القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عودة الجنرال الفصل السادس عشر16بقلم stoo

رواية عودة الجنرال
الفصل السادس عشر16
بقلم stoo stoo
ظلّ جونكوك يحتضن آن طويلاً حتى شعرت وكأن ثقل سنين الألم سقط فجأة عن صدرها لم يكن يريد أن يتركها ولو للحظة وكأن العالم كله اختصره في هذا العناق.
أبعد وجهه قليلآ ليمسح دموعها التي ما زالت تنهمر رغم ابتسامتها الصغيرة.
جونكوك: اتعلمين شيء كنت اقود جنودي الي المعارك اقاتل واصرخ حتى اتخلص من الم قلبي لقد كان الالم يقتلني كل يوم حاولت نسيانك لم استطيع كنت اعيش ولكني ميت بالفعل.
شعرت آن بالحزن العميق كانت تعلم جيدآ أن كلماتها جرحته أكثر مما توقعت فاقتربت منه وعانقته بلطف وربتت على ظهره برقة كأنها تطمئن قلبه الجريح.
آن: حسنآ سأذهب إلى المنزل حتى لا يقلق والدي علي.
جونكوك: حسنآ هيا لأوصلكِ بنفسي..
في طريق العودة جلست آن في السيارة بصمت غريب لم يكن صمت بارد بل صمت يشبه العاصفة... حين لا تدري هل عليك أن تبكي أم تضحك فقط لأنك نجوت..
وصلا إلى المنزل نزلت آن من السيارة وفي اللحظة نفسها فتح والدها الباب بعدما سمع صوت المحرك يتوقف ليجد أمامه الجنرال جونكوك بنفسه.
لينغ: مرحبا بك حضرت الجنرال...
ابتسم جونكوك ونزل من السيارة قائلًا: مرحبا عمي.. أرجوك نادِني جونكوك فقط.
لينغ: حسنآ هذا شرف لي ابني جونكوك.
جونكوك: ساذهب اذآ ودعآ..
لينغ: لا ابني تفضل لتتناول الفطور معنا.
جونكوك: أشكرك عمي ولكن ربما في مرة أخرى...
لينغ: لا ستأتي الآن وهذا قراري الأخير هههه.
ضحك جونكوك قليلآ وقال مستسلمآ حسنآ عمي كما تريد..
ثم توجها معآ إلى داخل المنزل.
كان جونكوك يراقب المكان بفضول ودهشة صامتة. صحيح أن المنزل كان ضغيرآ جداً مقارنةً بقصره لكنه شعر فيه براحة غريبة كأن جدرانه تهمس بالأمان.
وقعت عيناه على تلك الحديقة الصغيرة أمام المنزل ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.
لاحظ لينغ نظراته قائلآ: هل أعجبتك حديقتي لهذه الدرجة؟.. أراك تحدق فيها وتبتسم...
جونكوك: أجل إنها جميلة حقآ تعطي إحساسآ مميز بالهدوء لكل من ينظر إليها.
لينغ: ههه حسنآ اذهب وألقي نظرة عن قرب حتى ننهي إعداد الفطور.
جونكوك: حسنآ .
اقترب جونكوك من الحديقة بخطوات متأنية مدّ يده ليلمس الأزهار الصغيرة الملونة راقب الفراشات التي كانت تحوم بمرح بينها شعر بشيء غريب يلامس صدره... إحساس لم يعرفه منذ زمن بعيد.
أغمض عينيه للحظة قصيرة فمرت أمامه صورة آن وهي تبتسم له من قلبها فتسلل دفء خفي إلى صدره جعله يفتح عينيه مجددآ وهو يبتسم كطفل وجد لعبته المفقودة.
استدار جونكوك فجأة ليجد آن واقفة خلفه تبتسم له بخجل ودفء لم يحتمل قلبه فتقدم نحوها دون تردد وعانقها بقوة احتضنها طويلًا وكأنه يعوّض كل سنين الفراق في لحظة.
لكن سرعان ما ابتعد عنها قليلآ احتراما لوالدها حتى لا يراهما.
جونكوك: حسنآ أريد أن أرى غرفتكِ كيف تبدو.
آن: أممم وهل تظنني غير مرتبة مثلك مثلآ؟...
جونكوك: ههه دعيني أرى بنفسي إذًا.
أخذته آن إلى غرفتها الصغيرة ما إن دخل حتى تملّكه الذهول كانت غرفة بسيطة لكنها مرتبة بدفء وحنان وكأنها قطعة من قلبها.
وفجأة لفت انتباهه شيء على الجدار اقترب
بخطوات بطيئة من تلك اللوحة المعلّقة.
كانت صورة مرسومة بخط يد آن رسمت فيها جونكوك مرتديآ زيّه العسكري وبجانبها نفسهامدّ يده ليمسح بخفة على تلك العبارة التي كتبتها أسفل الرسم: *لم تغب ذكراك عن بالي يوماً حُبك دائماً في قلبي*
استدار إليها وعيناه لامعتان بشيء يشبه الدهشة والحب والامتنان..
قائلآ: وأنتي أيضاً دائماً ستظلين في قلبي آن.
اقترب منها جذبها بلطف إلى حضنه وعانقها.
جونكوك: أنتي ترسمين بشكل جميل.
آن: لا بل استطيع رسمك أنت بشكل جيد .
جونكوك: حقآ؟ إذاً بما أنكي رسمتيني دون إذني... عليكِ أن تعطيني شيئآ في المقابل.
آن: ماذا تعني بمقابل ؟...
لكن قبل أن تكمل حديثها مال إليها فجأة و قبلها ثم همس بعدها بصوته المبحوح.. قائلآ:
أحبكِ آن أحبكِ أكثر مما تتخيلين.
همست آن بخجل وسعادة قائله:وأنا أحبك جونكوك.
آن: هيا لنذهب الفطار جاهز..
جونكوك: حسنآ أميرتي... فلنذهب.
ثم توجها معآ إلى طاولة الفطور جلس جونكوك إلى جوار والد آن بينما جلست آن مقابلهما.
تناولوا طعامهم في سعادة اختلط فيها صوت ضحكات خفيفة بنظرات مملوءة بالمحبة والاطمئنان.
وبعد أن انهاء الفطار حملت آن الصحون واتجهت بها نحو المطبخ.
استغل جونكوك تلك اللحظة فالتفت إلى والدها..
قائلآ: بنبرة جدية مليئه بالاحترام..
جونكوك: عمي أريد أن أخبرك بشيء مهم.
أنا أحب آن كثيرآ أكثر مما تتخيل.
لينغ: أعلم ذلك ابني وهي أيضاً تحبك لقد رأيت السعادة عادة إلى وجهها مذ لحظة عودتك.
جونكوك: حسنآ أود أن أطلب يدها منك رسميآ وأرغب في أن يتم الزواج بأسرع وقت ممكن.
سأرتب كل شيء خلال هذا الأسبوع.
ابتسم لينغ بفخر وربت على كتف جونكوك قائلاً:
يسعدني هذا كثيراً ابني أنتما حقآ تستحقان السعادة وانا اتمنى لكما ان تعيشان بسعادة.
جونكوك: شكراً لك عمي عليّ أن أذهب الآن لدي الكثير من العمل .
ثم وقف وغادر بهدوء دون أن ينتبه الي آن التي خرجت في تلك اللحظة من المطبخ .
آن: أبي أين ذهب جونكوك؟...
لينغ: لقد رحل للتو ابنتي قال انه.....
لكن آن لم تنتظر حتى يكمل جملته ركضت مسرعة نحو الباب تلاحق نبض قلبها الذي خاف الفراق مجددآ.
خرجت لتجده يفتح باب سيارته فذهبت إليه
وعانقته من الخلف بشوق مفاجئ وضعت رأسها على ظهره وهمست بصوت مرتعش..
آن: لماذا لم تخبرني أنك سترحل؟...
توقف جونكوك لثانية شعر بدفء ذراعيها يلفه وكأنه يحميه من برد العالم.
استدار إليها وابتسم..
جونكوك: أعتذر حبيبتي كنت في عجله قليلآ لذا خرجت دون أن أودعك.
وربت على رأسها برفق ثم مسح وجهها بحنان.
جونكوك: ساذهب الان..
وقفت آن تراقب سيارته حتى اختفى عن نظرها.
وفي تلك اللحظة كان والدها يراقبها من الشرفة...
لينغ: أنا سعيدٌ جدآ من أجلكِ يا ابنتي..
انتي تستحقين رجلًا مثل جونكوك.
إنه الشخص المثالي والرجل الذي أتمنى أن يكون زوجكِ بالفعل.

تعليقات