القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عودة الجنرال الفصل الرابع عشر14بقلم stoo

رواية عودة الجنرال
الفصل الرابع عشر14
بقلم stoo stoo
انطفأت الأنوار في القصر فاصبح يبدو كمنزل
مهجور يلفه الصمت والسكون.
جلس كاي على الأرض وسط زجاجات الشراب المكسورة رأسه منحني وعيناه غائرتان كأنه فقد كل شيء دفعة واحدة.
لقد خسر صفقة كبيرة عمل عليها وبذل لأجلها الكثير من الجهد لكنه خسرها في لحظه.
والفتاة التي أحبها وتزوجها لم تكنه له سوى الكره هجرته وتركت قلبه وحيدآ وفارغآ.
في مكان آخر كان جونكوك قد جمع جميع الأدلة التي تثبت تورّط كاي في أعمال غير قانونية.
واكتشف كذلك أن قطاع الطرق الذين نشروا
الفوضى في المدينة كانوا ينفذون أوامر كاي.
لم يتردّد فتوجّه إلى قصره على الفور.
دخل القصر بخطوات ثابتة يتأمّل الخراب والظلمة التي ملأت المكان.
ثم وقعت عيناه على كاي يجلس هناك في حالة يرثى لها.
تنهد جونكوك بصوت هادئ فيه شيء من السخرية..
جونكوك: ما ظننت أنني سأراك بهذه الحال يومآ... لكنك تستحق ما حل بك بسبب أفعالك.
ثم أدار نظره حوله وكأنه يبحث عن شخص توقّع أن يرى آن في هذا القصر لكنها لم تكن
هناك.
رفع كاي رأسه بصعوبة قال بصوت متقطّع يثقل عليه الشراب..
كاي: ما الذي جاء بك إلى هنا جونكوك؟...
جونكوك: جئت لأخبرك أنّ وقت الحساب قد بدأ منذ هذه اللحظة.
لكن كاي لا يدرك ما يُقال له هزّ رأسه ضاحكآ ضحكة بائسة..
كاي: ابتعد... لا أريد رؤيتك كل ما يحدث لي بسببك منذ عودتك وكل شيء انقلب ضدي...
جونكوك: ما يحدث معك هو نتيجة أفعالك أيها الأحمق وأنا هنا لأصلح ما يجب إصلاحه.
لكن كاي أطلق ضحكة حزينة مليئة بالأسى قائلآ: لا كل شيء بسببك جونكوك اقصد اايها الجنرال..
لقد خسرت اكبر صفقه مهمه وايضآ الفتاة التي أحببتها لم تحبني يوما.
لم أستطع حتى لمس خصلة من شعرها... لقد خدعتني وجعلتني أوقّع على أوراق الطلاق بعد أن سجنتها هنا سنوات استطاعت أن تتحرر في لحظة ااه ياله غبائي.
اصبحت قوية فجأة..لا أعلم من أين جاءت بكل تلك القوة كانت تطيع أوامري ثم أصبحت الآن هي من تأمرني عجيب هذا الزمن حقآ.
وقف جونكوك ينظر إليه مذهولًا.
لقد كان كلام كاي صادمآ وأثار في داخله تساؤلات كثيرة لكنه أدرك أنّه في حال لا تسمح له بأن يستخرج منه المزيد.
لذلك استدار وغادر القصر بصمت.
لكنه حين وقف في الخارج شعر بضيق يعتصر قلبه.
جونكوك: ما الذي يعنيه كاي ؟..
هل ما قالته آن في ذلك اليوم حقيقي؟...
آه.. لا أفهم شيئآ ليس هناك من يستطيع أن يجيبني على كل شيء إلا آن نفسها..
ثم قرر جونكوك أن لا يضيع الفرصة أكثر.
قال في نفسه:
جونكوك: يجب ان اعلم الحقيقة و أفهم ما الذي حدث.
ثم توجه مباشرة إلى منزل آن.
طرق الباب بخفة وبعد لحظات فُتح الباب ليظهر لينغ الذي بدا عليه الاستغراب لرؤية جونكوك يقف أمامه.
لينغ: مرحبا بك حضرت الجنرال تفضل بماذا أستطيع مساعدتك؟...
جونكوك: أشكرك على لطفك...
دخل الاثنان إلى المنزل وجلسا يتحدثان لبعض الوقت.
قدّم لينغ مشروب له برائحة زكية جعلت جونكوك يستعيد في ذهنه ذكريات كثيرة مع آن، حين كانت تقدم له هذا المشروب بابتسامتها الهادئة.
جونكوك: حسنآ لقد اتيت لأتحدث مع آن في أمر مهم.
لينغ: إنها ليست هنا الآن ذهبت إلى منزل صديقتها.
جونكوك: أظن أنها لم تخبرك شيئآ عني ؟..
لكن دعني أوضح لك من اكون.
لينغ: لا حاجة لذلك آن أخبرتني بكل شيء.
جونكوك: ماذا؟.. هل آن أخبرتك حقآ بكل شيء؟..
لينغ: أجل.
جونكوك: إذاً أخبرني أنت ماذا حدث معها في غيابي؟ أريد أن أعرف كل ما حدث.
لينغ: لقد حدث الكثير حقآ لكنني لا أملك الحق في إخبارك عليك أن تسمع ذلك من آن نفسها فهي وحدها من ستخبرك بما مرت به.
تنهد جونكوك بعمق ثم وقف قائلآ بنبرة تقديرحسنآ سأغادر الآن أشكرك كثيراً على حسن ضيافتك.
لينغ: هذا واجبي حضرت الجنرال.
غادر جونكوك المنزل وعاد إلى قصره بينما كانت في رأسه ألف فكرة وسؤال...
كلها تدور حول آن وحول ما تخفيه عنه طوال هذا الوقت.
في صباح اليوم التالي، خرجت آن من المنزل قبل أن يخبرها والدها بزيارة جونكوك في الليلة الماضية.
ذهبت الي السوق تشتري ما يلزمها بهدوء محاولة أن تبدأ يومها ببعض الراحة.
لكن في طريق عودتها توقّف قلبها حين رأت كاي واقفًا هناك يراقبها بنظرات غاضبة وحاقدة.
حاولت بسرعة تغيير طريقها لتتفاداه لكنه لحق بها وأوقفها.
آن: مالذي تريد مني كاي؟.. لقد قلت لك من قبل أن لا تلاحقني.
اقترب منها كاي بنظرة ساخرة قائلآ: عصفورتي المزعجة يكفي هروبآ ستعودين قريبآ إلى قفصك.
أنتي من جلبتتي هذا لنفسك.
آن: هل جننت؟... ابتعد عني حالآ وإلا سترى مني ما لا يعجبك.
لكن كاي أمسك من معصمها بقوة شدّها نحوه
ثم نظر اليها وكان صوته خافت ممتلئ بالتهديد..
كاي: هيا معي إلى مكانك الطبيعي ستظلين زوجتي حتى ولو بالإجبار.
أوراق الطلاق تلك لا تعني شيئآ فهمتي؟..
وبينما كان يجذبها بعنف مرّت سيارة جونكوك في الطريق نفسه.
رأى المنظر فأوقف سيارته بسرعة وخرجه منها بخطوات غاضبة واتجه مباشرة نحو كاي دفعه بقوة حتى سقط كاي أرضًا.
تراجعت آن خلف جونكوك تحتمي به من
خوفها يديها ترتعشان.
نهض كاي من الأرض نظر إلى آن أولًا ثم إلى
جونكوك كانت نظرته مليئة بالحقد..
كاي: ههه لن ينقذك مني أحد تذكّري هذا جيدآ وأنت جونكوك الحرب بيننا بدأت الآن.
ثم استدار وغادر يحمل معه خيبته وحقده.
أما آن فوقفت خلف جونكوك ترتجف عيناها مليئتان بالدموع .
أراد جونكوك أن يقول شيئآ لكن الصدمة كانت أقوى من كلماته.
ظل ينظر إليها يتساءل في داخله عن الحقيقة التي تخفيها الحقيقة التي يجب أن يعرفها حتى يتمكن من إنقاذها.
جونكوك: هياا اصعد الي السيارة...
صعدت آن في مصمت ثم توجه جونكوك الي
القصر..
بينما كانت آن شاردة لا تدري الي اين ياخذها
جونكوك..
وصله جونكوك رفعت ان راسها لتجد نفسها امام القصر..
آن: اين انا اريد الذهاب الي منزلي..
جونكوك: لا لن تذهبي هناك اسئله كثيرة اريد
جوابها لذا لن تذهبي دون تخبريني بكل ما اريد معرفته

تعليقات