رواية عودة الجنرال
الفصل السابع7
بقلم stoo stoo
في هدوء الليل الذي بدا وكأنه يخفي شيئآ يتربص بين جدران القصر كان الصمت يهمس بحقيقة مريبة تماماً مثل صدر مريض يكتم سعاله خشية انكشاف دائه.
ذلك الهدوء الثقيل الذي يُشبه وقوف صيّاد خلف شجرة يراقب فريسته قبل أن يهجم.
كانت آن مستلقية في غرفتها عيناها تراقبان زجاجة الخليط التي أعدتها بعناية تفكر في خطتها التي ستغير مجرى حياتها وحياة كاي إلى الأبد.
ولكن هل ستنجح آن في تنفيذ هذه الخطة؟...
في مكان آخر من القصر كان كاي يُعِد كل شيء بهدوء وسرية تامة استعدادآ ليوم زفاف غير مُعلِن
عن خطته كان يرغب في مفاجأة آن بأجمل اللحظات.
ضحكات خافتة تعلو الأجواء كل منهما يخطط لتغير مصير الآخر.
آن التي تسعى للتحرر من قبضة كاي
بينما كاي يصر على تقييدها وإخضاعها لسلطته.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت آن على ضجيج غير مألوف يملأ أرجاء القصر غير مدركة أن هذا اليوم هو يوم زفافها.
نظرت حولها بقلق قائلة: ما هذا الضجيج؟ مالذي يجري؟...
بعد لحظات دخل فريق التجميل والترتيب وقالت إحدى الفتيات: السيد كاي طلب منا تجهيزك لحفل الزفاف.
اندهشت آن وتملّكها الذهول قائله: زفاف؟..
و لكن...
وهنادخل كاي بثقة وثبات ونظر إليها بنظرة صارمة كاي: اجل عصفورتي اليوم هو يوم زفافنا.
كانت هذه مفاجأتي لكي هيا استعدي.
آن: لا أشعر بتعب قليل لا أريد إقامة الحفل الآن.
أشار كاي للفتيات بالخروج ثم اقترب منها بحزم..
كاي: هذا الزواج لن يُؤجل تذكري جيدآ لن تري والدك مجددآ حتى لو سالت دموعك دماً لن أسمح لك برؤيته سأفعل ما أريد فلا تختبري صبري.
وقفت آن متجمدة في مكانها دقات قلبها تتسارع بسرعة لا تصدق والدموع تملأ عينيها رغم محاولتها اليائسة لكبحها.
شعرت بوخزة ألم عميق في صدرها ليس فقط من كلماته بل من القسوة التي تشعر بها في صوته ونبرته.
هزت آن رأسها ببطء محاولة أن تجمع شتات نفسها لكن صوتها خرج هامسآ قائله: كيف يمكنك قوله
ذلك؟... كيف تجرؤ على حرماني من رؤية أبي؟...
نظرت إليه بنظر تملؤها مزيج من الخوف والغضب لكن في أعماقها كان هناك شعور متضارب بين اليأس والرغبة في المقاومة
استسلمت آن وقررت أن تضحي بنفسها لأجل والدها. لم يعد أمامها خيار آخر سوى القبول بالزواج من كاي حتى تحمي والدها من شره.
مرت ساعات طويلة وثقيلة وهي في غرفتها حتى جاء الخدم ليجهزوها.
خرجت بعدها ترتدي فستان زفاف بدا لها كأنه لعنة حلت عليها لا فرحة ولا سعادة فيه فقط وجع وخوف.
خطت ببطء في ممرات القصر رأسها منخفض وقلبها مثقل حتى وصلت إلى القاعة الكبيرة وكان يقف والدها محاط بالحراس أحضروه ليشهد زفاف ابنته.
ما إن رآها والدها لينغ حتى اتسعت عيناه وصدمه المشهد لم يتوقع أن يرى ابنته بفستان زفافها بهذا الشكل المفاجئ.
رفعت آن رأسها قليلًا ونظرت إليه نظرة طويلة ثم أومأت له برأسها إشارة خفية فهم منها كل شيء… فهم أنها مرغمة وأنه لا مهرب لها من كاي.
تمّت مراسم الزواج وسط حزن عميق يملأ قلب آن ووجع يعتصر والدها الذي لم يكن بيده حيلة لإنقاذها. كانت نظراته تلاحقها طوال الوقت عاجزاً عن فعل شيء سوى مشاركة آلمها بصمت.
انتهت المراسم ثم انسحبت آن إلى غرفتها وكانت خطواتها تظهر يأسها.
لكن كاي تبعها إلى هناك وقف عند الباب ونظر إليها بنظرة يملؤها التملك قائلآ ببرود: لقد أصبحتي زوجتي الآن ومن هذه اللحظة ستنامين في غرفتي.
آن: لن أخرج من هذه الغرفة وهذا الزواج بالنسبة لي جحيم أعيش فيه لا أكثر.
لن تكسب منه شيئ كاي فأنا أكره وجودك ولا أطيق حتى رؤيتك أمامي..
كاي: هذا لا يهم عصفورتي كٌرهك لي لن يغير شيء. شئتي أم أبيتي لقد أصبحتي زوجتي.
آن: لقد تزوجتني بالقوة لذا لا تتوقع مني أي شيء لن أبادلك حتى ذرة حب.
ابتسم كاي بخفة ثم اقترب منها أكثر حتى استطاع أن يسمع أنفاسها المتوترة..
كاي: لا اريد ان استعمل معكي القوة أريدك أن تأتي لي بإرادتك أريد أن نبني حبآ بيننا دون عقبات.
صرخت آن بمرارة وهي تمسح دموعها قائله: هذا لن يحدث لن أحبك مهماحدث.
الشخص الوحيد الذي يستحق حبي هو جونكوك... وحده فلا تحاول معي.
عند سماع اسم جونكوك تحول وجه كاي إلى الغضب.
كاي: اصمتي لا تذكري اسمه أمامي مجددآ.
جونكوك.. جونكوك..
اسمعيني جيدآ سأكسر ذلك الغرور أعدك.
ثم خرجه غاضبآ تركها واقفة محطمّة وتوجه إلى غرفته.
جلست آن بعدها تضع يديها على وجهها وانفجرت بالبكاء... تبكي على حالها وعلى قلبها المسلوب وعلى حب اصبح محرّمآ عليها.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد