القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة حالة من المصحة النفسية الفصل الثاني2بقلم هنا عادل

قصة حالة من المصحة النفسية
الفصل الثاني2
بقلم هنا عادل
كنت مصدوم من ان فيه بني ادمين استغلاليين للدرجة دي، مش عارف اهون عليها ازاي؟ اصلا مش عارف ازاي دي يتقال عليها مجنونة او تتحط فى مصحة نفسية؟! مش عارف ايه اللى فيها يخليها تتسمى بمريضة نفسية وهي بتتكلم معايا وبتحكي كل حاجة بالشكل الدقيق ده؟ صعبانة عليا ومش قادر اقوم اطبطب عليها، حالتها لمستني الحقيقة، لقيت نفسي بقولها:
- اكيد مش هتكملي معاه يوم بعد اللى حصل ده يا رغدة؟
ضحكت رغدة وهي بتقول:
- انا كمان قولت كده..
رديت وسألتها:
- قولتي ايه؟ انك مش هتكملي؟!
رغدة:
- اه، رديت عليه وقولت كده، انا يا سليم مكنتش عايزة اشتغل ممرضة فى بيوت حالات، ولا كنت شبطانة فى الجواز، ولا كنت بدور على حد اديله فلوسي يصرفها عليا بالعافية وبطلوع الروح زي ما بتعمل..انا كده كده عندي اللى اديلهم فلوسي واخد عليهم ثواب كمان واحق منك ومن العيشة اللى انت معيشهالي.
كانت سلمى على ايدي، وانا واقفة قدامه بقوله الكلام ده بصدمة وذهول من اللى سمعته منه، كنت بقوله وبتمنى دموعي تفضل ثابتة ومتنزلش قدامه علشان ميشوفنيش ضعيفة اكتر ما هو مستضعفني، لكن هو رد عليا وصدمنى اكتر:
- جواز اللى زيك ارخص واوفر وافيد من صحوبيتك ولا حتى اني اطلب تشتغلي فى بيتي ممرضة لأمي.
اتصدمت اكتر:
- وانا وافقت اتجوزك رأفة بظروفك وبظروف مامتك، لكن انا مش هكمل فى الجوازة دي.
سليم:
- وانا مبطلقش، عايزة تتطلقي ادفعي.
برقت وانا بقوله:
- ادفع؟! ادفع ايه؟ انا عايزة اطلق وحقي اطلق، انا هيبقى ليا عندك حقوق ومش عايزاها اصلا.
هنا جالي صوت مامته وهي طالعة من باب الاوضة:
- مالكيش حقوق عندنا يا رغدة، لو عايزة تمشي هتسيبي سلمى، بنتنا مش هتتربى مع واحدة لا لها اصل ولا فصل، عايزة تعيشي هنا زى ما كنتي عايشة..اهلا وسهلا، مش عايزة انزلي بالهدوم اللى عليكي ومنشوفش وشك تاني.
اتصدمت من جملة (سيبي سلمى) صرخت فيها وقولت:
- سلمى؟! سلمى مين دي اللى اسيبها؟ دي بنتي! دى اللى ليا، دي اللى انا حملت فيها وجيبتها من على قلبي، دي اللى انا دفعت وصرفت علشان فى الاخر اكسب وجودها، انسوا اني اسيب بنتي.
ردت ماجدة بهدوء وهي طالعة تقعد على الكنبة:
- خلاص، يبقى هاتي بقى مياه سخنة وتعالي ادعكيلي رجلي احسن وجعاني.
وقفت بينهم مصدومة وسليم واقف يبص لأمه ويضحك، حسيت اني وقعت فى عصابة، انا قليلة الحيلة، انا ماليش حد يدافع عني ولا يقف قصادهم، قالها سليم وهو بيضحك:
- هتطلعي من هنا هتتمرمطي اكتر مما كنتي متبهدلة فى الملجأ اللى اترميتي على بابه، اللى زيك هتبقى بتاعت سكك وكله هينهش فيها، لا ليكي ناس ولا ليكي بيت ولا ليكي حد يقف فى ضهرك، حافظي على نفسك وخليكي زي ما انتي...بدل ما تحصلي اللى سبقوكي.
من غير تفكير رديت:
- اللى سبقوني؟! انت كنت متجوز؟
ضحكت ماجدة وهي بتقولي:
- اللى مبيبقاش لها لازمة بتترمى الرمية اللى انتي هتترميها لو اتنمردتي، اللى تعيش مع ابني تخدمنا وتدفع تمن عيشتها فى حضنه يا حلوة، يلا بقى اجري هاتي المياه علشان تدعكيلي رجلي.
فهمت قصتهم، سليم بيدخل على البنات اللى حالاتهم تشبه حالتي، وسامته والحنية اللى امه بترسمها فى البداية يخلوا الغلبانة اللى زي حالاتي يوافقوا ويفرحوا، الخبث والنعومة فى دحلبة امه يخلوا اللى اتحرمت من الحنية ما تصدق انها تلاقي ست زي دي، روحت جيبت المياه السخنة وحطيت بنتي على الكرسي بتاع الانتريه وهي نايمة، قعدت عند رجليها ادعكها وسليم قاعد جنبها حاطط رجل على رجل ومنهم واحدة قصاد وشي، بيضحك هو وامه وبيقولها:
- مفاضلش غير ولاد الحر....ام اللى ييجوا يتنططوا علينا ياست الكل، بعد كده لما تختاري خليها يتيمة، على الاقل يبقى معروف لها اصل وفصل، لكن اللى زي دي مش طامر فيها اننا معيشينها فى بيت وعملناها ست.
ترد ماجدة وانا بدعك رجليها:
- اهي قولت هتخدمك وتخدمنى وتخدم البيت يا حبيبي، وبعدين اهي بتشتغل تصرف على البيت اللى اتفتح ليها، كنت فاكراها فيها مميزات تخلي الواحد يطنش نقصها.
على الحال ده لحد ما خلصت تدليك رجليها الاتنين، هي وابنها بيغنوا ويردوا على بعض ويقولوا اسوأ الكلام فى حقي، منتهى الاهانة والتجريح والتقليل، حسيت اني مش بني ادمة، كنت عايزة اقوم ارمي نفسي من الشباك، اول ما قررت اني هنفذ ده...لقيت سلمى بتعيط، بصيت ناحيتها وروحتلها بعد ما قررت حماتي انها تسمح بأني اروحلها، شيلتها فى حضني وانا بقول فى ودنها:
- مش عايزاني اسيبك؟ هيبقى ليا لازمة فى حياتك؟
بصيت سلمى ليا وسكتت من عياطها، انا علشان هبلة فكرت سكوتها ده معناه ان هي بتجاوبني، تخيلت انها بتقول:
- اه هيكون ليكي لازمة.
ضحكت وكأني سمعت الرد بودني، كدبت على نفسي وانا بقول:
- اهي كلمة حلوة اتقالت.
لا كلمة حلوة اتقالت ولا سلمى حتى فاهمة حاجة حواليها، انا بس اللى كدبت على نفسي علشان مموتش نفسي واسيب بنتي لواحدها، لكن من اليوم ده انا اتكسرت ومقدرتش اصلح نفسي من تاني، لكن اخدت قرار، قرار اني انتقم منهم، وانتقامي مش هيكون بالساهل، اه طيبة وغلبانة وماليش اهل...لكن...لكن انا مش هسيب قلبي اللى سمعت صوته بيتكسر بدل المرة اتنين وتلاتة وعشرة معاهم من غير ما اطبطب عليه بأيدي..وابتديت افكر....ولقيت البداية، وقولت لنفسي وبنتي فى حضني:
- ماجدة، بداية النهاية هتكون ماجدة، لازم هي اللى انتقم منها فى البداية، اصل هي طرف الخيط، كلامها ونعومتها اللى بتدخل بيها على اي واحدة زيي هما اللى بيمشوا كل اللى هي عايزاه، وعلشان كده لازم يبقى لواحده.
فتح سليم الباب عليا وانا بحاول اشوف هعمل ايه وسلمى فى حضني، قال
- كفايا عليكي اجازة كده، انزلي شغلك بقى، كاتمة على نفسي انا وامي ومش واخدين راحتنا.
رديت عليه وانا بضغط على اعصابي:
- لسه اجازتي مخلصتش، انا هسيب سلمى ازاي وهي لسة ملحقتش حتى تكمل اربعين يوم؟
رد وقال:
- لما الشتا يخلص ابقي خديها معاكي الحضانة اللى عندك فى المستشفى، لكن الفترة دي سيبيها تقعد مع ماما، بس ابقى جهزي لها اللبن بتاعها وطلباتها كلها، واعملي حسابك تدفعي تمن رعاية امي ليها.
بصيت له وقولت:
- انا مطلبتش انزل شغلي علشان احتاج حد احاسبه على قعاده ببنتي، لما اجي انزل لو ملقيتش....
لقيت سليم جه سحبني من على السرير من شعري وجرني على الارض طلعني من الاوضة للصالة، كان بيضربني برجليه فى كل مكان فى جسمي وبينادي على امه اللى طلعت من اوضتها وقال لها:
- حطي رأسها تحت جزمتك.
امه من غير ما تقول حاجة عملت اللى طلبه، ضغطت على رأسي برجليها وهي بتقول:
- اللي زي دي لازم تتربط يا سليم، قولت لك من البداية نربطها وانت اللى قولت متستاهلش.
رد سليم وقال:
- كنت شايفها هتعيش، معرفش انها هتعمل كده...تتربط يا حبيبتي، تتربط وشوفي اللى انتي عايزاه واعمليه معاها.
هنا شالت رجليها من على رأسي وحسيت ان عيني بتطلع نار لأنها كان صوباع رجليها جوة عنيا تقريبا، قالت وهي بتضحك:
- تتربطي يا حلوة وتبقى...كل..بة، اصل لما عاملناكي على انك بني ادمة..اتعوجتي، تستاهلي بقى

تعليقات