رواية انتقام تحت مسمي الحب
الفصل السابع7
بقلم stoo stoo
في تلك الليلة لم يغمض لتاي جفن.
كانت الساعات تمرّ عليه كأنها عام كامل...
كل ثانية تُشعل في صدره سؤال جديد وجرح أعمق.
تاي: هل كانت تكذب علي طوال الوقت؟
كيف استطاعت أن تترك أخي ثم تأتي إلي وكأن شيئا لم يكن؟..
كان كل مرة ينظر لها يرى صدقها...
قلبه يخبره أنها بريئة أنها ليست الفتاة التي خذلت أخيه...
لكن عقله كان يصرخ ويخبره لا تنسى ما رأيته بعينيك..
لا يملك الدليل لكن الصورة محفورة في ذاكرته كأنها وُشمت هناك.
وبين الشك والغضب ظل يجلس في عتمة غرفته يُحدق بالصورة وكأن عيني بيلا في تلك الصورة تسخران منه.
في صباح اليوم التالي…
كانت بيلا تجلس في مكتبها بالشركة تمسك فنجان قهوتها كعادتها تركّز على بريدها تنظم مهامها بدقة رن هاتفها..
كان اتصال من شركة إنتاج طلبتها لمهمة تصوير خاصة.
ابتسمت بلطف ثم وقفت وتوجهت إلى مكتب تاي لأخذ موافقته.
طرقت الباب ثم دخلت بثقة.
بيلا: أتيحت لي فرصة تصوير مميزة سأكون هناك فقط لبضع ساعات..
رفع تاي عينيه نحوها.
لكن هذه المرة... لم تكن النظرة دافئة.
لم تكن تلك النظرة التي اعتادت أن تراها منه.
كانت نظرة باردة قاتلة تشبه السكاكين التي لا تصدرصوت لكنها تذبح دون رحمة.
ظل صامتآ لثواني قائلآ: هناك الكثير من العمل ينتظرك هنا.
تفاجأت قليلاً لكنها لم تُظهر ذلك.
بيلا: أنهيت مهامي بالفعل وكل شيء جيد..
قاطعها بصوت منخفض لكن حاد:
تاي: ألم تسمعي ما قلته؟..عودي إلى مكتبك.
وقفت لحظة في مكانها نظرت إليه باستغراب… ثم أدارت ظهرها وخرجت بهدوء لكنها لم تفهم ما الذي يحدث؟..
كانت تظن انه منزعج من الضغط ولم تركز جيدآ..
جلست في مكتبها تنظر حولها بلا هدف تنتظر ملف مهمة أي شيء..
لكن لا شيء مرّ وقت طويل ثم قررت أن تعود إليه مرة أخرى.
طرقت الباب ثم دخلت.
بيلا: لم يصلني أي ملف بعد أظن أنه بإمكاني
المغادرة الآن.
كان يجلس خلف مكتبه متصلب كأن هناك معركة تدور في رأسه.
رد بصوت بارد كالثلج..
تاي: أنتي الآن في شركتي بيلا لا تملكين الحق في الخروج الي اي مكان قبل انهاء دوامك.
تجمدت ملامحها للحظه تستوعب ما يقوله.
بيلا: ما الذي يحدث؟.. لماذا تغير موقفك فجأة؟..
لقد اتفقنا على هذه التفاصيل من البداية.
مالذي تغير؟..
صمت تاي للحظات عيناه كانتا تشتعلان لكن
ملامحه ثابتة.
ثم ابتسم بسخرية ادهشت بيلا.
تاي: أشياء كثيرة تغيرت بيلا...
بيلا: مالذي تغير هل لانني اصبحت جذء من حياتك تتعامل معي هكذا؟..
تاي: لااا انتي لستي جذء من حياتي بيلا..
وقفت بيلا مذهولة أمام تصرفاته...
لم تفهم شيئًا من نظراته ولا من نبرته.
ذلك الشخص الذي اعترفه بحبه لها تغيركانه لم يكن ذلك الشخص..
وقبل أن تفتح فمها لتسأله تقدم منها...
ونظر إليها نظرة غريبة ثم أمسك يدها فجأة بقوة.
بيلا: تاي ما الذي تفعل؟.. دعني أنت تؤلمني..
لم يُجبها بل سحبها خلفه خارج المكتب عينيه لا تفارقان الطريق وكأنّه يقاتل داخله ألف عاصفة.
قرر ان يواجهها لم يستطع الصمت اكثر
ركبا السيارة وأغلق الباب بعنف…
ثم انطلق…
كان يمر بسرعة مجنونة تحت عجلات السيارة…
الناس. الأشجار. إشارات المرور كلها لم تكن تعني له شيئ في تلك اللحظة.
بينما كانت بيلا بدأت تشعر بالخوف..
امسكته من ذراعه قائله: تاي توقف أنت تقود
بجنون ما الذي يحدث؟..
لم يجبها يده كانت مشدودة على المقود وعيناه تشتعلان كجمرتين لا تنطفئان.
مرّت دقائق كأنها دهر…
حتى وصل إلى حافة البحر…
وقف فجأة أطفأ المحرك وخرج من السيارة.
وقفت بيلا مكانها تنظر إليه من الزجاج…
ثم خرجت بخوف وصرخت عليه..
بيلا: أخبرني ما الذي يحدث؟... لماذا أتيت بي إلى هنا؟..
استدار ببطء ونظر إلى البحر للحظة ثم إلى عينيها مباشرة.
تاي: اتعلمين هذا المكان؟.. هو الذي اخذ مني كل شيء احبه...
اقتربت منه بيلا قائله: لا افهم مالذي تقصده تاي اخبرني مالذي يحدث ولماذا تبدو منزعجك هكذا؟..
اقترب منها خطوة ثم خطوة أخرى…
وصوته خرج بحدة يختلط فيه الغضب والخذلان
تاي: منذ متى وأنتي بارعة في التمثيل هكذا؟...
ولماذا تتظاهرين بالبراءة؟...
نظرت بيلا إليه بصدمة..
بيلا: ما الذي تقصده؟.. عن أي شيء تتحدث؟..
ابتسم تاي بسخرية وامسكها من كتافها بقوة
تاي: أنتي تلك الفتاة التي أحبها اخي ثم خذلته وتخلت عنه؟..
أنتي السبب في كسره وفي رحيله أيضاً..
لماذا فعلتي ذلك ولم تستحي بعد اتيتي واقتربتي من أيضاً..
ماذا لو اصبحت معاق أيضاً هل ستتركييني كما فعلتي معه؟..
بيلا: مالذي تتحدث عنه تاي انا لا افهم شيء..
تاي: اصمتي بيلا ثم اخرجه الصورة من جيبه
ورماها امامها...
انحنت بيلا واخذت الصورة نظرة اليها
لتجد نفسها بجانب يون يبتسمان وتزكرت ذلك اليوم عندما التقت بيون وصورته...
بيلا: ما هذا هل هذا اخاك؟..
تاي: ههه اجل هل انتي مصدومه ام ماذا؟...
بيلا: تاي لا تاي الامر ليس كما تظن أرجوك دعني أشرح لك..
قاطعها بصرخة قائلآ: كفى كذبآ
لقد كسرتي اخي ثم أتيتي إلي وكررتي اللعبة؟..
هل تسعين خلف المال ام ما هو هدفك؟.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد