القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة فقدان الفصل الرابع4بقلم هنا عادل

قصة فقدان
الفصل الرابع4
بقلم هنا عادل
لما سمعت صوت ليلى وهي بتقولي:
- انت طلعت من الحمام امتى يا عبدالله؟ انا كل ده مستنياك تخرج وانت برة اصلا.
كنت ثابت مكاني مش عارف ابص ورايا ولا اركز مع الطيف اللى اختفى فجأة اول ما ليلى اتكلمت، ولا ادور على الايد اللى لمست ايدي وانا بسحب الشباك؟ كل ده كنت سرحان فيه لكن ليلى قاطعت سرحاني ده بتكرار كلامها وهي بتقول:
- عبدالله، انت سرحان فى ايه؟ مش سامعني؟
حاولت امسك اعصابي والف ابصلها علشان مش عايز اخوفها ولا اقلقها من حاجة فى ليلة زي دي، لقيت نفسي برسم ابتسامة وانا بتكلم معاها وببصلها:
- معلش يا ليلى، الفرحة مخلياني مش مصدق اننا وصلنا للمرحلة دي، فكرة اني بقالي سنين عايش لواحدي ومش متعود على وجود حد معايا فى البيت خلتني مستكتر على نفسي اني يكون معايا ملاك زيك.
بأبتسامة جميلة ردت عليا وهي بتقولي:
- خلاص مش هقول حاجة بقى بعد الكلام الحلو ده، مع اني متوضية ومستنياك تخرج علشان نصلي زى ما قولتلي من بدري، بس انت حتى مغيرتش هدومك، مش قولت هتاخد دش؟
كنت مش عارف ارد اقول ايه؟ ولا فاهم هي بتتكلم عن مين؟ انا اصلا ببدلتي من وقت ما دخلت وكنت مستنيها هي تخلص الاول علشان اغير هدومي انا كمان، وبعدين انا حتى مدخلتش الحمام خالص من اول ما دخلنا الشقة، اقولها انها بيتهيألها طيب؟ اقولها محصلش مني الكلام ده؟ اخوفها واخليها تقلق من المكان من اول ليلة ليها فيه؟ كنت بفكر فى وقت ويوم مينفعش فيه تفكير فى اي حاجة غير الفرحة والانبساط، حسيت بأنها مستغرباني بسبب تفكيري والوقت اللى باخده فى الرد على كل جملة هي بتقولها، ومراعاة ليها ولأحساسها بأنها ممكن بأسئلتها تكون بتزعجني تناسيت اللى حصل وابتديت اتعامل عادي وكأن اللى بتقوله هي حصل فعلا:
- مش عارف انا مالي متلغبط كده ليه؟ يمكن علشان مش متعود اشرب سجاير باين عليا اتسطلت منها؟؟ معلش بقى اول مرة اتجوز اعذريني...ههههه.
حاولت اتريق على نفسي علشان اضحكها وافك الجو شوية، وفعلا هي طيبة جدا وابتسمت على كلامي ونسيت استغرابها من سرحاني الكتير ولقيتها بتقول:
- طيب هتتعشى الاول ولا هتاخد دش الاول بقى؟ ولا هتنام بالبدلة؟
ابتسمت وانا بقولها:
- لاء هاخد دش الاول واغير هدومي ونتعشى براحتنا بقى، عايزين نسهر للصبح.
اتكسفت وهي بتقولي:
- طيب يلا ادخل انت وانا هقفل الشباك والاوضة واحصلك احضر السفرة.
بصيت ورايا على المكان اللى لمحت فيه الطيف لكن كان فاضي، مركزتش اوي علشان مرجعش تاني للسرحان والقلق اللى كنت حابسهم جوايا وبصراحة سيبتها هي فعلا تقفل الشباك لأني بقنع نفسي بأن الفرحة طيرت برج من عقلي، طلعت من الاوضة وهي كانت ورايا علطول وقفلت الباب وراها، دخلت الحمام ولأول مرة اسيب باب الحمام مفتوح عليا وانا جوة، برغم اني كنت عايش لواحدي سنين عمري فى حياتي ما سيبت الباب مفتوح عليا، لكن مش عارف ليه عملت كده؟ يمكن علشان اطمن نفسي بأني مش لواحدي فى البيت الجديد ده اللى لسه مأخدتش عليه...مش عارف الحقيقة بس هو ده اللى عملته، بس كان مريح بالنسبالي كمان ان ليلى معديتش خالص من قصاد الباب لأننا لسه برضو متجرأناش على بعض وهي لسه مكسوفة مني، خلصت وطلعت على السفرة كانت مولعة شمع جميل وحاطة عصير واطباق الاكل محطوطة بطريقة تفتح النفس، يااااااااااااه اول مرة حد يحضرلي اكل بالشكل ده، لقيتها واقفة جنب السفرة بتبتسم وهي بتقولي:
- معلش بقى حاولت اقلد اللى بشوفه فى التليفزيون ساعات، يارب يكون عجبك.
قربت منها وانا بتأمل جمالها، بشوف شعرها الجميل ووشها المرسوم وخدودها الحمرا، بلمسها لأول مرة...بلمس ست عموما لأول مرة فى سنين عمري الكتير اوي ده، كانت مكسوفة وكنت مبسوط اوي، مسكت ايديها وقعدتها على السفرة وقولتلها:
- ممكن بقى نتعود على اننا سند لبعض وسر بعض؟ ممكن بقى نشيل حاجز الكسوف والقلق اللى بينا ده؟ احنا خلاص يا ليلى بقينا واحد.
لقيتها قالت بحنية:
- معلش انا عارفة اني مش بتكلم ولا بقول الكلام اللى ممكن تكون البنات شاطرة فيه، او بيعجب اي راجل من مراته لكن والله انا ولا كان ليا اصحاب ولا قرايب ينصحوني او يعلموني المفروض اقول ايه ولا اعمل ايه، بس صدقني انا هحاول اسعدك على قد ما اقدر.
كانت جميلة اوي وهي بتتكلم، لقيت نفسي بقرب عليها وببوس راسها، وبقولها:
- انتى حتى سكوتك بيفرحني يا ليلى، انتي احلى حاجة حصلت فى حياتي، يلا بقى ناكل علشان عندى كلام كتير عايزك تعرفيه.
ابتسمت وابتدينا نتعشا سوا ونتكلم مع بعض علشان نكسر حاجز التوتر بتاعت ليلة الدخلة ده، وبعد ما خلصنا اكل صلينا سوا وبعدين دخلنا اوضتنا وكانت من احلى الليالي اللى عيشناها سوا، قضينا ليلة نستني اي حاجة جوايا كانت قلقاني، اصلا نسيت اللى حصل وخوفني فى الاوضة اياها، ومرت الليلة مش عارف خلصت على ايه ولا نمنا امتى من جمالها، كانت ملاك وبرائتها وأدبها كان سبب اكبر في ان الليلة تكون احلى واحلى، تقدروا تقولوا فى الليلة دي بالذات فهمت ليه دايما الحلال احلى واجمل، انا طول عمري مافكرتش اعمل علاقة مع اي واحدة فى الدنيا برغم رغباتي وطاقتي ومتطلباتي كراجل الا اني كنت عارف ان الحلال متعته احلى...وده اللى حسيته مع اول ليلة ليا معاها، وطلع النهار ووراه جه الليل وبعده نهار وليل وهكذا اسبوع كل يوم فيه احلى من اللى قبله..خلال الاسبوع ده محدش خبط على بابنا غير الست ام خديجة اللى كانت كل يومين تجيب اكل علشان ليلى متقفش فى المطبخ وهي عروسة، وتيجي وهي بتزرغط وتقول:
- اوعي يا عبدالله توقف عروستك فى المطبخ قبل السبوع، دى عروسة مينفعش الصابون ياكل ايديها من المواعين ولا ريحة البصل تملى هدومها، اكلكم عليا لحد السبوع بعد كده تعزموني انتم بقى.
كنت اضحك وتضحك ليلى، وارد انا واقولها:
- ليلى فى عنيا يا حاجة، مع اني نفسي ادوق اكلها.
كانت تضحك وتدعيلنا وتنزل، وبعد ما تقفل الباب وراها تضحك ليلى وهي بتقولي:
- خالتي ام خديجة لو عرفت اننا كل يوم بنعمل اكل جديد انا وانت هتقطع رقبتي.
اضحك انا واقولها:
- طيب وليه رقبتك لواحدك؟ ما هي هتقطع رقبتي معاكي.
ترد بتلقائية:
- لاء هي قايلالي الراجل بيشقى برة البيت، اووووعي يرجع البيت يلاقى شقا ولا نكد ولا تعب...يرجع البيت يرتاح ويتبسط وبس.
اضحك انا واقولها:
- انا مبسوط بوجودك، ولازم نفضل سند لبعض سواء برة او جوة البيت، واني اساعدك ده مش عيب ده حقك عليا.
كنت بقول الكلام ده مش لانها لسه عروسة جديدة ولسه زهوة الجواز وخدانا، بالعكس انا مقتنع بكل كلمة بقولها، ايامنا ماشية طبيعية جدا، لكن اللى جاي هو اللى مش طبيعي، نمنا وصحيت فجأة على ضلمة مريبة، ندهت على ليلى بهدوء لانها اكيد نايمة، بس بحب اطمن عليها وخاصة اني قلقت تفتح عنيها تلاقى الكهربا قاطعه تتخض، لقيتها بتقولي بهدوء:
- بلاش تصحيني مش قادرة افتح عيني.
ابتسمت على كسلها وقولتلها:
- كملي نوم، الكهربا اصلا قاطعه هقوم اشوف شمع.
مرديتش عليا، لكن قمت من على السرير وانا بحاول متكعبلش فى حاجة، وصلت لحد المطبخ ودورت على الشمع ولقيته بالعافية، ولعت الشمعة وخرجت من المطبخ لكن مكملتش طريقى للأوضة، وقفت وانا مستغرب ولقيت نفسي بقول:
- ايه اللى موقفك كده يا ليلى؟ انتي مش قولتي مش قادرة تصحي؟
لقيتها بترد عليا وهي بتضحك:
- انت يا عبدالله مش قولتلي اقف استناك على باب الحمام لحد ما تطلع علشان بتقلق من الضلمة؟ ده انا واقفة مرعوبة بقالي شوية حلوين وانت ما صدقت تدخل الحمام كأنك معزوم جوة على الغدا، انت طلعت امتى اصلا؟ هو انا نمت وانا واقفة ولا ايه؟
كنت حاسس ان عيني هتخرج من مكانها من الذهول، هي ايه الحكاية دي؟ انا متأكد ان اللى بتقوله ده محصلش، وانا اصلا متعود على ان الكهربا تقطع واتعامل فى الضلمة عادي ما هو انا برضو كنت عايش لواحدي ومتعود على كده، لقيتها بتقولي:
- ممكن بقى نروح ننام؟ علشان انا الضلمة بتخنقني ومش بحب اقعد فيها كتير.
كل اللى عملته اني حركت رأسي ومشيت معاها، بس هي كررت تاني:
- بس بجد انت خرجت امتى من الحمام؟ انا حتى مسمعتش الباب بيتفتح.
كنت متلغبط ومش عارف اعمل ايه، لقيت نفسي بقولها:
- مشوفتنيش بسبب الضلمة، وتلاقي عينك غفلت ولا حاجة علشان كده مخدتيش بالك من صوت الباب.
قبل ما ترد كنا دخلنا الاوضة، وعلى ضور الشمعة شوفتها...شوفتها وهي نايمة مكانها على السرير، شوفتها وهي بتمر من جنبي علشان تروح تنام فى نفس المكان اللى هي بالفعل نايمة حالا فيه...أنا اتجننت؟

تعليقات