رواية عودة الجنرال
الفصل الثامن8
بقلم stoo stoo
أدركت آن أنها أصبحت زوجة كاي لكنها كانت ترى هذا الزواج مجرد حبر على ورق أو كأنه لم يوجد أصلًا ولم تسمح لقلبها بأن يعترف به.
كانت تعرف أيضاً أن الخروج من جحيم كاي لن يكون سهلً لكنها لم تيأس يوماً ظلت تقاومه بثبات وصبر تزرع في عينيها تلك القوة التي كانت تظهرها في كل مرة يحاول الاقتراب منها.
مرّت الأيام والشهور، حتى انقضت سنة كاملة على زواجهما.
سنة كاملة لم يستطع كاي خلالها أن يلمس حتى شعرة من رأسها.
كانت تهدده دائمًا بقتل نفسها دون أن يرف لها جفن مؤكدة أن حياتها لا تعني لها الكثير.
وهكذا بدأ كاي يخاف من جنونها الذي ظهر فجأة وكان يخشى أن يخسرها بما يفعله فاختار أن يبتعد ينتظر اليوم الذي تخضع له فيه من تلقاء نفسها.
لكن في إحدى الليالي حين اثقل كاي في الشرب حتى انه لم يعد يرى الأمور بوضوح.
خرجه من غرفته متجه الي غرفه آن..
تمايل حتى وصل إلى باب غرفتها واندفع نحوها يتصرف بطرق غير لائقة يهتف بكلمات لا معنى لها.
آن: ما الذي تفعله كاي؟..
أنت ثمل أخرج من غرفتي حالآ..
كاي: ولماذا أخرج؟..
أنا زوجكِ هل نسيتي ذلك؟..
ثم اقتربه منها يحاول معانقتها...
عندها لم تتردد آن لحظة دفعت بقوة بعيدآ عنها حتى تراجع سقط على الارض وقامت بضربه وغرفت غضبها المكبوت منذ زمن...
ثم قبضت من ذراعه وسحبته بعنف إلى غرفته طرحت جسده الثقيل على سريره وقفت تنظر إليه بنظرة ساخرة .
آن: أتمنى أنك فهمت الآن أنني لن أحبك حتى لو فقدتُ كل ذكرى عشتها في هذه الحياة وظهرتَ أنت أمامي من جديد، قلبي لن ينبض لك ولو لثانية واحدة.
ثم استدارت وغادرت الغرفة تاركة خلفها كاي غارق في ثمالته وذهول.
في صباح اليوم التالي استيقظ كاي من نومه
مدّ يده إلى رأسه يضغط عليه قائلآ بتعب: لماذا رأسي يؤلمني هكذا؟..
حاول النهوض من السرير لكن ما إن وقف حتى شعر بألم يعتصر جسده بالكامل أشبه بطعنات متفرقة.
كاي: آآخ... ما الذي يحدث لي؟.. أشعر وكأن أحدهم ضربني بعصا طوال الليل..
تحسس ظهره ثم ساقيه وهو يئن..
كاي: لااا ظهري ساقي... هل أنا مريض؟...
أم أن هناك أمراً ما يحدث لي؟...
بعد لحظات بدأت ذكريات الليلة الماضية تتسلل إليه ببطء. تذكّر كيف اقتحم غرفة آن وهو ثمل وكيف دفعته آن بعيدا حتى سقط.
كاي: كيف لها ان تدفعني هكذا ثم توجه إلى غرفتها دفع الباب ودخل ليجدها جالسة تقرأ بهدوء.
رفعت نظرها إليه ببرود لم يعتد عليه منها.
كاي: ما الذي فعلتيه بي بالأمس؟..
أشعر أن جسدي كله ليس كما كان.
آن: ولما تسألني أنا؟..
اسأل نفسك ما الذي فعلته لتستحق ما حدث؟..
كاي: ماذا؟.. هل فعلتي بي هذا لأنني كنت ثمل؟.. انتهزتي الفرصة لتعاقبيني؟..
آن: أجل لكن تذكر جيدآ، حتى لو لم تكن ثمل لا تحاول العبث معي أبداً سأجعلك تفقد أجزاء من جسدك لو كررت فعلتك.
لا تظن أنني سهلة المنال تصرفك بالأمس حرر شيئ بداخلي شيء كنت أجهله عن نفسي.
أنت سلبت براءتي وأخرجت الوحش الذي في داخلي لذا لا تختبرني مجددآ والآن أخرج من هنا.
تراجع كاي خطوة إلى الوراء يحدق فيها بعينين متسعتين من الصدمة لم تعد تلك الفتاة التي تنفذ أوامره دون نقاش بل اصبحت الآن تأمره وتبث الرعب في قلبه لأول مرة.
ولكن سرعان ما تبدلت ملامح كاي فجأة انحنى نحوها قائلآ: انتي زوجتي ولن يقف أحد بيني وبينك حتى أنتي لن تستطيعي فعل شيء.
آن: لا تحلم بزواج ليس موجود بالاصل..
كاي: سنرة ذلك ساجعلكي تدركين ما افعله ولن يوقفني احد وخرج من الغرفة يعرج..
ثم ابتسم بسخرية قائلآ: يا لها من عصفورة صغيرة... من كان يظن أن في ذلك الجسد النحيل يحمل كل هذه القوة؟..
كاي: اشعر وكانني حشرة تم سحقها من قبل فيل ثم تمتم بنبرة باردة تشي بانتقام وشيك لكنها ستدفع الثمن أعدها بذلك.
مرّت أيام وكاي لا يفكر إلا بكيفية الاقتراب من آن وفي تلك الليلة تسلل إلى غرفتها وهي نائمة جلس قربها يلامس خصلات شعرها برفق.
فتحت عينيها بذهول..
آن: أنت مجددآ
كاي:أجل اتيت لأرى زوجتي ثم انحنى يقبلها دون مقدمات.
دفعتْه آن قائله: بغضب اخرج أيها الأحمق لن أسمح لك..
نهض كاي وهو يعدل سترته مبتسماً ببرود..
كاي: سأكتفي بذلك الليلة ولكن في المرة القادمة سيكون الأمر أعمق بكثير آن.
أخبرتك بذلك لن يوقفني أحد ثم غادر تارك قلبها يرتجف.
في جهة أخرى داخل معسكر الجيش كانت الأعلام ترفرف بفخر معلنة حدث رجل تم تسريحه..
جونكوك الذي عاد محملًا بالأوسمة ليُصبح رسميآ الجنرال جيون جونكوك يحيط به جيش كامل يحميه من أي خطر قد يقترب منه.
خطا بخطوات ثابتة وعيناه تلمعان بعزيمة، كأنه يتهيأ لمعركة جديدة لكن هذه المرة خارج ساحات الحرب.
قرر أخيراً العودة إلى مدينته لكنه لم يعد ذلك الشخص الضعيف الذي غادرها يومآ ما.
عاد گجنرال يحمل في قلبه هدفآ واحد فقط... وهو الانتقام.
يا ترى....
كيف سيكون اللقاء بين جونكوك و آن بعد مرور كل هذه السنوات؟...
هل سيقف أمامها ببرود الجنرال الذي اصبح عليه ويفرغ غضبه وانتقامه عليها لأنها اختارت كاي وسببت له الم لم يشفى منه بعد؟..
أم سيكتشف الحقيقة المرة أنها لم تكن سوى أسيرة في قفص كاي تصارع العذاب وحدها؟

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد