رواية عودة الجنرال
الفصل الثالث عشر13
بقلم stoo stoo
في صباح هادئ تسللت أشعة الشمس الرقيقة على وجه آن، فترسم عليها ابتسامة افتقدتها طويلاً..
كانت تجلس برفقة والدها في حديقة منزلهما.. الصغيرة يتناولان الشاي بينما تعلو ضحكاتهما في المكان وكأن الحياة أعادت لهما أخيراً تلك السعادة التي سرقها كاي يومآ.
شعرت بدفئه يلامس صدرها حتى تذكّرت فجأة ذلك الدواء الذي أعدّته بالأمس من أجل جرح جونكوك.
آن: أبي سأخرج قليلآ وأعود.
لينغ: حسنآ لكن كوني حذرة ما زلت أقلق عليكي كثيراً منذ ان خرجتي من قصر كاي.
آن: لا تقلق أعدك أنني لن أتأخر.
ثم غادرت المنزل تحمل الدواء بيديها واتجهت إلى قصر جونكوك بخطى مترددة كأن قلبها يسبقها إليه رغم كل شيء.
وحين وصلت القصر كان هناك أحد الجنود..
آن: مرحبا أريد رؤية جونكوك.
انحنى لها الجندي باحترام وأجاب: إنه بالداخل سيدتي، يمكنكِ الدخول.
دخلت آن وهي تستنشق هواء القصر ورائحة
الجدران الباردة تجولت بعينيها تبحث عن غرفته في ذلك المكان الفسيح حتى سمعت صوته الرجولي العميق يقطع عليها تشتتها..
جونكوك: هل تبحثين عني؟...
استدارت لتجده واقفآ عند باب غرفته يراقبها بنظرات يصعب تفسيرها.
آن: أجل القصر كبير جداً لم أستطع العثور على غرفتك.
جونكوك: حسنآ مالذي أتى بكي إلى هنا؟..
مدّت يدها نحوه وقدمت له الدواء..
آن: هذا الدواء سيشفي جرحك بسرعة.
تأملها جونكوك قليلًا قائلآ: حسنآ ضعي القليل منه يدي تؤلمني ولا أستطيع وضعه.
ثم توجه وجلسه على سريره دون كلمه لكن عينياه ظلت تقراقبها بشوق لا يخفى.
اقتربت آن وجلست على حافة السرير بدأت تضع له الدواء بحذر شديد حتى لا تؤلمه.
بينما نبضات قلبها تتسارع كلما لامست يدها جلده الساخن.
آن: لقد وضعته ستتعافي بسرعه..
جونكوك: حسنآ وماذا عن قلبي الذي يؤلمني؟... كيف ستعالجينه؟...
ثم فجأة سحبها إليه بقوة حتى وجدت نفسها ملتصقة بصدره قائلآ: وهو يحدق في عينيها بلهيب يائس..
جونكوك: تحدثي أريد جوابآ.
شهقت آن تحاول الإفلات من بين ذراعيه:
آن: أفلتني مالذي تفعله؟.. أنا لست طبيبة قلب.
ابتسم جونكوك بمرارة جعلت أنفاسها ترتعش..
جونكوك: أعلم لكنكي تعالجين عندما تجرحين أليس كذلك؟...
إذاً عالجي قلبي لأنكِ أنتِ من قمتِ بجرحه.
آن: أرجوك أفلتني أريد الذهاب.
نظر إليها لثواني ثم تركها فجأة كما لو أن لمسها أحرقه قائلآ: بصوت غاضب تريدين الذهاب لذلك الأحمق؟...
حسنآ، هيا اذهبي.
اذهبي لذلك الذي فضلتيه عني لا أعلم لماذا رغم كل خيانتك ما زال قلبي يركض خلفك.
ثم دفعها عنه بقسوة جعلتها تكاد تسقط..
جونكوك: اذهبي لا أريد رؤية وجهكِ أمامي مجددآ وقفت آن مذهولة تحدق به والدموع تغرق وجنتيها
آن: أنا لم أخنك لا تنعتني بالخائنة جونكوك صدقني لم أفعل.
تقدم جونكوك منها خطوتين وعيناه تحمل عاصفة من الوجع..
جونكوك: ههه ماذا؟.. لقد حطمتي قلبي ذلك اليوم حين أخبرتِني أنكي لم تعودي تحبينني واخترتي كاي والمال الرفاهيه .
لم يرفّ لكي جفن ولاحتى لمشاعري ولا لقلبي الذي كان يتحطم أمامك.
شهقت تبكي بحرقة تحاول أن تنطق بالدفاع عن نفسها..
آن: لا لا صدقني لم يكن الأمر كما تظن أنا لم
قاطعها بصرخة متعبة قائلآ: اصمتي واذهبي إلى زوجكِ أظنه ينتظرك الآن اذهبي قبل
ان افقد صوابي وافعل شيء خارج إراتي.
كانت كلماته كسكين غرست في صدرها لكنها رفعت رأسها تمسح دموعها قائله بعزم: أنا لست زوجته ولن أكون.
ثم استدارت وخرجت مسرعة من الغرفة.
أما جونكوك فظل واقفآ مكانه يتابع الباب الذي خرجت منه يده ترتعش على صدره وعيناه شاردتان في كلماتها الأخيرة.
ليست زوجته، ولن تكون؟...
همس لنفسه بدهشة لكنها تجاهل السؤال الذي بدأ ينهش قلبه فالألم الذي يسكنه كان أثقل من أن يسمح له بالتفكير أكثر
مرت ثلاثة أيام على آن...
أيام ثقيلة كانت تحاول فيها أن تتظاهر بالقوة أمام والدها حتى لا يقلق عليها أو يشعر بشيء.
كانت تبتسم أحيانآ وتمازحه لكن في داخلها كانت حزينة ومتعبة وقلبها ما زال يؤلمها كلما تذكرت كلمات جونكوك الباردة ونظراته التي نزفت منها دمآ.
أما جونكوك فقد تحسن جرحه بفضل دواء آن عاد إلى عمله يعطي أوامره للجنود ويتابع مهامه وكأنه بخير…
لكن كل ليلة كان يضع يده على صدره ويغمض عينيه بقوة يشتاق لتلك اللحظة التي لامست فيها آن يده يدها وهي تضع له الدواء.
وفي مكان آخر كان كاي يجلس في صمت طويل يفكر بغضب ثم اشتعل في داخله قرار لا عودة فيه.
نهض متوجه إلى منزل آن رغم كل شيء رغم تهديدها ورفضها له.
طرق الباب بخفة فتفاجأ لينغ حين فتح له.
لينغ: أنت؟.. ماذا تفعل هنا؟...
خرجت آن من غرفتها حين سمعت صوت والدها لتجد كاي واقفآ عند الباب وعيناه تتطلعان إليها بنظرة لم تفهمها.
آن: ما الذي تريده الآن؟..
كاي: أتيت لأعرف لماذا فعلتي ذلك لماذا لم
تخبريني؟..
آن: ههه هل أنت أحمق كاي؟...
لماذا أخبرك وأنا أعلم جيدآ ما كنت ستفعله؟..
اسمعني جيدآ كاي حياتي لم تعد تهمني الموت بالنسبة لي أرحم من كل هذا فلا تضيع وقتك معي عالمك وعالمي مختلفان تمامآ.
ثم اقتربت منه أكثر وقالت بصوت هادئ وحاسم..
آن: أريدك أن تفهم شيئآ كاي حتى لو عشتُ معك مئة عام لن أحبك الحب ما كان يومآ بالإجبار.
كاي: هل فعلتي هذا لأن جونكوك عاد مجددًا؟.. ولكن تذكري جيدآ لن أدعكي تعيشين بسعادة أبداً
ان لم تكوني لي غضبي سيتبعك أينما ذهبتي.
ابتسمت آن بسخرية قائله: تهديدك لا يخيفني في الحقيقة عليك أن تخاف على نفسك هذه المرة.
أقول هذا لأجلك كاي.
و الآن أخرج من منزلي ولا تعد أبدآ.
ظل كاي ينظر إليها بصمت لم يجد كلمات يرد بهاثم استدار وخرج دون أي كلمة أخرى.
أغلقت آن الباب أسندت ظهرها عليه أغمضت عينيها وأخذت نفسآ طويلًا وكأنها تطرد كل الخوف والقلق الذي عاشته.
ثم نظرت الي والدها لتجده ينظر إليها بحزن لكنها ابتسمت له كي لا يزداد قلقه.
أما في داخلها فكان الألم ما يزال هناك يضغط على صدرها بقوة حتى ظنت أنها ستنهار في أي لحظة.
يا ترى كيف ستتعامل آن مع جونكوك؟..
هل سيرغب جونكوك في سماع الحقيقه
منهاام انه سيعيش في دوامه الالم والخيانه
التي سببتها له آن دون ان تدرك؟..
وهل كاي سيكتفي الي هذا الحد؟..
ام انه سيلعب لعبه من العابه القذرة مجددآ؟

تعليقات
إرسال تعليق
مرحب بكم في مدونة معرض الرويات نتمنه لكم قراء ممتعه اترك5 تعليق ليصلك كل جديد