رواية عودة الجنرال
الفصل الخامس عشر15
بقلم stoo stoo
نظرت آن حولها بصدمة لتدرك أنها واقفة أمام قصر جونكوك الفخم وقال بصوت غير مسموع: لماذا أنا هنا ؟...
ثم التفتت إليه وحدقت فيه بعينين مليئتين بالاستغراب والانزعاج..
آن: لماذا أحضرتني إلى هنا؟... كان عليك أن تذهب إلى منزلي .
لكن جونكوك لم يكن مستعد لأي نقاش تقدم منها بخطوات ثابتة وصوته كان دافئآ..
جونكوك: انزلي من السيارة لا أريد أي جدال.
اليوم أريد معرفه كل شيء هيا إلى الداخل.
مد يده لها ينتظرها بينما كان قلبها ينبض بقوة وكأنها كانت تدرك أن ما سيحدث الآن سيغير كل شيء.
لم تستطع آن قول شيء لقد حاصرها جونكوك هذي المرة بعينيه الثاقبتين حتى ينتزع منه الحقيقة رغماً عنها.
ثم توجها الي الداخل جلست على الأريكة الفخمة تعبث بيديها في توتر ظاهر بينما جونكوك ذهبه ليحضر لها كوبآ من العصير ثم عاد وجلس بجانبها ينظر إليها.
جونكوك: حسنآ أخبريني الان لا تخفي عني شيئآ لقد ذهبت إلى منزلك لأريح قلبي بمعرفة الحقيقة أخبرني والدك أنك ذهبتي إلى منزل صديقتك.
آن: ماذا؟.. ذهبت إلى منزلي؟..
جونكوك: أجل كما سمعتي والآن أخبريني.
آن: وماذا تريد أن تعرف؟...
جونكوك: كل شيء حدث...
آن: لا أظن أن الحديث سيغير شيئآ الآن ما حدث قد مضى بالفعل.
لكن جونكوك نهض فجأة وأمسك ذراعها بقوة صوته خرج صارخآ من وجع قبله..
جونكوك: لا أريد أن أعرف كل شيء آن
كل شيء اتسمعين.
رفعت آن عينيها إليه تحاول كبح دموعها ثم همست له بصوت مكسور..
آن: انت تؤلمني بشدة لقد تغيرت كثيراً جونكوك أنت تخيفني الآن أكثر من كاي.
وضع جونكوك يده على وجهه ثم مررها على شعره بانزعاج كأنه يقاوم رغبة في تحطيم العالم من حوله جونكوك: أنا آسف آن ولكن رجاءً أخبريني.
أدارت آن ظهرها له وكان صوتها في حزن يقطع القلب حسنآ اذآ اسمع الحقيقه التي تريد سماعها.
آن: في ذلك اليوم في قصر كاي حين وافقت على الزواج منه... كنت مجبرة.
هددني كاي كان هناك قناص يصوّب عليك أنت ووالدي لم يكن أمامي خيار لم أكن مستعدة لأخسركما.
قلبي تمزق الي أشلاء حين جرحتك بقراري وعندما خرجت من القصر تمنيت الركض خلفك وأعانقك وأصرخ واخبرك ان لا ترحل لانني أحبك.
ولكن لم يكن بيدي شيء غير النظر اليك
وانت مكسورآ هكذا ما فعلته لم يكن سوى
حمايه لك...
لكنني انتظرتك كنت أعتقد أنك ستعود
يوماً ما وتسألني وعندها سأخبرك الحقيقة.
لكنك لم تعد مرت الأيام والشهور والسنوات وكنت أنتظر قدومك...
أبي كان مقيدآ بأوامر كاي وأنا... كنت الضحية المستسلمة.
فعلت المستحيل لأجل تأجيل الزفاف حتى فاجأني كاي في أحد الأيام وأجبر والدي على الموافقة.
ومع ذلك رغم أنه أجبرني على الزواج منه لكنه لم يستطع يوماً أن يقترب مني.
كنت بالنسبة له أسيرة يريد كسر كبريائها... لكنني لم أمنحه تلك الفرصة أبدًا.
ثم التفت اليه قائله: هذا كل شيء حدث بالفعل جونكوك..
وهنا تلقى جونكوك الصدمة التي زلزلت كيانه...
لم يستطع أن ينطق بكلمة فقد خانه لسانه وخذلته شجاعته كيف له أن يواجه الحقيقة القاسية.
الفتاة التي أحبها بصدق، كانت تنتظره ليعود وينقذها... لكنه أدار ظهره ورحل وتركها تقاتل وحدها..
تنهدت آن بألم ثم تحدث بصوت متعب..
آن: هذا كل شيء والآن أريد أن أعود إلى منزلي والدي سيقلق علي.
استدارت لتغادر لكن يد جونكوك سبقتها أمسكت بمعصمها بشدة وجذبها نحوه في عناق دافئ عناق كان فيه كل اعتذارات العالم.
احتواها بين ذراعيه بقوة وكأنه يحاول أن يجبر الزمن على التراجع ليحميها مما فات.
جونكوك: اعتذر آن اعتذر على كل شيء
لم تستطع آن الصمود أكثر انفجرت باكية ودفنت وجهها في صدره تبكي كطفلة ضائعة وجدت طريقها أخيرآ.
بين شهقات البكاء تحدث قلبها...
آن: لقد اشتقت إليك كثيراً أخبرني لماذا لم تعد؟..
كان عليك أن تأتي وتسألني... كنتُ حقآ بحاجة إليك وقتها أكثر من أي وقت مضى.
كنت اتمنى رؤيتك فقط وعندما تنظر في عيني ستعرف الحقيقه دون ان اخبرك لانني لم احبك سواك..
مسح جونكوك دموعها بيديه المرتجفتين وقبل جبينها بحنان يغلفه الندم.
جونكوك: أعتذر حبيبتي آن أعدك سأعوضك عن كل تلك السنوات لن أدعك تبكين أو تحزنين مجددآ أنتي لستي مخطئة... أنا من أخطأ في حقك.
كان عليّ أن أفكر جيدآ وقتها لكن يبدو أن هذا كله كان مقدرا لنا حتى نفهم قيمة بعضنا أكثر.
لكن الآن عدتُ إليكي ولن أترككِ أبدآ.
ضمها إليه أكثر يربت على ظهرها كما لو كانت طفلته الصغيرة يغمرها بأمان لم تشعر به منذ زمن طويل وكأن قلبه يقول لها: لقد عدتي إلى منزلك الحقيقي... وبين ذراعي ساخفيكي للابد.

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد