رواية عودة الجنرال
الفصل السادس6
بقلم stoo stoo
مرت الأيام ثقيلة على آن وهي تدّعي المرض بينما كاي يراقبها بعينيه الماكرَتين كل يوم.
لم تعد تبكي في لياليها بل اصبح ذهنها يعمل
كخلية نحل لا يهدأ.
وفي إحدى الليالي تسلل والدها لينغ إلى غرفتها بخطوات حذرة جلس إلى جوارها وهمس بقلق..
لينغ: آن علينا أن نجد حلًا قبل أن يقلب كاي الطاولة علينا ويكشف تمثيليتكِ.
تنهدت آن وهي تضع يدها على صدرها تكتم ارتجافة خوفها..
آن: فكرت كثيراً أبي الهرب مستحيل سيطاردنا في كل مكان لكن ماذا لو جعلناه هو العاجز عن مطاردتنا؟..
حدق فيها والدها بدهشة فتقدمت أكثر
وهمست بأدق صوت قائله: سأصنع له دواءً خاص من الأعشاب التي أعرفها دواء يشل حركته نصفياً يجعله طريح على الفراش لا يستطيع الوقوف ولا الإمساك بشيء.
اخذ لينغ نفسآ عميقآ و مرتعشآ..
لينغ: هل أنتي واثقة ذلك آن؟.. هذا خطر جداً وإن كشف أمركِ فلن…
قاطعته آن وهي تعصر يده بقوة..
آن: وإن لم نفعلها يا أبي سنظل أسرى له إلى الأبد هو يهددني بقتلك وإن حدث مكروه لك لن أسامح نفسي أبدًا.
صمت لينغ للحظه ثم وافق وعيناه مملوءتان بحزن أب قُدر عليه أن يترك ابنته تحمل كل هذا العبء.
خلال الأيام التالية بدأت آن تجمع الأعشاب والزيوت والمواد التي تحتاجها في غرفتها بحذر شديد، تخفيها في الغرفه داخل صندوق حتى لا يراه كاي.
كل ليلة بعد أن تهدأ حركة القصر تخلط المكونات بيدين ثابتتين رغم ارتعاش قلبها حتى اكتمل أخيراً خليط من الاعشاب قاتم اللون له رائحة حادة ولكن لا يمكن تمييزها لو مزجته مع شراب قوي الطعم.
وفي ليلة هادئة جلست هي ووالدها قرب النافذة يخططان للمرحلة الأصعب..
لينغ: الآن أصبح الدواء جاهز لكن السؤال: كيف ستجعلينه يتناوله دون أن يشك بشيء؟...
أطرقت آن رأسها تعض شفتيها بتفكير عميق.
آن: كاي دائماً ما يطلب مني أن أشاركه الشراب قبل النوم يعتقد أنه بذلك يُظهر لي حنانه ويكسر عنادي سأستغل ذلك.
نظر إليها والدها بقلق..
لينغ: أخشى أن يجبرك على الشرب معه في نفس الكأس أو يطلب أن تتذوقي الشراب أولًا.
تنهدت آن بقلق ثم ابتسمت رغم دموعها التي تجمعت في عينيها..
آن: لا بأس أبي هناك خطه أيضاً سأحضر كأس فيه جرعة صغيرة لي حتى لا تؤذيني كثيرآ وأخرى مركزة له وإن حدث أي مكروه لي بعدها فأنت تعلم أين اخبئ باقي المصل لتنقذني.
ضغط لينغ على يدها بقوة
لينغ: آن صغيرتي سامحيني على جعلكِ تخوضين كل هذا وحدك.
ردت آن بصوت مكسور لكنه قوي بعزم لا يقهر
آن: بل أشكرك أبي، لأنك لم تتركني وحدي في هذا القصر الجحيمي.
وفي جهة أخرى…
كان كاي يجلس في غرفته وعلى وجهه ابتسامة مريبة تمتم مع نفسه..
كاي: عصفورتي آن قريبآ ستدركين أنه لا خلاص لكي مني وسأحصل عليكي مهما حاولتِ الهروب مني.
ثم نهض من مقعده متجهآ إلى غرفتها لا يعلم أن الفخ الذي سينهي ما بداءه هو قد بدأ للتو في التشكل… بين يدي فتاته التي ظن أنها ضعيفة.
في معسكر الجيش…
في ليلة موحشة جلس جونكوك قرب نار صغيرة سلاحه في يده ينظر للشرار المتطاير كأنه يرى وجهآ غائبآ عنه.
أغمض عينيه بقوة يحاول طرد صورة آن، لكن صورتها كانت عنيدة تطل عليه في كل لحظة سكون.
جونكوك: كفٍي عن مطاردتي آن دعيني أعيش هذه الحرب دونكِ على الأقل الرصاص أصدق من خيانة عينيكي ليت وجعي منكِ كان رصاصة لعلّه يلتئم يوماً.
في قصر كاي.....
بعد دقائق فقط من مغادرة والدها ظلت آن في غرفتها تحتضن وسادتها بقوة كأنها تستمد منها شجاعة ضعيفة والعرق البارد يبلل عنقها كان قلبها يطرق صدرها طرقآ عنيفآ وكأن عقارب الساعة تسرع لتسابق مصيرها.
وفجأة انفتح الباب ببطء بصوت زاحف مزق سكون الغرفة.
دخل كاي بخطوات ثابتة يرافقه عطره الفاخر الذي اصبك بالنسبة لها أشبه برائحة خطر يلتف حولها.
عيناه كانتا أهدأ من العادة لكن ذلك الهدوء فيها شيء مثل بركة مياه ساكنة تخفي تحتها دوامة قاتلة.
اقترب منها وجلس على طرف السرير يراقبها بنظرات طويلة جعلتها تشعر كأنها مكشوفة تمامآ أمامه.
ثم مد يده ليلامس شعرها المبلل يداعب خصلاته بنعومة متعمدة أشد قسوة من أي عنف.
همس بصوته العميق الذي يقطر خبثآ..
كاي: أرى أنكي تحسنتي وجهك استعاد لونه وعيناكي فيهما بريق لم ألمحه منذ أيام.
ابتلعت آن ريقها بصعوبة ثم تظاهرت بابتسامة باهتة تحاول السيطرة على ارتعاشة يديها..
آن: ربما بدأت أشعر بتحسن بسيط.
نظر اليها كاي لثواني دون أن يرمش وكأنه يغوص في أعمق نقطة خوف عندها..
كاي: ممتاز فأنا لا أريد عروستي شاحبة في ليله زواجنا.
انقبض قلبها وأجبرت نفسها على البقاء ثابتة.
وقف كاي بعدها ببطء ارتسمت على شفتيه تلك الابتسامة الهادئة التي لم تكن تحمل أي طمأنينة بل وعدآ يخفي الكثير من الألم.
ثم توجه نحو الباب وقبل أن يغادر التفت إليها قائلاً بنبرة رخيمة: ارتاحي جيدآ عصفورتي قريبآ جداً لن يكون بيننا أعذار ولا أمراض.
ستكونين ملكي شئتي أم أبيتي.
ثم غادر تاركًا باب غرفتها مفتوح قليلاً و كأنه يذكّرها بأنها مراقبة حتى في خلوتها.
وضعت آن راسها على وسادتها تكتم شهقتها وتهمس لنفسها بصوت منكسر لكن ممتلئ بإصرار..
آن: عليّ أن أنهي هذا قبل فوات الأوان قبل أن يحطم حياتي وحياة أبي .

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد