئ حياتي
لكني كنت أعيش في وهم وأنتي من صنعه.
في تلك اللحظة شعرت بيلا بأن شيئآ ما انكسر بداخلها...
كان الحزن يتسلل إليها ببطء ولكن ليس من
كلمات تاي بل حين علمت أن من منحته نصيحة صادقة ذات يوم لم يستمع إليها بل اختار أن يسمع لصوت عناده وينفذ ما براسه.
ارتجفت شفاها فرفعت يدها تغطي فمها المرتجف تحاول منع الألم علنآ.
وقف تاي أمامها عيناه جامدتان وصوته يشق سكونها بحدة لا رحمة فيها..
تاي: على ماذا تبكين؟.. لو لم تتركيه لما حدث ما حدث... أنتي السبب بيلا..
كلماته لم تكن مجرد اتهام...
كانت خنجر ينهش ما تبقى من صبرها.
رفعت عينيها إليه بعينين تغمرهما الدموع والحرقة
بيلا: ارجوك تاي اصمت.
أنت لا تعلم شيئ فلما تحكم وكأنك تعرف كل شيء.
تقدمت نحوه بخطوات بطيئه قائله:
اسمعني جيدآ أنا لست الفتاة التي تقصدها أنت مخطئ.
تاي: هل تظنينني طفل؟..
أخذت بيلا نفس عميق كأنها تهيئ قلبها للبوح قائله: بصوت هادئ اسمع ما اقوله تاي..
في ذلك اليوم التقيت به على الشاطئ كان وحيدآ وعلى وجهه ظلال حزن لا تخطئها العين لم أكن أعرفه ولم أكن أبحث عن شيء.
التقط له صورة ثم اقتربت منه وتحدثت معه
أخبرته أن الحياة رغم قسوتها تستحق أن نعيشها. واخبرته ان لا يرى نفسه أقل من الآخرين وأن الألم لا يعني النهاية.
ابتسم لي وقال لي انتي محقه وطلب صورة تجمعنا التقطتها له ثم رحلت دون أن أسأله عن اسمه دون أن أحتفظ بشيء كانت لحظة عابرة لكنها كانت حقيقية.
تلك هي الحقيقة وما قولته انت افتراء لا يليق بي.
ثم تابعت حديثها والدمعة تحرق خدها..
بيلا: كان عليك أن تبحث جيدآ قبل أن تحكم.
الصورة لا تروي القصة تاي...
فالعين قد تخدع. وما تراه قد يكون ليس حقيقي.
هناك أصدقاء... هناك غرباء... هناك أخوة.
لا تجعل من مشهد واحد حكاية كاملة.
ثم استدارت وذهبت
تركت خلفها تاي مكسور النظرة عاجز عن الكلام ظل واقفآ في مكانه تتردد كلماتها في أعماقه كصدى بعيد..
تاي: هل أخطأت بحقها؟..
هل ما قالته كان هو الحقيقة؟..
وفي داخله بدأت الشكوك تمزق ثوب يقينه الباهت.
عاد تاي إلى منزله بصمت ثقيل يملأ صدره.
كانت أفكاره متشابكة كل كلمة قالتها بيلا تطرق رأسه من جديد وكل نظرة انكسار منها ما زالت عالقة في عينيه.
جلس على الأريكة مدّ يده واخذ مذكرات يون فتحها بتردد قائلآ بصوت خافت:
هل ظلمتها؟... هل كانت تقول الحقيقة...؟...
كان يقلب الصفحات ببطء حتى وقعت عيناه على تلك الصورة التي تجمع بيلا بيون.
كان يحدق في الصوره يرى ابتسامه اخيه يون..
تاي: اخي يون هل بيلا كانت تقول الحقيقه حقآ..
لكن هذه المرة لم تكن الصورة وحدها هناك شيء لفتت نظره الكلمات التي كتبها يون تحت الصوره بخط يده..
نظرة تاي الي تلك الكلمات..
إنها لطيفة وبريئة... جعلتني أبتسم وأشعر بالسعادة دون أن تدري أتمنى رؤيتها مجددآ..
تجمّد تاي في مكانه يعد قراتها.
كانت الكلمات واضحة.
تاي: هذا يعني يون لم يكن يعرفها من قبل تلك الصورة كانت بالفعل أول لقاء له بها.
كانت بيلا تقول الحقيقة..
أغلق المذكرة ببطء وتنهد بعمق ثم همس بصوت منخفض..
تاي: لقد ظلمتها.
وضع يده على جبينه شعر بندم صادق يسري في جسده.
تاي: كانت صادقة من البداية وقبل أن أصدقها جرحتها بكلامي.
علي أن أعتذر منها لا أعلم إن كانت ستسامحني.
لكن يجب أن تعرف أنني نادمآ حقآ على ما فعلته.
ثم توجها في تلك اللحظة الي منزل بيلا ليصلح ما كسره....
وصل الي منزلها ليجد الباب فاتح تقدمه بخطوات بطيئه الي الداخل سمع صوت انينها وشهقاتها من غرفتها تقدم نحو الغرفه لم يستطع الدخول...
كان يراقبها بعينيه وهي منهارة...
بينما كانت بيلا جالسة في غرفتها والدموع تنساب بصمت على وجنتيها.
لا صوت في المكان سوى أنين قلبها المنكسر.
كانت تضم نفسها كأنها تحاول أن تحمي قلبها من ألم ما يعد يُحتمل.
بيلا: لماذا تاي؟.. لماذا فعلت ذلك بي؟..
أنت لا تعلم كم كسرتني كم جرحتني بكلماتك.
مسحت دموعها بيد مرتجفة ثم نظرت إلى الفراغ وكأنها ترى وجهه أمامها..
بيلا: أنا فقط أحببتك تاي.
هل كان حبي لك جريمة؟..
هل أخطأت حين منحتك قلبي؟...
انخفض صوتها أكثر كأنها لم تعد تملك حتى القوة للصراخ..
بيلا: كنت أراك الأمان لكنك كنت أول من جعلني أشعر أني وحيدة.
ظننتك ستفهمني ستصدقني لكنك اخترت أن تجرحني بدلآ من أن تحميني.
غطت وجهها بيديها وكانت تبكي بصمت...
ذلك الصمت الذي لا يسمعه أحد لكنه يصرخ داخل القلب ألف مرة.
سمع تاي كلماتها التي كانت كخنجر في قلبه
قرر في لحظتها ان يتقدم اليها ويحتويها برغم ما فعله معها.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد