رواية عودة الجنرال
الفصل التاسع9
بقلم stoo stoo
مرّ أسبوع على عودة الجنرال جيون جونكوك إلى مدينته أسبوع فقط كان كافيآ ليعيد ترتيب صفوفه داخليآ وخارجيآ.
تحرك في صمت كعادته لا أحد يعلم ما الذي يدور في رأسه لكن عينيه كانتا تخبران كل من يتجرأ على النظر إليهما بأنه رجل يحمل نارآ لا تُطفئ
في قصر كاي...
كانت آن تمضي أيامها بثبات غريب.
اصبحت أكثر هدوءآ وعنادآ لكنها تحمل في عينيها نظرات زجاجية موحشة، وكأنها فقدت شيءً لا يمكن استعادته.
حتى جاء ذلك المساء...
وصل خبر إلى كاي بأن الجنرال جيون جونكوك لقد عاد.
دعا كبار رجال المدينة لحفل استقبال صغير في قصره الجديد.
ابتسم كاي بسخرية..
كاي: عاد أخيراً ذلك الجرو... وأصبح جنرال الآن؟...
حسنآ ساذهب لهذا الاحتفال ولكن لن اذهب وحدي.
ابتسم كاي ابتسامة واسعة غريبة قبل أن يتجه إلى غرفة آن طرق الباب بخفة ثم دخله دون انتظار إذنها كعادته كأنه يدخل إلى غرفة خالية من الروح.
وجدها جالسة قرب نافذتها تحدق عن بعيد بشرود لم يرق له.
كاي: احم عصفورتي جهزي نفسكِ الليلة ستذهبين معي إلى حفل ترحيب يقيمه صديق قديم لي.
رفعت آن نظرها إليه ببرود تام..
آن: وما دخلي أنا بأصدقائك؟... لا شأن لي بحفلاتك ولا صداقاتك... اذهب وحدك.
ثم تنهدت وأدارت وجهها للنافذة مرة أخرى.
آن: سأذهب لزيارة والدي لقد مضى وقت طويل منذ أن غادر القصر ولم أره بعد.
غضبه كاي للحظة لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وتلك الابتسامة الساخرة التي تثير غضبها أكثر من أي تهديد اقترب حتى اصبح أمامها تماماً قائلآ: ستذهبين معي دون جدال.
نظرت اليه آن وعيناها اشتعلتا بدموع لم تكن دموع ضعف بل دموع روح ترفض أن تُسحق ثم انفجرت..
آن: ياااا ما الذي تريده مني انت؟...
لقد أجبرتني على الزواج بك هددتني بأبي وسلبت مني حياتي بأكملها والآن تريد أن أصبح دمية تحضر حفلاتك وتبتسم لك أمام الناس؟..
رفعت يدها إلى صدرها تضغط بقوة كأنها تحاول منع قلبها من الانفجار وقالت بصرخة مخنوقة: لا... لن يحدث هذا أبداً.
إذا كنت حقآ تبحث عن راحة لي ولك فاقتُلني الآن.
هياا افعلها ضع حداً لهذا الجحيم اقتلني وحررني منك إلى الأبد لقد سئمت من هذا حقآ..
حدق فيها كاي بدهشة عميقة بل صُدم من الكلمات التي خرجت من فمها بثبات يزلزل الجبال.
نظر إلى عينيها فوجد فيهما نارآ لو اقترب منها لاحترق.
كاي: حسنآ... اذهبي لزيارة والدكِ إن أردتِ ولكن
عودي في الوقت المحدد.
تعلمين جيدآ ما الذي أستطيع فعله لا تختبري صبري فأنتي لا تعلمين إذا اخرجت الوحش الذي بداخلي إلى أي مدى أستطيع أن أذهب.
ثم استدار وخرج من الغرفة..
جلست آن على الأرض فجأة كأن ساقيها خانتاها ودفنت وجهها بين يديها تبكي في صمت حارق.
كانت دموععها ثقيلة... تنزف معها بقايا حلم بحياة هادئة لم يكن لها نصيب فيها.
بعد مرور ساعة....
ارتدت آن ثيابها وسرحت شعرها بتلك الطريقة البسيطة التي يحبها والدها.
وقفت أمام مرآتها تحدق في وجهها الشاحب تتساءل في سرها إن كان والدها سيلاحظ كل ما انطفأ فيها.
دخل كاي فجأة دون استئذان نظر إليها لثواني
كاي: سأرافقكِ الي منزل والدك.
أجابته آن دون أن تلتفت إليه حتى قائله: لا سأذهب وحدي أحتاج أن أتنفس قليلآ بعيدآ عن كل شيء يحدث حولي.
رفع كاي حاجبيه ببرود ثم أشار بيده مستسلمآ كما تشائين... لكن لا تتأخري.
خرجت آن من القصر وهي تسير بخطوات أسرع مما اعتادت كأنها تهرب.
وقبل أن تذهب مباشرة إلى منزل والدها اختارت أن تمر بالسوق.
اشترت بعض الفاكهة والعطور والشراب الذي يفضله والدها..
لكن حين سارت في الطريق الضيق الذي يقود إلى منزل والدها توقفت فجأة.
انقبض قليها فجاة وكانها شعرت بشيء فقدته منذ زمن ولكنه عاده الان.
ارتفعت أصوات الطبول والمزامير وصيحات الجنود والمواطنين.
رأت الأطفال يلوحون بأعلام صغيرة والنساء ينثرن الزهور في الهواء.
ثم سمعت بوضوح صيحة أحدهم قائلآ: عاش الجنرال جيون جونكوك! عاش
اتسعت عيناها و قلبها بداء ينبض بجنون.
كأن دماءها تجمدت في عروقها للحظة.
استدارت ببطء نحو الجهة التي تعلو منها الاصوات والتصفيق...
وهناك... وسط موكب مهيب كانت عربة سوداء مذهبة يجرّها أربعة خيول سوداء ضخمة تسير بثبات وعلى متنها يجلس جونكوك.
جلس داخل العربة التي كانت نصفها مفتوح مستند إلى المقاعد المخملية الفاخرة مرتديآ بدلته العسكرية الثقيلة.
وكان يلوح بيده للناس بهدوء وقوة وعيناه
تتفحصان الطريق بجمود.
ثم فجأة... وقعت عيناه على آن.
اتسعت نظرته توقفت يده في الهواء وكأنه نسي ما كان يفعله.
بينما آن فشحب وجهها تماماً سقطت الكيس الذي تحمله من شدة الصدمة وارتعشت شفتاها دون أن تنبس بكلمة.
حدق فيها جونكوك لحظات وكأنه يراها ويعيد في لحظة واحدة كل السنوات التي ضاعت بينهما وكل الأوجاع التي حفرت في قلبه .
للحظة شعر العالم كله يتوقف.
لم يعد هناك جنود ولا عربات ولا تصفيق...
كانت هناك فقط نظرة طويلة حبست الهواء في صدر آن وملأت قلب جونكوك بصوت طرقاته المتسارعة.
لكن سرعان ما قطع المشهد صوت أحد معاونيه ينحني قربه قائلاً: سيدي الجنرال الطريق جيد يمكننا المتابعة.
أدار جونكوك وجهه للأمام وتلاشت من عينيه تلك النظرة الحنونة، ليعود ذلك الجنرال البارد الذي يخشاه الجميع.
طرقت العربة مرة أخرى على الأرض وتابعت سيرها لكنه قبل أن تبتعد، التفت جونكوك قليلًا وألقى على آن نظرة أخيرة نظرة تحمل غضب دفين وألم لم يمت.
ظلت آن في مكانها عاجزة عن قول شيء يداها ترتعشان وعيناها تزرفان دموع ساخنة.
همست لنفسها بصوت متقطع قائله: جونكوك لقد عدت اخيرآ ولكن لماذا الآن؟... جونكوك.
لماذا عدت الآن فقط؟...
يا ترى كيف سيكون اللقاء بينهم؟...
وهل عادة جونكوك لينتقم منها بسسب ما فعلته ام له راى اخر؟...
ولكن الاهم كيف سيكون مصير هؤلاء الثلاثه..
كاي، الرجل الخطير الذي يلقب بالفهد الاسود من شدة قوته وسيطرته..
جونكوك، الجنرال القوي الذي يهبه الجميع وايضآ يحترمون مكانته وهو بالنسبة لهم المنقذ..
واخيرآ آن، كيف سيكون حالها بين كل هذا
رجل تحبه عاده بعد سنوات..
ورجل اخر سلب منها حياتهاولكن دون ان تخضع له

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد