القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الكتاب الملعون الجزء الاول1الاخير بقلم شهاب طارق

قصة الكتاب الملعون
الجزء الاول1الاخير
بقلم شهاب طارق
في واحدة من قرى صعيد مصر، كان في بيت قديم على أطراف البلد، معروف بين الأهالي إن حوالينه دايمًا غموض ومشاكل. صاحب البيت، شيخ كبير اسمه "الشيخ منصور"، كان مشهور إنه بيشتغل في الحاجات الغامضة… حاجات الناس بتسميها "سحر".
القصة اللي أنا هحكيها ليك حصلت في أواخر التسعينات، ولسه الناس في القرية بتحكيها لحد النهارده.
البداية
الشيخ منصور كان عايش مع مراته وبنته الوحيدة "هناء". الراجل ده كان عنده مكتبة مليانة كتب قديمة، بعضها مكتوب بخطوط غريبة ما حدش في القرية كان يفهمها. كانوا بيقولوا إنه ورث الكتب دي من جده، وكان بيقفل عليها في أوضة محدش يدخلها غيره.
في يوم، واحدة ست من القرية راحت له تبكي، بتقول إن حياتها متدمرة، وجوزها سايبها وعيالها مرضى، وهي مش لاقية حل. منصور قال لها:
– "فيه طريقة نقدر نساعدك بيها… بس هتدفعي تمن غالي."
الست وافقت، ومن هنا بدأت القصة تاخد منحنى مرعب.
الطقوس الغامضة
الناس بدأت تلاحظ إن في الليل، نور غريب بيطلع من بيت الشيخ منصور. أصوات همس عالية، ورائحة بخور خانقة كانت بتنتشر حوالين البيت. الجيران كانوا بيشوفوا دخان أسود طالع من الأوضة اللي فيها كتبه.
ابن عم الشيخ منصور، اللي كان عايش جنبه، قال إنه في ليلة سمع صراخ جاي من جوه البيت. ولما راح يخبط، منصور خرج وقال له بعصبية:
– "ابعد عن اللي ملكش فيه، دي حاجات أكبر منك."
الجريمة
في يوم من الأيام، القرية صحيت على خبر صادم: الست اللي راحت لشيخ منصور اتلقت مقتولة في أرض زراعية مش بعيدة عن البيت. الغريب إنها كانت مرمية جوه دايرة مرسومة في التراب، وحواليها رموز غريبة محفورة.
الشرطة جت، وبدأوا يسألوا. لما راحوا لبيت منصور، لقوا جوه أدوات بخور، كتب قديمة، وأحجار شكلها غريب. لكن منصور أنكر أي علاقة وقال:
– "أنا شيخ وبساعد الناس، ومليش دعوة باللي حصل."
لكن كلام الناس في القرية كان مختلف. كلهم أكدوا إنهم شافوا الست دي داخلة بيته قبل اختفائها.
أسرار الأوضة
بعد كم يوم، مراته هناء جريت على بيت الجيران تصرخ:
– "الأوضة بتتكلم!… في أصوات بتناديني من جوه."
الناس راحت تتأكد، ولما فتحوا الأوضة اللي كان الشيخ منصور مخبي فيها الكتب، لقوا كتاب كبير، جلده غامق ومرسوم عليه رسمة زي عين مفتوحة. لما قلبوا صفحاته، لقوا كلام مش مفهوم، وكلمات متقطعة بالعربي، بتتكلم عن استدعاء أرواح وتنفيذ قرابين.
واحدة من الصفحات كان مكتوب فيها:
– "لن يتحقق المطلوب إلا بتقديم روح بريئة."
الصفحة دي كانت كفيلة إنها تخلي الكل يصدق إن موت الست كان جزء من طقس غريب.
النهاية الغامضة
الشرطة قبضت على الشيخ منصور، والتحقيقات استمرت شهور. لكن قبل ما يتحاكم، حصلت حاجة غريبة. وهو في الحبس، تلاتة من اللي كانوا في قضيته ماتوا في ظروف غامضة:
واحد فيهم اتحرق بيته، التاني اتدهس في حادثة، والتالت مات في نومه.
الناس قالت إن "الكتاب الملعون" لسه ليه قوة، وإن منصور مش بيشتغل لوحده، في حاجة أكبر بتحميه.
الغريب إن الكتاب نفسه اختفى من الأوضة. الشرطة قالت إنهم حرزوه، لكن بعد كام يوم أعلنوا إنه مش موجود، وكأن الأرض انشقت وبلعته.
بعد سنة، الشيخ منصور مات جوه السجن، بطريقة محدش قدر يفسرها. لحد النهارده، محدش يعرف إذا كان مات طبيعي ولا اتقتل.
أما البيت بتاعه، فهو لسه موجود على أطراف القرية، لكنه مهجور. اللي يقرب منه يحكي إنه يسمع همسات، ويشوف خيالات بتتحرك في شبابيكه. والناس كلها متفقة إن اللعنة اللي بدأت بالكتاب لسه مكملة…
النهاية

تعليقات