القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عودة الجنرال الفصل الخامس5بقلم stoo

رواية عودة الجنرال
الفصل الخامس5
بقلم stoo stoo
في وسط القصر كان الجو مشحونآ وكأن العاصفة على وشك الانفجار.
وقف جونكوك يشعر بالغضب..
ابتسم كاي كأنه في حفلة مد يده يرحب به.. بسخرية..
جونكوك: كاي أين آن؟ أم أنك تكذب كالعادة؟..
كاي: اهدأ يا ابن عمي سترى بعينيك.
وفي تلك اللحظة خرجت آن من الممر وجهها حزين وعيناها مبللتان لكنها تحاول كتمان انكسارها.
كادت تتراجع لكنها ثبتت نفسها بينما والدها يراقبها من بعيد عاجزآ عن فعل شيء.
اخذ جونكوك صدمته عند رؤيتها تقدم نحوها خطوة
جونكوك: حبيبتي آن لماذا انتي هنا؟..
ه ه هل ما سمعته صحيح؟..
نظرت آن إليه ثم نظرت إلى حيث يقف القناص خلف الستائر فتذكرت تهديد كاي تحدث في سره وهي تنظر اليه..
آن: سامحني جونكوك سأكسر قلبك لأحميك.
ثم نبثت بصوت ميت قائله: أجل ما سمعته صحيح. أنا هنا لأنني وافقت على الزواج من كاي وأبي أيضاً وافق سنقيم حفل الزفاف غدآ آسفة لأنني لم أخبرك سابقآ
شهق جونكوك وكأنه تلقى طعنة في صدره..
جونكوك: لااا أنتي تكذبين وماذا عن حبنا؟..
وعن كل شيء كنا نخطط له.
أغمضت آن عينيها بقوة ثم فتحتها ونظرت إليه ببرود مزيف..
آن: لم أعد أحبك جونكوك أريد ان اعيش حياة مرفهة في هذا القصر ساكون مع رجل يعرف كيف يمنحني كل ما أريد... ولهذا اخترت كاي.
ثم استدارت هاربة إلى غرفتها قبل أن تنهار أمامه.
وقف جونكوك مذهولآ ثم صاح بأعلى صوت..
جونكوك: آآآن لااا توقفي.
لكن كاي امسك بكتفه ودفعه للخارج قائلاً ببرود:ألم تسمع ما قالت لك؟..
إنها لا تحبك فأنت الآن ضيف غير مرغوب فيه في قصري.
خرجه جونكوك وجلس على الدرج أمام القصر يدفن وجهه بين يديه يشعر أن روحه تُسحق ببطء.
ثم نهض وغادر القصر وكأنه جسد بلا روح خطواته ثقيلة وقلبه يصرخ..
كان يردد كلماته كيف حدث ذلك آن؟.....
مستحيل أن يكون هذا حقيقي...
وجع ينهش صدره كلما خطا خطوة نحو منزله...
ذكرياته مع آن كانت تحاصره من كل زاوية تلسعه للحظة تملكه وهم بأن آن قد تكون مجبرة علي ما حدث ليس من اختيارها...
لكن سريعآ ما اخترقت أذنيه كلماتها القاسية التي لفظتها ذات المساء كلمات نزعت عنه يقينه بها كما تُنتزع الروح من الجسد.
جونكوك: ايعقل ذلك هل اخترتي كاي ؟...
أم أن المال أغراكي أكثر من حبآ ادعيتي به يوماً؟..
لم تعودي تلك الفتاة التي أحببتها..
لم تعودي آن التي اعرفها واحبها اكثر من اي شيء.
لماذا فعلتي ذلك لماذاااا؟...
وضغط بيده على صدره كأنه يحاول خنق ألمه الذي ينهش في قلبه مثل السم.
في مكان آخر داخل قصر كاي....
كانت آن تشهق بالبكاء بين ذراعي والدها لينغ الذي احتواها بقلق.
لينغ: لماذا فعلتي ذلك آن؟...
لقد رأيته كان مكسورآ تماماً كلماتك كانت جارجه كأنكي طعنتيه بخنجر.
انهارت آن في حضنه أكثر شهقت بحرقة قائله: كنتُ مجبرة أبي لو لم أفعل ما طلبه كاي لكنتُ فقدتُكما معآ لقد هددني بقتلكما وكان ذلك القناص مستعد للهجوم في اي لحظه ماذا عليا ان فعل وقتها ابي..
ربّت لينغ على رأسها بحنان وبحزن عميق..
لينغ: لا تبكي صغيرتي أعدكي أننا سنجد حلًا فقط كوني قوية.
وفجأة انفتح الباب بقوة فدخل كاي بخطوات بطيئه ابتسم ابتسامة ساخرة..
كاي: لا داعي للدموع آن لقد فعلتي الصواب.
وانت عمي من الأفضل أن تذهب لترتاح غدا يومٌ سيكون يوم زفافنا..
ثم استدار وخرج، تاركًا الغرفة مغمورة بقلق كثيف.
لينغ: بنتي آن عليكي أن تدّعي المرض غدآ نحتاج إلى وقت لنجد طريقة نهرب بها من هنا قبل أن يتم الزواج.
هزّت آن رأسها بالموافقة مسحت دموعها بعزم جديد وقالت بصوت متردد: أجل أبي سأفعل كلوشيء حتى لا أكون أسيرة لهذا الزواج وذلك الاحمق كاي.
آن:حسنآ أبي بما أنني أجيد تحضير الأدوية من الأعشاب أستطيع أيضاً صنع دواء يجعلني مريضة لبعض الوقت، وعندها نفكر في خطة أخرى.
لينغ: فكرة جيدة ولكن كوني حذرة آن لا أريد أن يصيبك ضرر.
ابتسمت آن بثقة وهي تمسك يد والدها..
قائله: لا تقلق أبي سأكون بخير.
وفي اليوم التالي نفذت آن خطتها بإتقان وسرعان ما بدت وكأنها أُصيبت بحمى حادة جعلتها حبيسة في فراشها تتصبب عرقآ وتتأوه .
دخل كاي إلى غرفتها صباحآ وجهه مشرق بالفرح
قائلاً: بلهجة ناعمة صباح الخير عصفورتي الجميلة.
ثم توقف فجأة وهو يراها ملتفة بالغطاء وجهها شاحب تنظر إليه بعينين نصف مغمضتين.
كاي: ما بكي تنامين حتى الآن؟...
هل نسيتي أن اليوم هو زفافنا؟...
آن: أنا مريضة لذا لم أستيقظ بعد.
وضع كاي يده على جبينها ليتفاجأ بحرارتها المرتفعة
كاي: أنتي مريضة حقًا هيا سنذهب إلى المشفى.
آن: لالقد تناولت العلاج ستنخفض حرارتي قريبآ إنها مجرد حمى بسيطة.
كاي: حسنآ عصفورتي سنؤجل الزفاف حتى تصبحين بخير تمامآ.
ثم خرج يختفي خلف بابها تاركًا خلفه هدوء مريب...
في جهة أخرى…
استيقظ جونكوك من نوم ثقيل ليجد نفسه ملقى على الأرض وسط زجاجات الشراب المحطمة لمّس رأسه بألم ثم شهق متذكرآ اليوم زفاف آن على كاي.
نهض بتثاقل وعيناه تطوفان في الغرفة الفوضوية.
قائلآ بمرارة تخنق صوته
لو كان ذلك الأحمق أجبركي على الزواج لن أسمح بزواجه بكي ولكن ما كسرني حقًا أنكي أنتي من اخترته حتى أنكي أخفيتي وجود والدك عني… وكذبتي حين قلتِ إنه خارج المدينة.
ثم أغلق عينيه بقوة يكبح دمعة ساخنة تهدر
بالسقوط..
جونكوك: هل تكرهينني لتلك الدرجة آن؟…
ولكن لا بأس… سأحاول نسيانك.
سوف احاول نسيان تلك الخيانه..
وفي تلك اللحظة اتخذ قراره الحاسم: الذهاب إلى الجيش دون عودة إلى معارك لا مكان فيها للعواطف ولا لذكراها التي تمزقه.
قرر الرحيل دون رجعة لعل طعنات الحرب أهون من طعنات خيانة قلبه.

تعليقات