القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة فقدان الفصل الخامس5بقلم هنا عادل

قصة فقدان
الفصل الخامس5
بقلم هنا عادل
لقيت نفسي بخضة بقول وانا بشوف ليلى بتعدي من جنبي علشان تروح مكانها تنام فيه:
- ليلى، هو فى ايه؟
لقيت ليلى بتلف وتبص ليا، ولقيت اللى على السرير كمان قامت من مكانها وبتبص ليا، كنت واقف زى المجنون، مع ضوء الشمعة قدرت اشوف ملامح الاتنين اللى وقفوا جنب بعض وباصين ليا بنفس النظرة، مش عارف ايه اللى انا فيه ده، مش عارف حتى مين فيهم مراتي، مفيش اي اختلاف وطبعا ملامح ليلى مستحيل حد يخاف منها لكن مش قادر اقولكم كم الرعب اللى تخلل كل ذرة فى جسمي كان عامل ازاي، ابتسمت ابتسامتها اللى انا متعود عليها وقالت بصوتها الناعم:
- متخافش يا عبدالله، هنساعد بعض، انت هتساعدني وتقدملي اللى انا محتاجاه، وانا كمان هساعدك توصل للي انت عايزه...
قاطعتها زي المجنون وانا صوتي طالع بالعافية من الخوف:
- انتي مين؟ ازاي اللى انا شايفه؟ انتم مين؟
الغريب انها سكتت ووقفت تتفرج عليا وانا هتجنن وعمال اسأل، الاتنين واقفين جنب بعض، شخص واحد، مش فاهم ازاي فيه حاجة زى دي ولا عارف ايه تفسيرها، اصلا ليلى مالهاش اخوات اساسا علشان اقول دي توأمها مثلا، فضلت اصرخ فيهم بصوت بيحاول يخرج واضح واقولهم:
- فهموني، انتم مين؟ عايزين ايه مني؟ يا ليلى فهميني؟
فجأة لقيت الاتنين وقفوا قصاد بعض وتجاهلوني تماما، قربوا من بعض لدرجة انهم بقوا واحد...ايوة الاتنين حرفيا قربوا من بعض لحد ما بقوا جسم واحد بس وشخص واحد بس اللى واقف قصادي، وفى اللحظة دي رجعت الكهربا ووقعت ليلى من طولها قصادي، كنت واقف مصدوم، هو ده حلم؟ اقرب وافوقها واتكلم معاها؟ ولا اسيبها مرمية على الارض كده قدامي واتمنى انها متفوقش ابدا، كنت واقف زي التمثال مش بتحرك بمزاجي بقى او لا ارادي مني اني افضل ثابت فى مكاني ده مش فارق معايا، لكن اللى فارق معايا هو اني افهم اللى حصل، انا مش بخاف او مش جبان بدرجة كبيرة يعني لاني متعود عمري كله على اني لواحدي فتقدروا تقولوا قلبي جامد شوية، لكن الموقف اللى انا فيه اغرب من انه ميدخلش الخوف جوايا، طبيعي لازم احس بخوف وقلق من اللى شوفته، مع تفكيري وشلل حركتي لقيت ليلى بتفوق لواحدها وبتحرك رأسها على الارض وهي بتفتح عنيها ببطئ، واقف بتفرج عليها لحد ما فتحت عنيها وقدرت تشوفني واقف قصادها وبمنتهى تلقائية وبصوت هادي جدا وكأنه همس:
- عبدالله، فى ايه؟ ايه اللى حصل؟ انا ازاي على الارض كده؟
هي بتسأل وانا مش برد عليها، وده خلاها تحاول تقوم هي بنفسها ونظرة الاستغراب باينة فى عنيها وكررت تاني:
- طيب ساعدني اقوم يا عبدالله، رجليا مش شايلاني، دايخة.
فضلت واقف برضو زي ما انا، قامت هي وقفت على رجليها وكانت مش متزنة، وجهتلي الكلام بحدة مش متعود عليها منها:
- انت مالك واقف زي التمثال كده؟ هو طبيعي اني ابقى مرمية قصادك على الارض ومتحاولش حتى تساعدني اقوم؟
لقيت ان سكوتي طال، وثباتي ده مفيش منه نتيجة، كان لازم اتكلم وارد واسأل انا كمان، وبأنفعال اتكلمت:
- لاء، انا اللى عايز افهم ايه اللى حصل؟ هو انتي فيكي حاجة يا ليلى انا معرفهاش؟ قوليلى وصارحيني وصدقيني هتلاقيني معاكي وفى ضهرك، بس ما...
قبل ما اكمل لقيتها بتقولي بأستغراب:
- لاء، ده انت اللى مش طبيعي فعلا يا عبدالله، مش معقول لحد دلوقتي مأخدتش على انك مبقيتش لواحدك وبقى فيه معاك حد مسؤول منك، والله زعلتني ووجعتلي قلبي، كبيرة اني ابقى مرمية قدامك كده وانت واقف تتفرج عليا، وكمان بتسأل اسئلة غريبة مالهاش سبب ولا مناسبة.
تجاهلت اللى قالته ورجعت تاني سألتها:
- يا ليلى، انا حبيتك وفرحان بأنك بقيتي فى حياتي، لكن اللى حصل ده غريب وانا عايز افهمه الحقيقة.
ليلى بحدة:
- ايوة...ده بقى اللى عايزاك اعرفه، هو ايه اللى حصل وانت محتاج تفهمه؟ وايه اللى رماني على الارض كده بعد ما كنت نايمة على السرير؟
كنت بفكر مقولش اللى حصل بالظبط، لكن لقيت ان ده مش هيكون الصح، ابتديت اتكلم معاها واحكي اللى حصل لحد ما فاقت وشافتني، كانت بتسمعني وهي مذهولة من كلامى، نظراتها مش كدابه، بتبص ليا وكأني فعلا مجنون، يمكن هي مقالتهاش بلسانها لما رديت عليا وقالت:
- واضح ان انت كنت بتحلم حلم مالوش تفسير يا عبدالله، اهدا كده وتعالى كمل نوم، بكرة الصبح نتكلم ونشوف ايه اللى حصل.
قالت بعنيها اللى منطقهوش لسانها، لكن انا كنت مخنوق فعلا، مش مرتاح بقى وحتى الاطمئنان من ناحيتها حسيت انه اختفى فجأة، رديت عليها من غير تفكير كتير:
- نامي يا ليلى لو جالك نوم، انا هقعد برة شوية اهدا كده واجي انام.
ليلى:
- كمان انت اللى متضايق؟ ماشي يا عبدالله براحتك، تصبح على خير، انا فعلا تعبانة ومحتاجة انام.
راحت على السرير بمنتهى الهدوء، وعيني معاها لحد ما نامت وغمضت عنيها كمان، مفيش اي حاجة غريبة، فى اقل من دقيقتين كانت راحت فى النوم او يمكن ده اللى انا شوفته، ويمكن مثلت عليا النوم مش متأكد الحقيقة، خرجت قعدت على ترابيزة السفرة وقررت اولع سيجارة، مع اني مش حابب دخان يدخل صدري لكن كنت محتاج اطلع اللى جوايا بأى شكل وملقيتش غير اني اشرب سيجارة وكأن انفاسي اللى هتخرج بدخانها هتطلع الكلام الكتير اللى محبوس جوايا هو وخوفي، ولأن مفيش طفاية جنبي ولا على السفرة قررت ادخل الاوضة اللى مش بحب ادخلها، كأني كنت مستني الاقي فيها تفسير للي حصل، لكن الاوضة كانت عادية برضو جدا مفيش فيها اي حاجة، الغريب اللى حصل مكانش فى الاوضة، لكن كان فى الشباك اللى اتفتح على اخره لواحده من غير ما اقرب منه حتى، طبيعي كنت هفتحه علشان اقف فيه لحد ما اخلص السيجارة لكن انا مكنتش حتى لسه مشيت ناحية الشباك، فى الوقت ده الدم اتجمد فى عروقي، بقرب من الشباك وانا حاسس ان قلبي وقف من الخوف، الجو هادي لدرجة ان صوت نفسي سامعه بوضوح اعلى حتى من صوت الهوا اللى برة الشباك، وقفت على بُعد خطوات من الشباك لقيتها واقفة قصاد البيت، عند الترعة اللى قدام البيت، بتشاورلي...ليلى، اه هي ليلى، مكانتش مجرد طيف، لكن الحاجة الوحيدة المختلفة فيها هي الفستان اللى لابساه، مش نفس اللى كانت لابساه فى الاوضة من شوية، دى فى الاوضة لابسه هدوم النوم، لحقت تغير امتى؟ ونزلت امتى؟ وازاي انا محسيتش؟ كل ده فى دماغي وهي واقفة بصالي بثبات، وبرغم ان الاضاءة ضعيفة وهي واقفة من بعيد لكن كنت حاسس ان فيه هالة من الضوء محاوطاها وموضحة نظراتها ليا، حسيت ان عيني جت فى عنيها برغم المسافة بيني وبينها لكن قلبي ارتجف اول ما حسيت بده، لكن هي فجأة زادت تكشيرتها اللى كانت على وشها ونزلت ايديها جنبها بعد ما كانت بتشاورلي بيها اني اروحلها، ووجعتني تكشيرتها ومن غير تفكير قررت انزل ليها، من غير ما ادخل اوضتنا اشوفها نايمة ولا لاء؟ وهل هي مجرد تهيؤات ومراتي نايمة مكانها ولا فعلا ليلى سابت البيت ونزلت، فتحت باب البيت ونزلت علطول روحتلها، روحت للمكان اللى كانت واقفة فيه...بس...مكانتش موجودة واللى لقيته هناك كان..!!

تعليقات