رواية عودة الجنرال
الفصل الثاني2
بقلم stoo stoo
لكن أفكارها سرعان ما تبعثرت حين سمعت طرقات خفيفة على الباب انتفض قلبها خوفآ ونهضت ببطء، تقترب من الباب بحذر حتى فتحته ما إن وقع بصرها على والدها لينغ حتى قفصت بين ذراعيه تعانقه بحرارة.
آن: أبي...
لينغ: ابنتي... لقد اشتقت إليكي كثيرآ
جلس والدها على الاريكه لكن وجهه كان شاحب قليلاً، يبدو عليه الإرهاق لاحظت آن ذلك و ركضت إلى غرفتها الصغيرة، فتحت صندوق خشبي تحت سريرها وأخرجت منه قنينة صغيرة محكمة الإغلاق دواء من صنع يديها تعلمته من جدتها التي أورثتها سر الأعشاب وشفائها.
عادت إليه وقدمت له بضع قطرات في كوب ماء دافئ. ابتسم لها واحتسى الدواء بهدوء.
وفجأة سحبتها ذاكرتها إلى ذلك اليوم البعيد...
حين رأت كاي أول مرة منهك ومتعب حتى كاد ينهار أمامها ترددت قليلآ لكنها أخرجت علبة صغيرة مماثلة من حقيبتها وقدمت له بعض من دوائها يومها، نظر إليها نظرة طويلة غريبة... أعجبته. ومنذ ذلك اليوم بدأت خيوط غريبة تربطها به دون أن تدري.
ملاحظه: آن تعلمت علاج الاعشاب من جدتها واصبحت محترفه وتعالج الكثير من الامراض.
قطعت شرودها والدها وضع يده على كتفها..
آن: أبي أريد الخروج قليلآ لا تقلق لن أتأخر عليك الارتياح قليلآ الآن سأعود قريبآ..
خرجت آن إلى السوق تحمل في ذهنها قائمة بسيطة من الاحتياجات، لكنها في الحقيقة كانت تهرب من أفكارها من شبح نظرات كاي الذي لا يفارقها اشترت ما تحتاجه ثم جلست تحت شجرة كبيرة عند أطراف الطريق تريح جسدها المنهك وقلبها المزدحم بالقلق.
رن هاتفها فجأة فاهتز قلبها حين ظهر اسم جونكوك على الشاشة.
جونكوك: حبيبتي آن...
آن: بصوت خافت متعب مرحبا...
جونكوك: لماذا صوتك هكذا؟.. هل أنتي مريضة؟..
آن: لا... لا أنا بخير.
لكنه لم يقتنع بذلك..
جونكوك: أين أنتي الآن؟..
آن: في طريقي إلى المنزل... ذهبت للسوق لأشتري بعض الأشياء.
جونكوك: حسنآ أريد رؤيتك.
ابتسمت آن رغم كل شيء كأن قلبها وجد ملاذه أخيرآ
آن: وأنا أيضآ..
بعد دقائق، أتى جونكوك بسيارته، نزل يبحث عنها حتى وجدها جالسة تحت تلك الشجرة. لمح في وجهها شيئً ما يقليقها ونظرة تحمل سرًا لا يُقال.
نهضت آن من مكانها ما إن رأته، وارتمت في أحضانه وكأنها تتعلق به لتنقذ نفسها من غرق وشيك.
كانت تريد أن تخبره بكل ما يقلقها عن كاي وعن خوفها وعن نظرات والدها المرهقة لكن لسانها انعقد واختارت الصمت.
مرر جونكوك يده على رأسها بحنان.
جونكوك: ما بها ملاكي الجميل؟...
آن: انا بخير... اشتقت إليك فقط.
جلسا معآ تحت ظل الشجرة تحدثا عن أشياء بسيطة وضحكا على أمور تافهة بينما كانت آن تنظر إليه طويلًا... ترسم في خيالها مستقبلاً هادئاً معه بعيدآ
عن كل الشرور.
آن: حسنآ... سأعود إلى المنزل الآن.
جونكوك: هيا اصعدي سأتأكد أن تصلي بأمان.
أوصلها جونكوك حتى باب المنزل وظل يراقبها تدخل ثم غادر وهو يشعر بشي ما في قلبها تخفيه عنه.
بينما كان جونكوك يقود سيارته عائداً إلى منزله شاردآ قليلاً وهو يستعيد ملامح آن الحزينة التي حاولت إخفاءها عنه، قطعت سيارة سوداء الطريق أمامه فجأة وأجبرته على التوقف.
ضغط على المقود بقوة حتى صرخت عجلات سيارته ثم رفع عينيه بحدة ليرى من هذا الأحمق الذي تجرأ على ذلك.
بينما الباب الأمامي لتلك السيارة فُتح ببطء، ونزل منه كاي مبتسماً تلك الابتسامة التي تحمل من الوقاحة أكثر مما تحمل من ود.
جونكوك ضرب بابه بقوة ونزل من سيارته، خطواته ثابتة ملامحه متجهمة وعيناه تقدح شررآ
جونكوك بصوت بارد: أنت؟... مابك؟ لماذا تعترض طريقي؟..
فتح كاي ذراعيه كأنه يرحب به..
كاي: ااه... أخي جونكوك...
جونكوك: لست أخاك... ولا تتلفظ بتلك الكلمة مرة أخرى في الحقيقة، لقد تغيرت كثيراً كاي حتى لا يشرفني أن يكون لي أخ مثلك.
أنت مجرد حثالة... تدنس الأرض.
اختفت ابتسامة كاي ثم ردف قائلآ: لست هنا لأجادلك اتيت فقط لأحذرك... تلك الفتاة التي تتمشى معها ،، آن هي تخصني فابتعد عنها وإلا سترى ما لا يعجبك.
جونكوك: ههههه... ماذا؟ من تظن نفسك كاي؟..
وهل تعتقد أن تهديداتك الرخيصة هذه قادرة على أن تخيفني؟..
ومنذ متى كانت هي تخصك؟...
كاي: ياااااا تحدث معي باحترام..
اقترب منه جونكوك خطوة، حدق في عينيه مباشرة ثم همس بقسوة مقصودة..
جونكوك: ااه... لا تنبح مثل الكلاب كاي هذا الصوت يزعجني حقًا.
ثم التفت وعاد إلى سيارته بكل هدوء، تاركًا كاي يغلي غيظآ خلفه كأنه لم يكن أكثر من هواء فاسد مرّ بجانبه.
ابتسم كاي فجأة، ابتسامة البارد حتى بدت كأنها قناع شيطاني.
كاي: جونكوك... سترى تماماً ما سأفعله.
قريبآ ستكتشف وجهي الحقيقي — الوجه الذي لا يعرف رحمة ولا كبح وسوف أنسى تماماً أنك ابن عمي لنتقاتل ... رجل لرجل.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد