رواية عودة الجنرال
الفصل العاشر10
بقلم stoo stoo
وصلت آن أخيراً إلى منزل والدها بعد رحلة بدت لها وكأنها أميال طويلة.
استقبلها والدها لينغ بفرح غامر ضمها إلى صدره بقوة وكأنه يحاول أن يزيل عنها كل ثقل العالم.
لينغ: صغيرتي آن... لقد اشتقت إليكِ كثيراً.
ثم أبعدها قليلًا ليتأمل وجهها بابتسامة دافئة لكنها ما اختفت حين لمح في عينيها ظلالًا سوداء لا تخطئها عين الأب لكنه التزم الصمت.
جلسا في غرفة الاستقبال وآن تحاول أن ترسم ابتسامة هادئة بينما تقدم له الفاكهة والعطور التي اشترتها في السوق.
لكن والدها لينغ كان أذكى من أن يخدعه تظاهرها.
لينغ: ابنتي آن هل ما زال كاي يضايقكِ؟...
صوته كان يحمل قلق عميق ونبرة أب يشعر بالعجز أمام ألم ابنته.
تنهدت آن وهي تهرب بعينيها نحو الأرض تحاول أن تجمع شتات روحها التي كادت تنهار ثم فجأة انفجرت بالبكاء.
آن: أبي... لقد رأيته.
اختنق صوتها تماماً وهي تغطي وجهها بكفيها المرتعشين.
لينغ: من الذي رأيته؟.. عن ماذا تتحدثين ابنتي؟..
رفعت آن عينيها إليه دموعها تنهمر بحرارة وصوتها خرج كهمسة مكسورة..
آن: جونكوك... لقد عاد.
كان أمامي أمام عيني لكني لم أستطع حتى أن أصرخ باسمه.
لينغ: وكيف كان حاله ؟... هل رأكي؟..
آن: لا أعلم لقد نظر لي طويلاً كأنه كان يبحث عني وسط مئات الوجوه ثم انطفأ كل شيء في عينيه وكانه لم يراني.
ضمّها لينغ إلى صدره بحنان أكبر وهو يربت على ظهرها قائلاً: لا تخافي آن مهما حدث سأبقى دائماً سندك.
لكن في داخله كان يعلم أن القادم لن يكون سهلاً أبداً.
هدأت دموعها قليلآ ولكنها كانت تتظاهر بالقوة امام والدها.
قدّم لها والدها كوب ماء وجلس مقابلها يتأمل وجهها بحنان الاب.
لينغ: إبنتي آن أنا والدكِ وأرى الحزن في عينيكِ حتى لو حاولتِ إخفاءه.
ابتسمت آن ابتسامة ضعيفة وهزت رأسها بصمت.
ثم قال والدها بعد لحظة صمت قصير..
لينغ: حسنآ انا أعلم كل شيء عن جونكوك .
لقد سمعت كيف أصبح جنرال وله مكانة كبيرة بين الجميع يحترمونه ويخشونه.
رفعت آن نظرها إليه بسرعة وقالت بدهشة: ماذا؟.. ومن أخبرك بذلك يا أبي؟...
لينغ: لا أحد أخبرني بل أنا من بحث وسألت عنه.
أتذكرين عندما أخبرتِني أنكِ تحبينه؟...
في ذلك الوقت قلبي لم يطمئن لجعلكي تعيشين مع كاي الذي لاتريدينه فبدأت أبحث وأتحرى عن جونكوك حتى عرفت كل شيء... وعرفت أيضًا أنه ابن عم كاي.
آن: ماالذي تقوله ابي ؟... كاي وجونكوك أبناء عم؟!
لينغ: اجل ابنتي إنهما أبناء عم .
لكن جونكوك لا يعترف بكاي كأخ له لأنه يعرف جيدآ أفعاله القذرة.
وأظن أن كاي تزوجكِ رغماً عنكِ فقط لينتقم من جونكوك بطريقة خبيثة.
شعرت آن وكأن الأرض تهتز تحت قدميها دموعها عادت لتملأ عينيها لكنها مسحتها بسرعة
قائله بإصرار: أبي أرجوك لا تقل شيء الآن.
يجب ألا يعلم جونكوك بالحقيقة في هذا الوقت.
لينغ: ولماذا؟ أتريدين البقاء هكذا مع هذا مع ذلك المريض؟...
آن: لا أبي لا أريد ذلك.
لكن لكل بداية نهاية وكاي هو من بدأ هذه اللعبة وأنا سأُنهيها بطريقتي.
وعندما يأتي الوقت المناسب سأخبر جونكوك بنفسي بكل شيء لا أريد أن يسمعها من غيري.
لينغ: حسنآ ابنتي كما تشائين...
لكن تذكري جيدًا إذا حدث لكي شيء آخر فلن أتحمل أكثر وسأذهب إلى جونكوك وأكشف له كل شيء.
ابتسمت آن ابتسامة صغيرة رغم قلبها الذي كان يرتعش، ثم وقفت وعانقته طويلاً وكأنها تستمد من بين ذراعيه قوة تكفيها للعودة إلى ذلك القصر المظلم.
في جهة أخرى من المدينة داخل قصر الجنرال جيون جونكوك كانت الأنوار مضاءة والجنود وكبار الشخصيات يحتفلون بعودته.
لكن وسط ذلك الضجيج والضحكات جلس جونكوك في مقعده الكبير ويمسك بكأس الشراب شارداً بتفكير عميق.
لم يكن في باله أي من هذا الحفل أو المديح الذي أغرقه به الجميع كان ذهنه لا يزال عالقآ هناك في تلك النظرة التي جمعت عينيه بعيني آن لكنه شعر فجأة بشيء يقترب منه قطع عليه أفكاره.
رفع رأسه قليلًا ليجد كاي أمامه يبتسم تلك الابتسامة المريبة ويقدّم له التحية وكأنه يستهزئ.
كاي: مرحبا يا ابن عمي اقصد الجنرال لقد جئت حتى أبارك لك عودتك الكبيرة.
نظر جونكوك إليه ببرود قاتل...
جونكوك: قدومك لا يهمّني يا كاي.
لكن تذكّر جيدآ قدومي أنا هو الأهم بل والأخطر أيضًا انتظر فقط قليلآ وسترى ما سأفعله.
وهذا ليس تحزير ولا تهديد هذا وعد.
كل أعمالك الغير القانونية أصبحت على الطاولة والكل كان يخشاها ويتجنّب الوقوف في وجهك.
أما أنا... فسأفعلها وسترى ذلك بعينيك أعدك.
كاي: هههه أيها الجنرال ما الذي تعنيه بذلك؟..
نحن عائلة في النهاية ولا داعي لأن تتدخّل في أعمالي هذا أفضل لي... ولك.
اقترب منه جونكوك حتى اصبح وجهه قريبآ من وجه كاي ثم قال بابتسامة باردة..
جونكوك: عائلة؟... هههه لا لا تحلم وأنت مستيقظ كاي هذا الوهم سيكلفك الكثير وستعرف قريبآ.
ثم أعاد ظهره إلى المقعد يراقب كاي بنظرة تقتلع الثقة من قلب أقوى الرجال.
أما كاي فابتسم بخفّة وهو يخفي وراء تلك الابتسامة توترآ لم يعتاده من قبل.
يا ترى...
ماذا سيفعل جونكوك مع كاي حين تنكشف كل الأوراق والاعمال القذرة؟...
وهل ستجرؤ آن على كشف الحقيقة لجونكوك؟...
أم أن القدر يخبئ لهما مفاجآت أشد قسوة...
كره وانتقام اوربما حبآ أعظم يولد من بين كل هذا الألم؟

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد