رواية عودة الجنرال
الفصل الحادي عشر11
بقلم stoo stoo
في قلب القصر المظلم...
جلس كاي في غرفته يتأمل السقف بعينين مثقلتين بالقلق ترددت في ذهنه كلمات جونكوك الأخيرة تلك التي هزت كيانه
*هل تظن أن أفعالك ستظل مخفية إلى الأبد؟..
كاي: هل يعقل أن كل تلك الأسرار التي ادفنها طوال هذه السنين ستنكشف بهذه السهولة؟..
لكنه نهض فجأة وتوجه إلى غرفة آن.
كانت آن مستلقية على سريرها وعندما سمعت خطواته أغلقت عينيها وتظاهرت بالنوم.
دخل كاي بهدوء جلس بجانبها ومد يده يمسح على شعرها بنعومة غريبة عنه.
كاي: عصفورتي أعلم أنني تزوجتك رغمآ عنك.
وأعلم أيضاً أن قلبك لا يحمل لي سوى الكره لكني أحبك حقآ ولن أستسلم حتى يأتي يوم تحبينني فيه أنتي أيضًا.
حدق بها للحظات ثم قال بنبرة حادة لقد عاد جونكوك ولكن أقسم أنني لن أسمح له بأن يسلبني شيئآ.
ثم غادر الغرفة بصمت ثقيل.
نهضت آن من سريرها بمجرد أن أغلق الباب.
جلست على طرف الفراش محطمة تماماً تكاد دموعها تختنق في صدرها لكنهاهمست لنفسها بمرارة قائله: أنت مخطئ كاي لن أحبك أبداً قلبي مات في اللحظة التي أجبرتني فيها على الزواج منك.
قتلت كل شيء جميل داخلي حرمتني من الشخص الذي أحببته أكثر من أي شيء...
والآن تريد أن تفرض عليّ حبك؟..
لا يا كاي انت لم ترى شيئآ بعد.
لا يهمني ما سيفعله جونكوك معك هذي معركتي أنا الآن.
مــــــــــــــــــــــرت الأيام...
كانت آن تقضي لياليها وهي ترسم خيوط خطتها في رأسها تفكر في طريقة تحررها
من قيود كاي إلى الأبد.
حتى اتتها فكره جهنميه ارتسمت على شفتيها ابتسامة باردة..
آن: كاي لقد قلت لك هذي اللعبة لعبتك ولكن صدقني أنا من سينهيها.
وهاا قد اتى اليوم الذي نفذت فيه خطتها..
زينت آن غرفتها بلمسات مخادعه ..
شموع متناثرة طاولة عشاء أنيقة وأصناف من الطعام والمشروبات الفاخرة.
اخذت كأس فارغ وصبت فيه شراب ممزوج بجرعة من الأعشاب التي أعدتها لكاي خصيصآ أعشاب كفيلة بأن تجعل وحش مثله يسقط في فخها.
نظرت إلى الكأس وابتسمت بمكر شيطاني
آن: كاي اليوم سأُنهي كل شيء.
ثم توجهت إلى غرفة كاي...
دفعت الباب بهدوء ودخلت لتجده يقف على النافذة يتحدث عبر الهاتف بنبرة متوترة..
كاي: اسمعني جيدآعليك تنفيذ تلك العملية بحذر لا اريد اي اخطاء أشعر أن هناك من يراقبنا سأتصل بك لاحقآ.
استدار فجأة ليصطدم بنظرات آن الهادئة.
تجمد للحظة وسأل بحدّة..
كاي: ما الذي تفعلينه هنا؟... ومنذ متى وأنتي هنا؟..
رفعت آن حاجبها ببرود..
آن: أتيت للتو وهل عليّ أن أطلب إذنك حتى أدخل غرفتك؟... بينما أنت تدخل غرفتي متى شئت وكأنها ملكك.
شعر كاي بالحرج فتراجع وقال بصوته العميق الذي يحمل شيئآ من الندم..
كاي: حسنآ أعتذر يا عصفورتي.
آن: على كل حال حضرت العشاء في غرفتي... لا أستطيع تناوله وحدي.
إن كنت ترغب بمشاركتي فتفضل.
ابتسم كاي وكأنه وجد أمل جديد..
كاي: حسنآ لنذهب.
ثم توجهاالي الغرفه
دخل كاي غرفتها وما إن وقعت عيناه على الطاولة المزينة بالشموع والورود حتى اتسعت ابتسامته..
كاي: يا لها من بداية أخيراً ها هي تستسلم لحبه.
لكنه لم يعلم أن هذه الليلة هي آخر ليلى له معها في قصره وفي حياته.
جلسا على الطاولة وبدؤ تناول الاكل...
كان كاي يتحدث كثيراً يحاول إقناعها بأنهما يمكن أن يبدآ صفحة جديدة.
أما آن كانت ترد عليه بكلمة صغيرة أو ابتسامة فارغة وكل تفكيرها في خطتها.
وبعد فترة قصيرة بدأ كاي يشعر بدوخة شديدة رفع يده إلى رأسه وحاول أن يقاوم لكن جسده كان يخونه.
نظرت آن إليه بهدوء..
آن: ما بك هل انت بخير؟...
كاي:اجل يبدو انني اثقلت في الشرب..
آن: ااه حسنآ ثم نهضت واخذت اوراق الطلاق
وقربت منه جعلته يوقعها وهو شبه غائب عن الوعي.
ثم ساعدته واخذته الي غرفته حتى وصل إلى سريره وألقته وقفت تنظر إليه بوجه متعب لكنه مرتاح وقالت بصوت خافت..
آن: انتهى كل شيء الآن كاي..
ثم اخذت ورقه وقلم كتبت رسالة قصيرة بخط يدها ووضعتها قربه
مضمونها.....
... كاي عندما تستيقظ لن تجدني.
لقد حررت نفسي من سجنك لم أعد زوجتك بعد الان وليس لك الحق بملاحقتي بعد اليوم.
وإن كنت تنوي إعلان الحرب واجهني أنا.
ولا تقترب من والدي لأني وقتها لن أتردد في قتلك وهذي أوراق الطلاق أمامك بيدك أنت وقعتها.
اللعبه التي بدائتها انت انهيتها انا كما وعدتك.
تركت له الرساله بجانبه وخرجت من القصر...
على وجهها ابتسامة انتصار صافية.
وأخيرآ أصبحت حرة.
بعد مغادرتها القصر توجهت آن مباشرة إلى منزل والدها.
كانت خطواتها خفيفة تشبه خطوات طفلة تحررت من خوف طويل وعلى وجهها ابتسامة ناعمه.
وعند وصولها نظر والدها لينغ إليها باستغراب.
لينغ: أشعر أنكي سعيدة اليوم على غير عادتك ما الذي يحدث معكي؟..
ابتسمت آن جلست بقربه وأمسكت بيده ثم ثردت له كل شيء فعلته مع كاي.
أخرجت أوراق الطلاق وأعطته النسخة التي احتفظت بها من باب الاحتياط.
تفاجأ والدها في البداية لكنه شعر بفخر كبير.
شدّ على يدها وقال وهو يبتسم بصدق.
لينغ: أنا سعيد جداً لأنك أخيراً تخلصتي من ذلك الرجل.
أنتي قوية آن أكثر مما كنت أظن.
وفي صباح اليوم التالي في قصر كاي..
استيقظ وهو يئن من ألم رأسه رفع يده يمسك جبينه..
كاي: آه رأسي سينفجر.
وفجأة لمح بعض الأوراق الموضوعة بجانب السرير. أمسك بها مستغرب ثم لمح رسالة بخط آن..
قرأها بعينين تتسعان تدريجيآ مع كل كلمة.
أخذ أوراق الطلاق يقلبها بيد مرتجفة حتى لمح توقيعه عليها حدق فيها للحظات وكأن كل دمه تجمد في عروقه.
ثم نهض من السرير بعنف وصرخ صرخة قويه..
كاي: لاااااا... كيف فعلتي هذا بي؟.. لقد خدعتني وأنا من ظننتُ أنك بدأتى تتغيرين يا لغبائي كيف فكرتُ للحظة أنكي ستسامحيني أو تحبيني يومآ.
جلس على الأرض رأسه بين يديه ثم رفع رأسه يضحك ضحكة هستيرية مكسورة تشبه بكاء مكتوم وكان يردد كلماته
ياله حمقاتي... ياله حمقاتي..

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد