القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قرية الاموات الفصل الثالث3الاخيربقلم محمود الامين

رواية قرية الاموات 
الفصل الثالث3الاخير
بقلم محمود الامين
وقبل ما تنطق فرحة، خبط الباب بتاع البيت.. قامت فرحة وقلتلي: خليك، أنا هفتح.. لاحظت عليها إن جسمها بيتنفض من الخوف.. مش فاهم في إيه؟.. ولا إيه الكلام اللي بتقوله؟ شيطان مين اللي عايش وسط الناس؟ واللعنة رجعت إزاي؟


في الوقت ده، لقيت الباب لسه بيخبط، وفرحة راجعة تجري وبتقولي:
_ أوعي تقوله حاجة.. متقولش حاجة أرجوك
_ مقولش لمين؟.. في إيه يا فرحة؟
_ أبويا هو اللي بيخبط، ومتقولش حاجة من اللي قولتهولك.. يمشي وأنا هفهمك
_ حاضر رغم إني مش فاهم حاجة
...
رجعت فرحة وفتحت الباب، ودخل أبوها وهو بيقول لبنته:
_ هو في إيه؟ ساعة على ما تفتحوا الباب؟
_ معلش يا بابا، كنا نايمين
_ وجوزك فين؟ لسه نايم ولا إيه؟
_ لا يا بابا، صاحي وطالع لحضرتك دلوقتي
_ آه، وياريت بسرعة عشان في موضوع مهم

خرجت من الأوضة، وأنا بقوله: أهلاً أهلاً يا عمي، خطوة عزيزة
_ أهلاً بابن الغالي.. أبوك عامل إيه دلوقتي؟
_ الحمد لله يا عمي، بخير والله
_ كنت عايزك في موضوع مهم.. روحي يا فرحة، اعملي كوبايتين شاي وسيبنا لوحدنا
_ خير يا عمي، إنت قلقتني
_ خلي بالك من عيالك وحرص عليهم يا بني الفترة الجاية دي.. حتى وهما في البيت، خليك معاهم
_ هو إيه اللي حصل؟
_ الدجال الزفت رجع اللعنة تاني، والمرة دي حضر الجن وعشيرته.. ورجعوا المقبرة من تاني، ومعنى كده إن التضحيات راجعة من تاني
_ وحضرتك عرفت ده كله منين يا عمي؟
_ إزاي منين؟.. إنت نسيت إني أنا الشيخ سالم؟ يعني أعرف كل حاجة بتحصل في البلد دي
_ طيب، وهنـتصرف إزاي دلوقتي يا عمي؟.. لازم نرجع نوقف اللعنة تاني
_ المرة دي الموضوع مش سهل.. الجن راجع ينتقم، وهينتقم منك إنت بالتحديد.. والانتقام ده هيكون في عيالك
_ طيب، وإيه الحل دلوقتي؟
_ حافظ على عيالك لحد لما نشوف هنتصرف إزاي
...
وبعدها قام ومشي الشيخ سالم.. وفضلت قاعد وبفكر في كلامه.. جات فرحة وقعدت جنبي، وهي شايفاني هموت من التفكير، وقالتلي:
_ متسمعش كلامه، هتموت من التفكير.. وهتكون إنت التضحية، مش عيالنا
_ إزاي هكون أنا التضحية؟ مش فاهم، تقصدي إيه؟.. أبوكي قالي إن الدجال حضر الجن وعشيرته، واللعنة رجعت.. إحنا لازم نخلي بالنا من العيال الفترة الجاية
_ يا بني آدم، افهم.. قولتلك: الشيطان عايش هنا في البلد وسط الناس.. أقولها لك إزاي دي؟ مش عارفة!
_ ما تتكلمي يا فرحة، في إيه؟
_ أنا شوفت كل حاجة من وأنا صغيرة.. شوفت اللي حصل زمان، وشوفت اللي حضر الجن، وعمل معاه العهد، وعامل نفسه حبيب الكل، وخايف على الكل
موسى، الشيخ سالم هو الشيطان.. أبويا هو الشيطان
_ إنتي بتقولي إيه؟... الشيخ سالم؟!!
_ أيوه، مفيش دجال ولا حاجة.. أبويا هو الدجال يا موسى، هحكيلك كل حاجة شوفتها بعيني، وحصلت زمان
...
الموضوع بدأ لما أبويا سافر جنوب أفريقيا عشان يعالج ملك قبيلة هناك اتصاب بسحر أسود.. كان صيت أبويا ذايع في الوقت ده، عشان هو كان الشيخ سالم، الراجل التقي المؤمن.. المهم، لما راح هناك، غيابه طول لدرجة إنه غاب شهر بحاله
لكنه لما رجع، مكنش الشيخ سالم اللي الناس تعرفه.. كانت ملامحه كلها جمود، ساكت، مش بيتكلم مع حد، بيقعد في أوضته بالساعات.. وأسمعه بيقول كلام مش مفهوم، وبينادي على حد اسمه سروط
وبعدها حصلت الحاجة اللي هو حكالك عليها، الخواجة والدجال اللي جابه الخواجة
طبعاً دي كانت لعبة دخل بيها على أهل البلد.. لكن الحقيقة إن أبويا هو اللي سلط سروط ده لفتح المقابر، ولما اتفتحت، طلب الجن من أبويا دم أطفال مقابل الدهب اللي في المقابر دي.. لحد لما سروط طلبني أنا، ورغم قسوة أبويا علينا في المرحلة دي.. رفض طلب الجن، لكن الجن مسكتش، وبدأ في إنه يغوي البشر، ويخليهم يسلموه قرابين مقابل الدهب
وكان طلبه اللي كان الكل عاجز عنه هو أنا.. عشان أنا بنت الشيخ سالم
ولما إنت جيت البلد، لقاك فرصة يواجه بيك الجن، انتصرت؟ تمام، وأهو خلص من اللعنة.. منتصرتش؟ أهو مش مهم، إنت كنت مجرد كبش فداء، مش أكتر.. لكن أنا معرفش إيه السبب في رجوع اللعنة تاني.. مش عارفة

_ السبب إن الجن متحرقش يا فرحة.. الجن هرب، ووعدني بالرجوع.. ولازم المواجهة، لازم أواجه
...
حاولت فرحة تمنعني من الخروج، لكني خرجت.. ورحت للشيخ سالم، وكأني معرفش أي حاجة، وطلبت منه إنه ياخدني للمقبرة، أنا هقدر أواجههم كلهم
وهو حتى مفكرش يرفض.. بس المرة دي طلبت منه ينزل معايا، وأنا هحميه.. كان متردد ورفض، وقاللي:
_ لا لا... أنزل فين؟.. أنا راجل كبير، ومش هقدر أواجه الشر ده
_ إنت الشر ده يا شيخ سالم
_ هااا؟ قصدك إيه؟.. وإزاي تكلمني بالأسلوب ده؟
_ أنا عرفت كل حاجة.. خلاص، معدش في حاجة مستخبية يا شيخ سالم
_ خلي بالك، إنت لو عملت فيا حاجة، سروط مش هيسيبك.. لا هو ولا شياطين الإنس اللي معاه في البلد
_ مبقتش فارقة خلاص
...
مسكت الشيخ سالم من هدومه، وبكل عنف حدفته جوه المقبرة.. صرخات طالعة من الجحيم، ونار مسكت في المقبرة من كل حتة
هربت ورجعت على بيتي.. ولسه هدخل، ضربة قوية على دماغي فقدت بسببها الوعي.. لما فقت، لقيت سكينة في إيدي، غرقانة دم.. مراتي وعيالي مدبوحين بوحشية
صرخت من المنظر، وافتكرت كلام سالم عن شياطين الإنس.. عارفين أنا عملت إيه؟ أنا ولعت في البيت كله وهربت.. أيوه، هربت من البلد كلها
وعدت سنين.. معرفش جملة "قتلت عيالك ليه يا موسى؟"
فكرتني بكل ده ليه؟
...
بصيت للست اللي كانت على السرير، وقلت لها:
_ سروط.. إنت عايز إيه تاني؟
_ كويس إنك لسه فاكر يا شيخ موسى.. كويس إنك فاكر سيدك سروط
_ اخرس! إنت مش سيدي.. إنت شيطان ملعون
...
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. ربي، أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربي أن يحضرون

ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ

(قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ.
وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ)

بسم الله، وبحول الله، وبقوة لا إله إلا الله.. اخرج الآن
...
صرخات طالعة من الست مش طبيعية.. وبعدها حالة من القيء رهيبة، كانت بترجع كتل دم
بدأت أرقيها الرقية الشرعية، وتعافت من سروط اللي كان السبب في تدمير حياتي، وجات فرصة الانتقام
دي حكايتي، وأنا بعد الجلسة دي، توقفت عن العلاج من المس والسحر تماماً
   النهاية

تعليقات